توفير بيئة آمنة للانتخابات.. بوصلة الجيش الليبي تتجه جنوبا
يسابق الجيش الليبي الزمن للتحضير للانتخابات التي يترقبها الليبيون بفارغ الصبر، وتوفير بيئة آمنة لإجرائها في كل أنحاء البلاد.
فمنذ نحو عام ونصف عام تنصب جهود أطراف النزاع في ليبيا بدعم دولي وأممي على الوصول إلى إجراء انتخابات برلمانية وتشريعية خلال العام الجاري.
ويأمل الليبيون أن تحل الانتخابات المقبلة أزمة الصراع على السلطة بين حكومتين؛ أولاهما التي عينها مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، والثانية حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية التي يرفض رئيسها عبد الحميد الدبيبة تسليم السلطة.
جهود الأمم المتحدة لمساعدة الليبيين لم تتوقف، وتنوعت ما بين مفاوضات سياسية بين أطراف النزاع للتوافق حول قاعدة دستورية وقوانين انتخابية، أو إدارة حوار أمني يهدف إلى توحيد جهود تأمين الانتخابات وتوفير بيئة أمنة لها.
وفي إطار الجهود الأممية، وفي منتصف مارس/آذار الماضي أجرى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رئيس بعثتها للدعم لدى ليبيا عبد الله باتيلي زيارة لقائد عام الجيش الليبي المشير خليفة حفتر في مقر القيادة بمدينة بنغازي شرقي ليبيا.
الجيش ينفذ وعوده
وخلال الزيارة قام المبعوث الأممي بإطلاع القائد العام للجيش الليبي على الخطة الأممية في المرحلة القادمة، والتي ستقود لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، فيما أعرب المشير حفتر عن دعمه تلك الجهود وسعي الجيش توفير بيئة آمنة لإجراء تلك الانتخابات.
ذلك الوعد هو ما باشر اليوم الجيش الليبي تنفيذه، بنشر قواته لتأمين المناطق الجنوبية التي تعد أكثر المناطق الليبية التي تحتاج لذلك في ظل انتشار العصابات الإجرامية الليبية والأفريقية بها، إضافة لما تشهده المنطقة من حروب قبلية طاحنة تجعل تأمين الانتخابات هناك مهمة صعبة.
وضمت تلك القوات المنتشرة في الجنوب الليبي عناصر من " اللواء 73 " و" اللواء 128 معزز " و" سرية الواو " و" الكتيبة 672 " حيث جرى تقسيم تلك القوات إلى 4 مجموعات تتولى كل منها عددا من المناطق.
ووفق بيان صدر عن شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي فقد "أشرف آمر غرفة عمليات الجنوب اللواء مبروك سحبان على تجمع الدوريات الصحراوية للقوة في مقر سرية "أم الأرانب" التابعة للواء 128 ثم تحركها إلى منطقة القطرون حيث تجزأت إلى 4 مجموعات تنتشر في جميع مناطق الحدود الجنوبية ".
وإضافة لذلك نشرت صفحة "الكتيبة 672 على موقع التواصل فيسبوك اليوم أيضا صورا لمشاركة عناصرها في الدوريات التي توجهت إلى الحدود الجنوبية الغربية من مثلث السلفدور وغرنديقة مرورا بنقطة النقازة ومنفذ التوم مع النيجر ووادي بغرارة.
الجيش الليبي: الجنوب جاهز للانتخابات
وفي تصريح مصور تم بثه اليوم أيضا، علق قائد غرفة عمليات الجنوب بالقيادة العامة للجيش الليبي اللواء مبروك سحبان على تلك الخطوة قائلا إن "الجنوب الليبي الآن قادر على عقد الانتخابات الليبية".
وأضاف أنه " إذا وصلنا إلى نقطة الانتخابات، فالجنوب بالتأكيد سيكون أكثر منطقة تستطيع تأمين الانتخابات ولا تحدث فيها مشكلات، لأنه لا توجد به خلافات سياسية أو عرقية".
وأشار إلى أن انتشار الجيش في الجنوب له هدف آخر وهو مواجهة أي خروقات أمنية خلال شهر رمضان حيث تنشط المجموعات الخارجة عن القانون في أنشطة الهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات وتهريب المحروقات.
المسؤول العسكري الليبي قال أيضا إن "ظاهرة الهجرة الشرعية تعاني منها كل الدول وليس ليبيا فقط التي تمتلك حدودا طويلة ويتدفق عبر صحرائها المهاجرون من دول أفريقيا جنوب الصحراء الذين يحلمون بالوصول إلى أوروبا وحياة أفضل هناك ".