ليبيا.. السراج يتحدى كتائب طرابلس المسلحة بالتحالف مع حفتر
تحركات أمريكية مكثفة لإقناع مختلف الأطراف بضرورة نزع فتيل الأزمة
رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني يسعى لتكليف قادة عسكريين وأمنيين مقربين منه لإعادة التوازن الأمني المفقود في العاصمة طرابلس.
تشكل الكتائب والمليشيات المسلحة المسيطرة على مدن الغرب الليبي وتحديدا طرابلس أحد أبرز التحديات التي تواجه المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج.
وتسببت تلك الكتائب في حال من الفوضى وانعدام الأمن في البلاد لسنوات عدة، ما دفع السراج إلى محاولة التخلص من حكمها عبر التحالف مع الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
كما عمل السراج على التبرؤ من الكتائب والمليشيات في طرابلس عبر مواقف وتصريحات غير مباشرة، لتقديم نفسه للمجتمع الدولي كوجه مقبول في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
واصطدم السراج مع الكتائب المسلحة بشكل غير مباشر، عبر تعيينه عماد الطرابلسي لقيادة الأمن العام في العاصمة الليبية طرابلس، ما أغضب عددا من قادة الكتائب، وفي مقدمتهم هيثم التاجوري أحد أبرز قادة ما تعرف "كتيبة ثوار طرابلس".
إلا أن السراج يخشى من غضب الكتائب والمليشيات وقلب الطاولة على رؤيته للتخلص منها عبر التحرك بشكل سريع لإعلان توحيد الجيش الوطني الليبي بعد نجاح القاهرة في احتضان 6 جولات، تم الاتفاق على كافة الترتيبات والأمور الفنية واللوجستية الخاصة بتوحيد الجيش الليبي، فيما يتبقى فقط حسم ملف المناصب القيادية بالمؤسسة العسكرية.
ومن المتوقع أن يكلف السراج خلال الساعات القليلة المقبلة قادة عسكريين وأمنيين مقربين منه لإعادة التوازن في العاصمة طرابلس، والتحرك للتحالف مع قوات الجيش الليبي، وهو ما يفسر سبب ذهاب أحد قيادات الجيش الليبي النقيب محمد ابسيط إلى طرابلس للقاء عدد من العسكريين من المنطقة الغربية.
وذكرت تقارير إعلامية ليبية أن القيادي في الجيش الليبي ابسيط سيلتقي رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج، فيما أكد مراقبون للأوضاع في ليبيا أن البلاد ستشهد تصعيدا عسكريا في العاصمة طرابلس خلال الأيام القليلة المقبلة.
ويبدو أن القوى الغربية المعنية بالملف الليبي بدأت في ممارسة ضغوطات على كافة الأطراف للعودة إلى الإطار السياسي الجامع لها، وهو اتفاق الصخيرات كأساس للحل ونزع فتيل الأزمة بين القوى كافة والأطراف المتنازعة على بعض الملفات، وفي مقدمتها ملف المؤسسة العسكرية والمادة الثامنة الخاصة بصلاحيات القائد الأعلى للجيش، التي حظيت بجدل كبير بين القوى السياسية.
وتكشف الرسائل التي وجهتها الولايات المتحدة إلى الأطراف الليبية خلال الساعات القليلة الماضية عن دور أمريكي بارز ومؤثر في المشهد السياسي والعسكري الليبي، وكانت إرهاصات هذه التحركات إقناع الأطراف الليبية بضرورة نزع فتيل الأزمة في منطقة الهلال النفطي، وتحييد المؤسسات المالية عن أي صراع.
من جهته، يسعى المبعوث الأممي إلى ليبيا الدكتور غسان سلامة للتقريب بين الأطراف السياسية، والدفع نحو إجراء انتخابات نهاية العام الجاري، على الرغم من عدم وجود ضمانات كافية لحماية العملية الديمقراطية والصراع المسلح، الذي يمكن أن يعصف بمدن الغرب الليبي، خاصة خلال الفترة المقبلة، ما يصعب إمكانية الانخراط في عملية سياسية شاملة عبر بوابة الانتخابات التشريعية.
aXA6IDMuMTQ0LjQ2LjkwIA== جزيرة ام اند امز