يمكن اعتبار التوجه الأخير للمشير خليفة حفتر نحو الجنوب والجنوب الغربي الليبي بمثابة مقدمة لزحفه نحو طرابلس
في الـ24 من أكتوبر الماضي، أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري أن قطر وتركيا تسعيان لزعزعة استقرار ليبيا، متهماً تركيا بتهريب الأسلحة وقطر بالتأثير على قراراتها السياسية.
ولم يكن الوزير المصري على خطأ بعدما تم الكشف حديثاً عن وجود خمس حاويات مُحمّلة بأسلحة في أحد الموانئ قرب طرابلس قادمة من تركيا.
وقد أكدت تركيا أن هذه الحادثة لن تتكرر مجدداً، وقد كانت صادقة في ذلك، فبدلاً من الأسلحة أرسلت في الأسبوع الماضي خمس حاويات تضم تسع سيارات مصفحة بدون أي تفاصيل.
الخبر الوحيد المشجع هذه الأيام حول التدخل القطري في ليبيا هو بيع بنك قطر الوطني أسهمه في مصرف التجارة والتنمية الليبي لمستثمرين ليبيين، وهو ما قد يُشكل بداية الاعتراف بفشل قطر في محاولاتها تقويض مستقبل ليبيا
بعد يومٍ من تسليم الحاويات التركية، ذكرت وسائل الإعلام الليبية أن محامين ونشطاء ليبيين قد تقدموا برفع شكوى قضائية ضد الإرهابي عبدالحكيم بلحاج، متهمين إياه بالتحريض ضد عناصر من الجيش الليبي، عن طريق قناته الإخبارية "النبأ" التي تتخذ من الدوحة مقراً لها. وقد أنكرت القناة وجود الخبر، لكن الأمر صادف إعلان أبرز مذيعين في القناة وهما "صفوان أبوسهمين وميس الريم القطراني" عن استقالتهما من المحطة.
ويُعدّ عبدالحكيم بلحاج أحد أعضاء تنظيم "القاعدة" هارباً ومتهماً بالمشاركة في العديد من الهجمات التي استهدفت مؤسسات عمومية وجرائم إرهابية بليبيا، وهو مدعوم من طرف قطر خلال الحرب الأهلية، كما يُعدّ أحد أهم الأذرع الإرهابية التي تستعملها الدوحة من أجل زعزعة الأمن والاستقرار في ليبيا.
وقبل أربعة أيام من ذلك، قال علي السعيدي، عضو مجلس النواب الليبي عن الجنوب، عبر صحيفة المتوسط: "نوجه نداءً للمدّعي العام الليبي لاعتقال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله". "هناك طائرات قطرية كل يوم قادمة من مالطا إلى حقول النفط"، "العلم ليبي لكن التسجيل قطري".
منذ 2017، تتهم حكومة شرق ليبيا مصطفى صنع الله بمناورات خلال شحن النفط الليبي من خلال شركة جلينكور السويسرية التي تتبع الحكومة القطرية عن طريق جهاز قطر للاستثمار.
والخبر الوحيد المشجع هذه الأيام حول التدخل القطري في ليبيا هو بيع بنك قطر الوطني أسهمه في مصرف التجارة والتنمية الليبي لمستثمرين ليبيين، وهو ما قد يُشكل بداية الاعتراف بفشل قطر في محاولاتها تقويض مستقبل ليبيا.
ويمكن اعتبار التوجه الأخير للمشير خليفة حفتر نحو الجنوب والجنوب الغربي الليبي لتطهير هذه المنطقة من المتمردين التشاديين والنيجريين، الجهاديين، والمليشيات وقطاع الطرق المتواجدين بحقول إنتاج النفط، بمثابة مقدمة لزحفه نحو طرابلس، وهو الأمر الذي يُقلق الإخوان المسلمين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة