تدريب المليشيات في ليبيا.. أردوغان ينسف مسار التسوية
يواصل النظام التركي نسف مسار تسوية الأزمة الليبية، في تحدٍ سافر للقرارات الدولية واتفاق جنيف القاضي بخروج طواقم التدريب.
وزارة الدفاع بحكومة فايز السراج غير الشرعية، في العاصمة الليبية طرابلس، أعلنت مساء الثلاثاء، أن نحو 1300 من عناصر المليشيات أكملوا تدريباتهم مع القوات المسلحة التركية داخل ليبيا، على ثمانية عشر برنامجًا مختلفًا.
ورغم مخالفة التدريبات لاتفاق جنيف الذي وقعته اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فإن وزير دفاع السراج، صلاح الدين النمروش، أكد استمرار حكومته في البرامج التدريبية مع "الحليف التركي"، في إطار مذكرة التعاون الأمنية والعسكرية.
تصريحات حكومة السراج أكدها إعلام تركي رسمي قال إن ألفًا من المليشيات المسلحة الذين تلقوا التدريبات في المدارس التابعة للقوات البرية والبحرية والجوية التركية عادوا إلى ليبيا، فيما لا يزال هناك نحو 200 آخرين يكملون التدريبات في الأكاديميات العسكرية التركية.
بينما لا يزال 1100 عنصر من المليشيات يتلقون التدريبات داخل مراكز في ليبيا، وفق المصدر نفسه.
وتخالف تلك التدريبات العسكرية اتفاق جنيف الذي وقعته اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) قبل أشهر برعاية الأمم المتحدة، وبتصديق من مجلس الأمن.
وتنص الفقرة الثانية من الاتفاق على إخلاء جميع خطوط التماس من الوحدات العسكرية والمجموعات المسلحة بإعادتها إلى معسكراتها، بالتزامن مع خروج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية برا وبحرا وجوا، في مدة أقصاها ثلاثة أشهر من تاريخ التوقيع على وقف إطلاق النار.
كما ينص على تجميد العمل بالاتفاقيات العسكرية الخاصة بالتدريب في الداخل الليبي، وخروج أطقم التدريب إلى حين تسلم الحكومة الجديدة الموحدة لأعمالها، على أن تكلف الغرفة الأمنية المشكلة بموجب الاتفاق باقتراح وتنفيذ ترتيبات أمنية خاصة تكفل تأمين المناطق التي تم إخلاؤها من الوحدات العسكرية والتشكيلات المسلحة.
ولا تزال أنقرة مصرة على انتهاك حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا منذ عام 2011، حيث تقدم دعما كبيرا لحكومة السراج غير الشرعية في طرابلس بالعتاد والمرتزقة لمواجهة الجيش الوطني.
والاثنين، وصلت طائرة تابعة للقوات الجوية التركية إلى قاعدة الوطية غرب ليبيا، بحسب موقع "إيتاميل رادار" المختص بتتبع الطائرات العسكرية فوق منطقة البحر الأبيض المتوسط، مؤكدًا أن الطائرة التركية مرت أمام طائرة للبحرية الأمريكية كانت تقوم بمهمة مراقبة في ليبيا.
وتتعمد أنقرة إجهاض المساعي الدولية الرامية لحل الأزمة الليبية، من ذلك مخرجات مؤتمر العاصمة الألمانية برلين القاضية بتعزيز مراقبة حظر تصدير السلاح، ونزع سلاح المليشيات وفرض عقوبات على الجهة التي تخرق الهدنة.
ومؤخرا، وافق البرلمان التركي على تمديد بقاء قوات أردوغان في ليبيا لمدة عام ونصف بدأت في 2 يناير/كانون ثانٍ الجاري.
وسبق أن كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن إجمالي المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا، بلغ 18 ألف سوري، إضافة إلى 2500 تونسي، مؤكدًا أن من بينهم أطفال أقل من 18 عاما وصل عددهم إلى 350 طفلا.
وأضاف أن 10 آلاف و750 مرتزقا عادوا إلى سوريا، بعد انتهاء عقودهم وأخذ مستحقاتهم المالية، مؤكدًا تواجد 10 آلاف آخرين من الموالين لتركيا، بينهم 2500 من حملة الجنسية التونسية.
aXA6IDMuMTI4LjE3MS4xOTIg جزيرة ام اند امز