ليبيا.. حرب بالجنوب وزخم دبلوماسي خارج الحدود
بالتزامن مع الحرب في جنوب ليبيا بين الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر ومليشيات حكومة فائز السراج، تشهد عواصم العالم زخما دبلوماسيا.
بالتزامن مع الحرب المشتعلة في الجنوب الليبي بين الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر ومليشيات حكومة فائز السراج، تشهد عواصم العالم، اليوم الأربعاء، زخماً دبلوماسياً، بغية الوصول إلى حل ينهي الأزمة.
ويخوض الجيش الوطني الليبي حرباً في الجنوب لتحريره من قبضة المليشيات المسلحة التابعة لحكومة السراج، في مشهد وصفه بيان للاتحاد الأوروبي قبل يومين، أنه يهدد العملية السياسية، ودعا الأطراف الفاعلة على الأرض إلى الوصول لحل وسط يضع مصلحة الليبيين أولا.
- حفتر: حربنا ضد الإرهاب ولا صدام مع الوطنيين
- ما هي "القوة الثالثة" التي أعلن حفتر الحرب عليها ودعمها السراج؟
وبينما تشهد عدد من العواصم، اليوم الأربعاء، زخماً دبلوماسياً بغية الوصول إلى هذا الحل الذي طالب به بيان الاتحاد الأوروبي، دعا السراج المجتمع الدولي إلى استخدام القوة لوقف الحرب في الجنوب.
وقال الناطق باسم مليشيات حكومته، إن قوات التدخل الدولي ستقصف قريباً طيران الجيش الوطني وقواته التي تقاتل في الجنوب، مضيفاً أنهم طالبوا بحظر جوي على منطقة الجنوب الليبي.
وفي أول رد فعل على هذا التهديد، كثف الجيش الوطني بقيادة المشير حفتر من عملياته العسكرية، التي تستهدف المليشيات في الجنوب، وعين قائداً عسكرياً جديداً للمنطقة الجنوبية هو العميد خليفة الطاهر.
ولا يرفض حفتر في المقابل، التجاوب مع أي جهد دولي يهدف إلى إنهاء الأزمة الليبية، لكن تصريحاته دوماً تؤكد أن الأولوية لديه هي طرد الإرهابيين.
وتركزت الجهود الدبلوماسية التي شهدتها عده عواصم على ضرورة المصالحة الشاملة من خلال حوار شامل، ويتحفظ حفتر على الخوض في هذا الاتجاه، قبل إنهاء معركته مع الإرهابيين.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت، اليوم الأربعاء، استعدادها العمل مع جميع الأطراف في ليبيا، من أجل التغلب على الأزمة في البلد.
وقال بيان للخارجية الروسية نشر على موقع الوزارة، إن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، التقى في موسكو وفداً من القوى الاجتماعية والسياسية لمدينة مصراتة، يرأسه القيادي في حركة (ليبيا الموحدة) عبد الحميد دبيبة”.
وأشار الجانب الروسي إلى أهمية إقامة الحوار الليبي – الليبي الشامل، بحيث يضم ممثلين عن القوى السياسية الرئيسة والمناطق والمجموعات القبلية في البلاد، لتشكيل السلطات الوطنية، بما في ذلك الجيش والشرطة، القادرة على ضمان الأمن وسيادة القانون، والتصدي بفاعلية للتهديد الإرهابي.
وشدد البيان على استعداد موسكو مواصلة العمل بشكل وثيق مع كل الأطراف الليبية، بغية إيجاد حلول مقبولة لتهيئة الظروف الملائمة لاستعادة وحدة البلاد، وتحقيق المزيد من التنمية المستدامة كدولة ذات سيادة ومستقلة تربطها مع روسيا علاقات الصداقة التقليدية.
وفي السياق ذاته، قال بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، اليوم الأربعاء، عقب اختتام الدورة الثانية للمشاورات الثنائية الجزائرية - الروسية حول مسائل الأمن ومكافحة الإرهاب، إن الطرفين تباحثا حول النزاعات والأزمات في المنطقة خاصة في ليبيا ومالي ومنطقة الساحل.
وأكد البيان وفق ما نقل موقع الخارجية الجزائرية، أن "الوفد الروسي أشاد في هذا الصدد بالجهود التي بذلتها الجزائر في سبيل التوصل إلى حل سياسي في ليبيا يتفاوض عليه الليبيون أنفسهم، مبني على الاحترام والسيادة والوحدة الترابية لهذا البلد وتلاحم شعبه".
وبدأ اليوم وزير الدولة الجزائري، عبد القادر مساهل، زيارة إلى ليبيا، قال بيان لوزارة الخارجية الجزائرية، إنها في إطار الجهود التي تبذلها الجزائر، لحث الأطراف الليبية على الحوار والوصول لحل.
وشهد اليوم ذاته، جلسة لمجلس الأمن حول ليبيا، قدم خلالها مبعوث الأمم المتحدة ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا، مارتن كوبلر، حلاً للأزمة ينطلق من إمكانية تعديل الاتفاق السياسي الليبي، مشدداً على أنه "لا يوجد بديل عن ذلك".
ودعت مندوبة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن الدولي، السفيرة نيكي هايلي، جميع الأطراف في ليبيا إلى الالتزام بالحوار والاجتماع قريباً، محذرة من تدهور الأوضاع في البلاد في حال استمرار التعنت.
ومن المقرر أن تكون الأزمة الليبية حاضرة غداً على أجندة اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني.
ويبقى نجاح هذا الزخم الدبلوماسي الدولي مرتبطاً بتطهير ليبيا من الإرهابيين أولاً، حتى يكون فعالاً ومنتجاً، فالسياسة والإرهاب لا يجتمعان أبداً.