جرائم المليشيات شوكة بحلق ليبيا الجديدة.. وخبير: يجب نزعها
ما إن بدأت ليبيا في مرحلة جديدة حتى عادت المليشيات المتناحرة في غرب البلاد إلى سابق نشاطها الإجرامي من خطف وسرقة واغتيال وتصفية حسابات.
وشهدت العاصمة طرابلس خلال الساعات الماضية عمليات تصفية طالت عددا من قيادات المليشيات وأفرادها، وحتى المهجرين قصرا في معبر رأس جدير الحدودي مع تونس غربي البلاد.
فقد اغتيل المليشياوي أسامة كوكو، أحد أفراد "مليشيات الزاوية"، وسط مدينته، برصاص مسلحين يستقلون مركبة.
كما اغتيل الشرطي "وليد كشيدان" بنفس الطريقة في وادي الربيع شرقي العاصمة طرابلس، كذلك المواطن "محمد الباكير" الذي قتل على الطريق السريع المعروف بـ"عكره" بمدينة الزاوية.
عمليات الاغتيال لم تقف عند هذا الحد بل استمرت بشكل كبير، وطالت القيادي بمليشيا "الصمود"، محمد سالم دامونة، الذي قتل بمنزله بمنطقة السراج وسط طرابلس.
وعلمت "العين الإخبارية" من مصادر خاصة، أن عملية القتل تمت بعد اقتحام سيارة مجهولة منزل دامونة وقتلته ثم لاذت بالفرار.
وأضافت المصادر، أن أعداء المليشياوي دامونة كثر، وفي مقدمتهم القيادي بـ"مليشيات طرابلس"، مصعب البطشة، الذي كان له خلاف مع دامونة خلال حرب مليشيات مصراتة على العاصمة طرابلس قبل 3 أعوام.
وظهر "البطشة" في فيديو مصور بالقرب من سيارة "دامونة" المحترقة خلال الحرب التي وقعت العام 2018 متوعدا بقتل دامونة والقصاص منه، على حد تعبيره حينها.
اغتيالات مستمرة
يرى الباحث السياسي الليبي، سالم المزوغي، أن إجرام المليشيات لم يتوقف برهة حتى إبان حرب التحرير التي قادها الجيش الليبي ضدهم.
وقال المزوغي لـ"العين الإخبارية" إن الخلافات المليشياوية والتي تعود لأسباب جهوية وقبلية، طفت على السطح خلال فترة محاولة، باشا أغا، وزير داخلية حكومة الوفاق السابقة الانقلاب على رئيس المجلس الرئاسي السابق فايز السراج.
وتابع المزوغي، في تلك الفترة تصاعدت لهجة الهجوم وتكونت تحالفات بين مليشيات طرابلس والزاوية لطرد المجموعات المسلحة التي تنتمي لمصراتة، لكن الذي حصل هو تدخل المجتمع الدولي وفرض إرادته بقوة لإيقاف كل المخططات الانقلابية لفتحي باشاغا وزير الداخلية السابق بحكومة الوفاق.
وأكد المزوغي أن المليشيات قد تتسبب في إرباك المشهد السياسي، وتأجيل الاستحقاق السياسي القادم في 24 ديسمبر/كانون الأول عن طريق اختلاق حرب تنسف مسارات التسوية السياسية في البلاد.
واختتم الخبير السياسي الليبي تصريحات لـ العين الإخبارية" قائلا: "حاليا بات المجال لتفكيكها موجودا بعدما توحدت البلاد وأصبح لها سلطة تشريعية وتنفيذية واحدة، ويجب حصر هذه المليشيات وإقصاؤها نهائيا حتى نوفر الأرضية الخصبة لأي عمل سياسي قادم".
وفي وقت سابق، حذرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، السلطة الجديدة من انتهاكات المليشيات، مطالبة إياها بالعمل على ملف حقوق الإنسان والعدالة والمصالحة الوطنية، والتي اعتبرتها أهم الملفات المطروحة ضمن أولويات المرحلة الجديدة.
وسلطت المؤسسة الحقوقية الضوء على الانفلات الأمني في طرابلس، معتبرة أنه على السلطة الجديدة إصلاح قطاع الأمن بما يتوافق مع معايير حقوق الإنسان، وبما يساهم في تحقيق سيادة القانون، واستعادة الانضباط والمهنية في هياكل ووحدات وأجهزة وزارة الداخلية.
وارتكبت المليشيات عددا من الجرائم أبرزها اقتحام سجون تضم عناصر وقيادات تنظيم "داعش" وإطلاق سراحهم، وتدمير المدن وحرق مؤسساتها.
كما قامت مليشيات مسلحة تابعة لوزارة داخلية حكومة الوفاق غير الشرعية، بنبش الأضرحة وتدمير المعالم التاريخية في مدينة صرمان الواقعة على بعد 60 كيلومترا غرب طرابلس.