خبراء لـ"العين الإخبارية": تعاون قبائل ليبيا مع الجيش يحل أزمات البلاد
ويدحر الجماعات الإرهابية
محللون سياسيون فى الشأن الليبي أكدوا على دور القبائل الليبية في المصالحة الوطنية ووضع آليات حل الأزمة التى تمر بها البلاد.
أكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين فى الشأن الليبي وشخصيات قبلية، خلال أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن نجاح المكونات الاجتماعية والقبلية في ليبيا يكون بداية لعودة النفوذ والتأثير القبلي على المجتمع الليبي ودور القبائل في المصالحة الوطنية ووضع آليات حل الأزمة الليبية بعد الضعف الذي أصابها عقب أحداث فوضى عام 2011.
- المسماري: الجماعات الإرهابية تتخذ من جنوب غربي ليبيا ملاذا آمنا
- عقيلة صالح لـ"العين الإخبارية": مهمة غسان سلامة دعم ليبيا وليس حكمها
عدة شواهد خلال الفترة الأخيرة، أكدت عودة تأثير شيوخ وأعيان القبائل الليبية في المشهد الليبي، كان أخرها نجاح المجلس الاجتماعى لقبائل مدينة "ورفلة" وأعيان طرابلس في الاتفاق على وقف إطلاق نار في العاصمة طرابلس أمس الأحد لعدة ساعات.
المحلل السياسي في الشئون الليبية الدكتور العربي الورفلي، وأحد الشخصيات البارزة بقبيلة "ورفلة"، قال لـ"العين الإخبارية"، إن القبيلة في ليبيا دائما حاضرة، وساهمت في دحر الاستعمار الإيطالي وكان لها دور سياسي اجتماعي، ولعبت دور مهم في عقد كثير من المصالحات وفض النزاع علي مر العصور.
واضاف الورفلي، إنه منذ اندلاع الأزمة عام 2011 حاولت القبائل في ليبيا أن يكون لها دور في تقليل نسبة الأضرار خاصة ذلك الضرر الذي لحق بالنسيج الاجتماعي اللييي بسبب النزاع السياسي.
وأكدت المحلل السياسي الليبي أنه لو تخلصت ليبيا من التدخلات الخارجية وأطراف تيار الإسلام السياسي، قد يكون للقبائل دور أساسي في حل كثير من المشاكل سواء كانت مشاكل سياسية أو اجتماعية، باعتبار أن كل قبيلة لها مرجعية اجتماعية تستند عليها.
فى الوقت نفسه، أكد الورفلي، أن الأمر ليس بهذه البساطة خاصة وأن البلاد حاليا ينتشر فيه السلاح والمليشيات المسلحة والتي لا تعترف بدور القبيلة، مشيرا إلى أنه يرى أن الحل الوحيد هو تضافر وتعاون القبائل مع القوات المسلحة كغطاء اجتماعي وغطاء عسكري، لدحر الإرهاب وإنهاء سيطرة المليشيات ونزع سلاحها
الدكتور محمد الزبيدي، المحلل السياسي الليبي وأستاذ القانون الدولي، قال إن المجتمع الليبي قبلي التركيبة وتلعب فيه القبيلة دوراً محورياً في شتى مناحي الحياة فلا يوجد شخص ليبي لا ينتمي لقبيلة فيما عدا ذوي الأصول الأجنبية كالأتراك والإغريق والطليان وغيرهم.
واضاف الزبيدي خلال تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن قوانين وأعراف القبيلة تعلو ما سواها من القوانين، ولهذه الأسباب لم تنجح نظرية الديمقراطية الحزبية، في مجتمع قبلي النشأة والتكوين، وحينما حاول المجتمع الدولي تطبيق الديمقراطية على النمط الغربي في ليبيا بعد٢٠١١ وتهميش دور القبائل في صنع مستقبل ليبيا أدى ذلك الى تفكك الروابط المجتمعية وتحول ليبيا الى دولة فاشلة.
وأوضح المحلل السياسي الليبي أنه بعد محاولات عديدة اقتنع "أمراء الحرب" والبعثة الأممية في ليبيا أن حل النزاعات والاحتراب البيني ورأب الصدع بين الليبيين الجهة الأقدر على ذلك هي القبائل، وقد برهنت على النجاح في هذا السياق وأخرها نجاح قبيلة ورفلة في وقف الاقتتال في طرابلس.
واشار الزبيدي، إلى أن البعثة الأممية أدركت متأخراً أهمية القبائل في الحل السياسي وذلك بإشراكها في المؤتمر الوطني الجامع بنسبة تفوق الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني.
وكان للقبائل الليبية دورا كبيرا فى انتقاد سياسة المبعوث الأممي غسان سلامة، حيث حمل مجلس شيوخ ليبيا سلامة، مسئولية الفوضى العارمة والاشتباكات المسلحة التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس من الحين للأخر.
في المقابل قال المحلل السياسي مصطفي الزايدي، إن ليبيا ليست مجتمع قبلي بل اقرب الى المجتمع المدني، وأنه لا توجد القبيلة بمعناها الشائع ، فشيخ قبيلة يأمر فيطاع ، بل أن القبيلة في ليبيا مظلة اجتماعية وليست تكوين سياسي ، وتنقسم كل قبيلة ليبية الى توجهات سياسية مختلفة ومتناقضة ، في القبائل الليبي عدد من الوجهاء ولكل منهم تأثير محدد وليس شامل .
وأوضح الزيدي، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن المشكلة الليبية ليست نزاع أو صراع بين القبائل او الجهات ، المشكل في ليبيا ناتج أساسا من تدخل خارجي يغذي أطراف محلية.
واضاف المحلل السياسي الليبي، أن الليبيون استطاعوا لململة أمرهم وتمت إعادة بناء القوات المسلحة العربية الليبية التي تسيطر على اغلبية التراب الليبي بمساعدة من دول شقيقة وصديقة في مقدمتها الإمارات ومصر .
وحول الحل في ليبيا، أكد الزيدي أنه يبدأ بسيطرة القوات المسلحة ونزع أسلحة المليشيات ، وعندها ستنتج مصالحة وطنية جدية بين كل مكونات المجتمع الليبي.
فيما قال عثمان بركة، الخبير فى الشئون السياسية الليبية، إن القبيلة مظلة إذا دخلت معترك السياسة تفسد، وما يحدث في ليبيا صراع بين عملاء لدول بعينها تاتي على رأسها قطر وتركيا وغيرها، وبين أصحاب الإرادة الوطنية.
وأوضح بركة، لـ"العين الإخبارية"، إن المشاكل تحل من خلال مؤسسات تقودها عقول متعلمة وبعقلية حضارية وليس بعقلية جلوس المعاد والمسار وغيرها.