الجامعة العربية تؤكد استعدادها لمراقبة انتخابات ليبيا وضمان نزاهتها
السفير خليل الذوادي يؤكد أمام مؤتمر باليرمو الدولي ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة وتوافقية للأزمة الليبية وإنهاء الانقسام
أكدت جامعة الدول العربية، الإثنين، التزامها بدعم الأطراف الليبية، وبناء الثقة فيما بينها، حتى تتوافر الشروط القانونية والدستورية والأمنية لإتمام الانتخابات الرئاسية والتشريعية، والتوافق على الإطار الزمني لعقدها، وتأمين التزام الجميع باحترام نتائجها، والقبول بالمؤسسات التنفيذية والتشريعية التي ستفضي إليها.
- مصدر ليبي: حفتر اشترط منع قطر وتركيا من اجتماع باليرمو
- روسيا تؤكد عدم انحيازها لأي طرف في ليبيا وتشدد على مواصلة الحوار
وجددت الجامعة العربية، في الكلمة التي ألقاها السفير خليل الذوادي الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي، خلال أعمال مؤتمر باليرمو الدولي حول ليبيا، استعدادها لمراقبة هذه الانتخابات والمساهمة في توفير الضمانات الإضافية التي تعزز من نزاهتها وفرص نجاحها، بما في ذلك دعم المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، بالتعاون مع الشركاء في المجموعة الرباعية.
وعبر السفير الذوادي عن تقدير الجامعة للمبادرة الإيطالية ومساندة أمينها العام لأي جهد يرمي إلى التوصل إلى تسوية سياسية شاملة وتوافقية للأزمة الليبية وإنهاء حالة الانقسام والمرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد.
وأكد أن جامعة الدول العربية حرصت منذ مشاركتها في الاجتماعات التمهيدية التي عقدت في باليرمو الإيطالية، على تقديم كل العون للأفكار المطروحة وللدور المركزي الذي يقوم به المبعوث الأممي غسان سلامة، بهدف نجاح المؤتمر والخروج بتوافقات ليبية خالصة، يدعمها المجتمع الدولي، على المسارات الثلاثة الاقتصادية والأمنية والسياسية.
كما رحب "الذوادى"، بمشاركة القيادات الليبية، والأشقاء الليبيين الآخرين الموجودين اليوم واثقاً في أنهم جميعاً سيتوافقون على خارطة الاستحقاقات السياسية والدستورية والانتخابية التي يتطلع إليها الشعب الليبي، ومؤكداً على التزام الجامعة الأصيل بمرافقة الأطراف الليبية في هذا المسار حتى نهايته.
وأكد الأمين العام المساعد أن الاشتباكات المسلحة التي تجددت في العاصمة طرابلس، ومن قبلها الهجمات المسلحة التي تعرضت لها منطقة الهلال النفطي، قد كشفت عن التهديد الذي تظل تمثله الجماعات والميليشيات المسلحة على سلامة الدولة والكيان الوطني الليبي.
كما رحب بالدور الذي قامت به البعثة الأممية في سبيل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في طرابلس يوم 4 سبتمبر/أيلول، واتفاق تثبيته يوم 9 سبتمبر/أيلول، إلا أنه في الوقت ذاته أكد أيضاً على ضرورة التوصل إلى حل دائم وجذري لمشكلة هذه المليشيات وتحييد قدرتها على تخريب أي مسار سياسي أو عملية انتخابية يتوافق الليبيون عليها.
وعبر السفير الذوادي عن ترحيب الجامعة العربية بحزمة الإصلاحات الاقتصادية والمالية التي أقدم عليها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، آملين في أن تساهم في تحقيق مزيد من الاستقرار الاقتصادي للدولة ومؤسساتها، والقضاء على الاقتصاد الموازي ومنظومة الانتفاع غير القانوني التي تمول وتغذي المليشيات المسلحة وشبكات التهريب والجماعات الأخرى التي تعمل خارج سلطة الدولة..
وأكد على استعداد الجامعة العربية للاستمرار بالمشاركة في جهود بناء الثقة بين الأطراف المعنية بغية توحيد المؤسسات الاقتصادية والمالية المنقسمة، وعلى رأسها مصرف ليبيا المركزي، ومؤسسة النفط الوطنية، ومؤسسة الاستثمار الليبية، على النحو الذي تنادي به القرارات الأممية والعربية، وتوافقت القيادات الليبية عليه في مؤتمر باريس، مجددا المطالبة بإخراج البنية الاقتصادية والمنشآت النفطية من دائرة التجاذبات السياسية القائمة، وتسخير عوائدها المالية بشكل متكافئ وشفاف لصالح كل المناطق وأطياف المجتمع الليبي.
ودعا إلي مواصلة الضغط الأممي والدولي في اتجاه إنفاذ الترتيبات الأمنية التي تم التوصل إليها في العاصمة طرابلس وضواحيها، عبر تعزيز دور آلية المراقبة والتحقق التي تنص عليها، وإعادة انتشار التشكيلات المسلحة وتخزين أسلحتها الثقيلة، وأية خطوات أخرى تزيل قدرتها دون رجعة فيها على تهديد السلم والأمن في العاصمة والتغول في مؤسسات الدولة.
وأشار الى أنه لا يمكن لأي مسار سياسي أن ينجح بمعزل عن توحيد المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية للدولة الليبية.