داعم لحكومة لم يحددها.. بيان أمريكي أوروبي "مبهم" حول ليبيا
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية و4 دول أوروبية دعمها لتشكيل حكومة ليبية موحّدة قادرة على الحكم وإجراء الانتخابات.
ولم توضح الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا في بيانها موقفها من حكومة عبدالحميد الدبيبة منتهية الولاية ولا حكومة فتحي باشاغا التي نالت ثقة مجلس النواب وتزكية غالبية أعضاء ما يعرف بالمجلس الاستشاري، داعية لتجنب أي مظاهر للعنف وأي محاولات للاستيلاء على السلطة بالقوة، بعد انتهاء موعد خارطة الطريق الأممية.
واختلفت قراءات الخبراء السياسيين الليبيين لبيان الدول الخمس، خاصة بعد أن لقي ترحيبا من باشاغا والدبيبة وادعى كل طرف أنه المعني بالدعم في البيان.
بيان مبهم
ويرى سالم الغزال، المحلل السياسي الليبي، أن البيان الأمريكي الأوروبي حول العملية السياسية في ليبيا، يؤكد أن حكومة عبدالحميد الدبيبة لن تستطيع إجراء الانتخابات، كما أنها فشلت في إيصال البلاد إليها.
وتابع في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن البيان تحدث عن حكومة موحدة، لكنه كان غامضاً بعض الشيء في تحديد أي من الحكومتين التي سيعترف بها، رغم تأكيده على التوافق بين الليبيين.
وأشار إلى أن هذا البيان سيكون له منزلق خطير بشأن السلطة التنفيذية المنقسمة في الوقت الحالي بين حكومتي عبدالحميد الدبيبة، وفتحي باشاغا، حيث سيفسره كل واحد منهما بأنه تأييد له.
واعتبر الغزال أن "الدبيبة يتمسك بالسلطة ويثقل الخزانة العامة بتبعات ذلك لاسترضاء المليشيات وآخرها فتحه لطريق البيفي بمبلغ وقدره 40 مليون أعطاها للجماعات المسلحة".
حكومة باشاغا
متفقا مع ما سبق يرى علي التكبالي، عضو مجلس النواب الليبي، أن "البيان الأمريكي الأوروبي لم يزد على أن باع الهواء لليبيين"، قائلا إن من يريد استقرار ليبيا عليه أن ينصاع لقرارات السلطة التشريعية المنتخبة.
وتابع في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الأمم المتحدة وبعض الحكومات تطلق بيانات ليست ذات معنى وحمالة أوجه، وأن على من يريد دعم الاستقرار دعم الحكومة التي شكلها مجلس النواب.
وأردف التكبالي أن الأمر مرشح للمضي لنفس النقطة التي بدأنا منها من الخلاف والانقسام السياسي وأن الانتخابات التي يتحدثون عنها بعيدة المنال.
وأشار إلى أن من يريد الوصول للانتخابات يجب أن يصلح ملف الأرقام الوطنية، وملف الجنسية التي يحصل عليها كل من هب ودب، بطرق غير شرعية، وأن يفرش للانتخابات بحل المليشيات ونزع أسلحتها.
حكومة جديدة
قراءة مختلفة للبيان الأمريكي الأوروبي يراها الأكاديمي يوسف الفارسي، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة درنة الليبية، معتبرا أن البيان تحدث عن حكومة موحدة تعمل لصالح ليبيا وهي ليست إحدى الحكومتين الحاليتين ولا حكومة ثالثة موازية، كما سبق وحدث مع فايز السراج بل حكومة بديلة ترث كل ما سبق.
وقال الفارسي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن هنالك مقترحا أمريكيا بتشكيل حكومة جديدة وتجميد حكومتي باشاغا والدبيبة، يتوافق عليها المجتمع الدولي، خاصة مع النزاع الحاصل على السلطة ولضمان عدم إحراج أحد الطرفين والدول الداعمة له.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي بخطواته تزيد التأزم ويتولد عنها الصراعات، خاصة أن كل طرف ليبي لديه من يدهمه ويريد أن يسيطر بالقوة.
ونوه إلى أن جميع الأطراف بما فيها الدولية تستعد استعدادات حرب، ومؤخرا تم إنشاء قواعد عسكرية دولية جديدة، ولذلك لن يكون هنالك حل إلا بتشكيل حكومة جديدة تيسر الطريق إلى الانتخابات.
ورحبت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وأمريكا بالتقدم في محادثات المسار الليبي، ورفضت أي إجراء من شأنه تقسيم البلاد.
وشدد بيان ألماني بريطاني فرنسي إيطالي أمريكي مشترك على ضرورة إجراء الانتخابات الليبية في مواعيدها المقررة.
ورفض البيان أي مظاهر للعنف في ليبيا، وأي محاولات لإنشاء مؤسسات موازية.
وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا قالت فيه إن الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا تحث الزعماء السياسيين الليبيين على التفاوض بشكل بناء لإنهاء المأزق والاتفاق على مسار للانتخابات.
aXA6IDE4LjExOS4xMDguMjMzIA== جزيرة ام اند امز