تطور "خطير" في ملف الهجرة بليبيا.. ومسؤول يوضح لـ"العين الإخبارية"
رغم الانتهاكات اليومية للمليشيات المسلحة غربي ليبيا بحق المهاجرين في مراكز الإيواء، فإن البلد الأفريقي شهد تطورًا وصف بـ"الخطير".
فرياح المتوسط باتت تجذب المهاجرين غير الشرعيين من الدول غير المجاورة لليبيا، في ظاهرة سجلت لأول مرة، بحسب العميد رافع البرغثي رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بالمنطقة الشرقية.
وقال المسؤول الليبي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن جهاز الهجرة غير الشرعية بالمنطقة الشرقية سجل خلال العام الجاري دخول مهاجرين غير شرعيين من جنسيات تدخل لأول مرة إلى الأراضي الليبية، كمهاجرين غير شرعيين.
تلك الجنسيات تضم مهاجرين من دول: إيران وتركيا والعراق وأفغانستان وباكستان وكردستان العراق، بحسب المسؤول الليبي الذي قال إن تلك الدول لا تربطها بليبيا حدود مشتركة، في ظاهرة وصفها بـ"الخطيرة"، وتعطي دلالة على أن ليبيا أصبحت محطة عبور دولية للمهاجرين.
عصابات المهربين
ذلك التوافد على ليبيا من مواطني الدول غير المواجهة لها، يأتي رغم الانتهاكات التي تمارسها المليشيات المسلحة بحق المهاجرين غير الشرعيين في مراكز الإيواء التابعة لها، غربي ليبيا، والتي تكون المقر الأخير لهؤلاء الذين قطعوا رحلة طويلة من بلادهم، مرورًا بشرقي ليبيا إلى الغرب، حيث تنطلق رحلتهم لأوروبا عبر البحر المتوسط.
وعن تلك الرحلة، يقول رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بالمنطقة الشرقية، إن عصابات التهريب والاتجار بالبشر تنشط في الصحراء الليبية، مؤكدًا تسجيل العديد من الانتهاكات التي وصفها بـ"الجسيمة" بحق المهاجرين داخل السجون السرية أو أماكن الاحتجاز الخاصة بهم.
تلك الانتهاكات والتي وصلت إلى الاعتداء الجسدي ومطالبة ذويهم بدفع مبالغ مالية ضخمة لإطلاق سراحهم، تصدى لها جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية والجيش الليبي، والذي تمكن من تحرير عدد كبير جدا من المهاجرين غير الشرعيين القابعين في السجون السرية التي يديرها تجار البشر والمهربون، بحسب المسؤول الليبي.
وأكد أن الأجهزة الأمنية في المنطقة الشرقية تتعاون معا في قضية المهاجرين؛ ففي حالة ورود بلاغ أو نداء استغاثة في عرض البحر لقوارب الموت على الفور، يتم إخطار القوات البحرية و حرس السواحل والضفادع البشرية والتي تتحرك بشكل فوري لإنقاذ هؤلاء المهاجرين ووضعهم في مراكز الإيواء.
أمراض خطيرة
إنقاذ المهاجرين لا يتوقف على وضعهم في مراكز الإيواء، بل إن السلطات المحلية في شرقي ليبيا تجري لهم كشوفات وفحوصات طبية، والتي أظهرت أن أغلبهم مصابون بأمراض خطيرة ومعدية كالإيدز والوباء الكبدي والدرن، بحسب البرغثي، الذي قال إنه يتم وضع المهاجرين في المرافق الصحية التابعة للجهاز في قسم العزل وتقديم كافة الخدمات الطبية لهم إلى حين ترحيلهم لبلدانهم.
وقال رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بالمنطقة الشرقية، إن تلك الجهود تكون بالتنسيق مع المنظمات الدولية، والتي لم تسجل أي انتهاكات جسدية أو لفظية أو جنسية، بحق المهاجرين في مراكز الإيواء التابعة للجهاز.
وفيما طالب بتكثيف الجهود من أجل توفير احتياجات المهاجرين، أكد أن دور المنظمات الدولية هو المساهمة في تسهيل إجراءات العودة الطوعية للمهاجرين، في حالة رغبتهم في العودة إلى بلادهم الأم.
وحول طبيعة عمليات الترحيل، قال البرغثي إن إعادة مهاجري دول الجوار التي ترتبط مع ليبيا بحدود مشتركة، يجرى بالتنسيق مع النقاط الحدودية والسلطات المحلية لهذه الدول، فيما عمليات ترحيل المهاجرين الذين أتوا من دول ليست مجاورة، يكون جوًا وبالتنسيق مع سفارات وقنصلياتها.
انتهاكات المليشيات
في الجهة المقابلة لتلك المعاملة التي وصفت بـ"الإنسانية"، كانت المليشيات المسلحة في غربي ليبيا تقتات على معاناة المهاجرين، بحسب تقرير سابق لمنظمة العفو الدولية وثقت فيه ممارسات "إجرامية" ترتكبها تلك العناصر بحق المهاجرين، عبر إجبارهم على المشاركة في عمليات عسكرية، الأمر الذي يعرض حياتهم وسلامتهم للخطر.
وبحسب تقرير سابق للأمم المتحدة، فإن المهاجرين في غربي ليبيا بمثابة فرصة للثراء السريع، مشيرة إلى أنهم يقابلون بمجموعة من الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان، للحصول على أموال من ذويهم مقابل حريتهم.
ووفقا لتقرير للمنظمة الدولية للهجرة نشرته في يونيو/حزيران الجاري، فإن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى إيطاليا عن طريق البحر من الشواطئ الليبية بلغ حوالي 10.932 مهاجرا، في النصف الأول من العام الجاري.