خبراء لـ"العين الإخبارية": مؤتمر باليرمو فرصة لحلحلة أزمة ليبيا
خبراء في الشأن السياسي الليبي يؤكدون لـ"العين الإخبارية" أن مشاركة رئيسي مصر وتونس بمؤتمر باليرمو في إيطاليا "ستعطيه ثقلا كبيرا"
اعتبر محللون وخبراء في الشأن السياسي الليبي تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، أن مشاركة رئيسي مصر وتونس بمؤتمر باليرمو في إيطاليا "ستعطيه ثقلا كبيرا"؛ خاصة بعد الأنباء، التي ترددت خلال الفترة الأخيرة، بأنه لن يضيف جديدا فى حل الأزمة الليبية الراهنة في ظل استمرار الانقسام السياسي الحاد بالبلاد.
وتنطلق أعمال المؤتمر الدولي حول الأزمة الليبية، في مدينة باليرمو الإيطالية، وتستمر لمدة يومين، وسط حضور رسمي كبير من جانب مصر بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك إعلان الرئاسة التونسية مشاركة الرئيس الباجى قايد السبسي، فيما يرى الخبراء خلال حديثهم في التقرير التالي أن "المؤتمر فرصة لحلحلة الأزمة".
وعلى الجانب الدولي، يشارك بالمؤتمر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجريني، ونائب وزير الخارجية الأمريكي السفير ديفيد ساترفيلد، ونائب وزير الخارجية الروسى ميخائيل بوجدانوف.
وعلى الجانب الليبي، يشارك رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، بالإضافة إلى حضور المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي.
ويناقش المؤتمر، في يومه الأول، الأوضاع الاقتصادية والقضايا الأمنية في ليبيا، في حين يتم تنظيم جلسة عامة في اليوم الثاني، بحسب وسائل إعلام ليبية.
وقال الدكتور محمد عامر العباني النائب الليبي السابق وأستاذ القانون العام، لـ"العين الإخبارية"، إن "الرئيس السيسي مؤهل لقيادة المشهد السياسي في الشرق الأوسط وفي العالم العربي والعالم الإسلامي، بما تملكه مصر من زخم سياسي في هذا المجال، وبما يملكه الرئيس السيسي من مقومات شخصية تدعم حضوره ومشاركته".
وأضاف أنه "تزداد أهمية وضرورة حضور السيسي عندما يكون المؤتمر معني بالشأن الليبي"، مؤكدا أن "ليبيا تعني الكثير لمصر فهي دولة تمتد حدودها لحوالي 800 كيلو متر، وهذه الحدود تفرض على البلدين وضعا اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا خاصا يؤثر في كلا البلدين سلبا وإيجابا، حيث إن الاستقرار والأمن يؤثر في الأمن القومي لهما، ما يجعل من الرئيس عبد الفتاح السيسي أهم شخصية في حضور هذا المؤتمر".
وقال العباني إن "حفتر بالرغم من أهميته الشخصية في المشهد الليبي باعتباره قائدا عاما للقوات المسلحة الليبية، والرجل القوي الذي يعمل على بناء جيش قوي بالرغم من شح الإمكانيات وما يعانيه من حظر دولي على تسليح الجيش، إلا أن مؤتمر باليرمو لا يأخذ في اعتباره مدى أهمية هذا الدور بتبنيه دعم ما يسمى بالاتفاق السياسي غير المشرعن الداعم لحكومة طرابلس والمليشيات التي تحميها والمنعقد أساسا لتأجيل الانتخابات وإقرار مرحلة انتقالية جديدة تزيد من معاناة الشعب الليبي وإرهاقه".
وأوضح العباني، الذى استقال من عضوية مجلس النواب الليبي مؤخرا، أنه "يجب النظر إلى الصراع في ليبيا بعين الواقع، فهنا من يمتشقون السلاح من أجل تكديس المزيد من المال وتعظيم الحسابات البنكية، تحت نظر المجلس الرئاسي الليبي"، مشددا على أن "ليبيا في حاجة إلى كبح جماح المسلحين وليس شرعنتهم".
وأكد العباني أن "ليبيا في حاجة إلى جيش موحد قوي بإمرة رجل وطني قوي ورفع الحظر عن تسليحه، لينهي فوضى السلاح ويطهر البلاد من الإرهاب والفساد ويخلق البيئة المناسبة والآمنة للاستفتاء على الدستور، ومن ثم إجراء الانتخابات"، موضحا أن "مؤتمر باليرمو لا يسعى إلى ذلك".
وكانت قد ذكرت وكالة "أكي" الإيطالية بأن إجراءات أمنية مشددة اتخذت لتأمين مدينة باليرمو، موضحة أن "المدينة مُحكَمة التحصين"، خاصة "في المنطقة التي ستستضيف انعقاد القمة، بين منطقتي أكواسانتا وأرينيللا".
في المقابل، قال صالح أفحيمة عضو مجلس النواب الليبي، إن "مؤتمر باليرمو لن يكون مختلفا عن سابقيه من المؤتمرات الدولية التي عقدت حول ليبيا"، وفقا لتعبيره.
وأوضح أفحيمة لـ"العين الإخبارية" أن "بعض التسريبات للبيان الختامي لمؤتمر باليرمو لا ترقى لطموحات الشعب الليبي ولا مؤسسته العسكرية"، مشيرا إلى أن "الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر يعد من أبرز الأطراف الموجودة على الساحة الليبية"، حسب رأيه.
بدوره، قال عثمان بركة، الباحث في الشأن السياسي الليبي، إنه "من أبجديات السياسة عدم غياب مصر، وأن حضور الرئيس السيسي تعبير للإيطاليين أن الازمة الليبية موضع اهتمام عال"، مؤكدا أن "حضور مصر بوفد رفيع المستوى على رأسه رئيس الجمهورية نفسه هو وضع مريح جدا لكل الليبيين".
وتمنى بركة أن "يحقق مؤتمر باليرمو أهدافه في توحيد وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين وحلحلة الأزمة السياسية الراهنة".
وأضاف بركة لـ"العين الإخبارية" أن "المؤتمر فرصة لحلحلة الأزمة"، مشددا في الوقت نفسه على أنه "عندما يكون اللقاء ليبي- ليبي برعاية دولية من الأمم المتحدة سيكون أفضل".
يشار إلى أن مؤتمر باليرمو حول الأزمة الليبية يأتى كمحاولة جديدة لوضع خارطة طريق لإجراء الانتخابات فى ليبيا، وإيجاد حل للأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجه البلاد، ووضع آلية محددة بهدف إخراج ليبيا من النفق المظلم، بعد فشل مؤتمر باريس الذي عقد في مايو/ أيار الماضي، والذى فشلت فرنسا في إقناع الأطراف الليبية بتنظيم الانتخابات الشهر المقبل.
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4yOCA=
جزيرة ام اند امز