تدريب مليشيات الوفاق.. "الحرس الثوري الأردوغاني" يبدأ من ليبيا
خبراء قالوا لـ"العين الإخبارية" إن تركيا تحاول إطالة أمد الصراع بوضع عراقيل الواحدة تلو الأخرى في سبيل عدم التوصل لحل للأزمة
قال خبراء إن تركيا تحاول إطالة أمد الصراع في ليبيا بوضع عراقيل الواحدة تلو الأخرى، في سبيل عدم التوصل لحل للأزمة التي تعصف بالبلاد وتكبدها خسائر سياسية واقتصادية ضخمة، بغية الاستفادة من ثراوت هذا البلد العربي.
أحدث تلك العراقيل تدريب المليشيات المسلحة في طرابلس، التي تأتي استكمالا لما أعلنته أنقرة مسبقا عن اتفاقيات عسكرية وأخرى اقتصادية.
عراقيل اعتبرها الخبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية" ألغاما لتفجير الأزمة ومحاولات لنهب الثروات وإعادة حلم الإمبراطورية العثمانية الوهمية، التي يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ترويجها على أنها من ستنتشل ليبيا من أزمته.
وأعلنت تركيا، أمس، عن إجراء تدريبات لمليشيات حكومة الوفاق غير الدستورية، في مدينة الخمس شرقي طرابلس، في إطار اتفاقيات التعاون العسكري والاستشارات بين أردوغان وفائز السراج في 27 نوفمبر 2019.
عضو مجلس النواب الليبي على التكبالي، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن تركيا تحاول بتدريب ميلشيات الوفاق بناء لواء "تركياني" يأتمر بأمرها ليكون أداة ضغط على أية حكومة قادمة.
وحذر التكبالي من "استمرار المستعمر التركي في مثل هذه التدريبات دون ردع، لأن من شأن ذلك أن يحدث فروقا عسكرية على الأرض".
وأكد أن "المجتمع الدولي يراقب مثل هذه التحركات، إلا أن التجربة أثبتت عجزه عن ردع أنقرة أو عدم رغبته في ذلك".
بدوره، قال أستاذ القانون الدولي محمد الزبيدي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن تركيا تحاول بتدريب مليشيات الوفاق إطالة أمد الصراع، تحسبا لخروج الأمور عن سيطرتها، خاصة مع تعدد المسارات الجارية حاليا، والتي تقودها دول إقليمية ودولية.
وأشار إلى أن "الأتراك إذا ما رأوا أن أيا من تلك المسارات يهدد تدفق الأموال التي تدخل إلى خزينة أردوغان لإنقاذ الليرة التركية، فسيحركون القطع التي يتحكمون فيها لإشعال الأمور مرة أخرى في ليبيا".
ولفت إلى أن "السراج ووزير الدفاع في مليشيا حكومة الوفاق صلاح الدين النمروش لا يستطيعان تحريك بندقية في البلاد، فهما أسيران للإرادة التركية وللمليشيات التي تسيطر عليهما"، حسب قوله.
وأوضح الزبيدي أن "عدد زيارات النمروش حتى الآن إلى تركيا أكثر من عدد زياراته إلى بيته، كما أن السراج لا يلبث أسبوعا في ليبيا إلا ويعود مرة أخرى إلى أنقرة"، مؤكدا أن "من يتحكم في طرابلس الآن وزارة الدفاع والمخابرات التركية".
من جانبه، قال أستاذ العلاقات الدولية خطار أبودياب إن "تركيا تتخبط وتتنقل في الصراعات من سوريا مرورًا بليبيا إلى القوقاز"، مشيرًا إلى أن "أردوغان بدأ يشكل على ما يبدو الحرس الثوري الأردوغاني الذي ينتقل به من مكان لآخر"، في إشارة إلى الحرس الثوري الإيراني سيئ السمعة.
أبودياب أشار إلى أن "الوجود التركي في ليبيا مرفوض وهو ما سيكون ضمن الحلول النهائية"، لافتا إلى أن "المشكلة في ليبيا متعددة الأوجه، فالمليشيات المدعومة من الوفاق تحاول ابتزاز الجيش الوطني والمجتمع الدولي".
وقال إن "لغم الوجود التركي في ليبيا من أكبر الألغام الأجنبية في البلاد"، مشيرًا إلى أن "هناك سعيا من المجتمع الدولي لتفكيك الألغام الواحد تلو الآخر".
الباحث السياسي عبدالستار حتيتة، قال إن "تركيا استقطبت رؤساء المؤسسات في طرابلس، ووزير دفاع مليشيات الوفاق، في مسعى منها لتشكيل جبهة ضد الجيش الليبي"، مؤكدا أن "تلك المحاولات التركية لن تجدي نفعا وسط رصد الجيش لها".
ونوه بأن "الجيش الليبي قادر على ردع تلك المليشيات ومناصريهم، بفضل قوة القوات المسلحة الليبية وعلاقاتها الإقليمية والدولية المتشعبة".
ولوّح الاتحاد الأوروبي أمس بعقوبات على معرقلي مسارات برلين حول ليبيا، في إشارة إلى تركيا، مؤكدا أنه سيتخذ تدابير تقييدية ضد أولئك الذين يقوضون ويعرقلون العمل على المسارات المختلفة لعملية برلين، بما في ذلك تنفيذ حظر الأسلحة.
كما أكد أنه سيتخذ تدابير أخرى مع من يعملون ضد المحاولات الجارية لإصلاح السلطات الأمنية، أو يستمرون في نهب أموال الدولة أو ارتكاب تجاوزات وانتهاكات لحقوق الإنسان في جميع أنحاء البلاد.
وأشاد التكتل الأوروبي بإنجازات عملية إيريني في فرض احترام حظر الأسلحة لليبيا ووقف تهريب النفط الليبي، مشيرًا إلى أنها أداة محايدة تحت تصرف المجتمع الدولي، وستواصل الإسهام في عودة السلام إلى ليبيا.