تطور نوعي لمعركة طرابلس.. شباب ليبي يشكل سرايا لاستهداف المليشيات
شباب من داخل أحياء طرابلس أعلنوا، الثلاثاء، انضمامهم لقوات الجيش الليبي في حربها ضد المليشيات والتنظيمات الإرهابية التي تختطف العاصمة.
دخلت حرب الجيش الوطني الليبي لتحرير طرابلس من الإرهابيين منعطفا جديدا قد يعجّل بانهيار ما تبقى من عصابات تعوق تقدم القوات إلى قلب العاصمة.
وأعلن شباب من داخل أحياء طرابلس، الثلاثاء، انضمامهم لقوات الجيش الليبي في حربها ضد المليشيات والتنظيمات الإرهابية التي تختطف العاصمة.
وأزاح شباب طرابلس الستار عن تشكيلهم سرايا مسلحة تأتمر بأمر القيادة العامة للجيش الليبي لاستهداف المليشيات وحماية المدنيين وممتلكات الدولة من عبث المليشيات بها وسرقتها، بحسب بيان صادر عنهم.
وسبق أن استهدف شباب العاصمة الليبية سيارتين مسلحتين لمليشيا الصمود القادمة من مصراتة، التي يقودها الإرهابي المطلوب دوليا صلاح بادي؛ ما أدى إلى مقتل أحد أفرادها، كما نفذوا عددا من العمليات ضد المسلحين.
وسقط القيادي الإرهابي إبراهيم الجدي قتيلا في عملية نوعية نفذها شباب طرابلس، أغسطس/آب الماضي؛ حيث تستهدف مجموعات العاصمة قادة المليشيات.
حينها، قال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، في بيان: "عملية نوعية لشباب العاصمة تم خلالها القضاء على إبراهيم الجدي، قائد سرية المدينة، بمنطقة المدينة السياحية طرابلس".
وأكد شباب طرابلس، بحسب ما نقله عنهم المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، الأربعاء، أنهم سيستهدفون كل قادة المليشيات وأذنابهم.
وأشاروا إلى أنهم لن يهنأوا بوجودهم في العاصمة إلى أن يرحلوا عنها أو يلقوا حتفهم.
وبحسب مصادر أمنية ليبية فإن المليشيات والتنظيمات الإرهابية كانت تراهن على اختبائها داخل الكتل السكنية، لمنع الجيش الوطني من رد القصف عليها حماية للمدنيين لكن عملية "شباب طرابلس" ستجعل بخسارتها لهذا الرهان.
وتوقعت المصادر ذاتها قيام تلك المليشيات والتنظيمات الإرهابية الباقية داخل طرابلس بأعمال تخريب وسرقة تمهيدا للهروب في ظل هزائمها الفادحة والمتكررة.
ووجه الجيش الوطني الليبي، مؤخرا، سلسلة نداءات لسكان العاصمة طرابلس دعاهم فيها لحماية المؤسسات والمقار الأمنية.
وذكر المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، في خطاب موجّه لشباب وأهالي العاصمة: "حب ليبيا يتجسد في المحافظة على مؤسسات الدولة وحمايتها وعدم العبث بمحتوياتها وأهمها المصارف والدوائر الرسمية ومقار الأمن والشرطة والنيابات والمحاكم"، محذرا من أن أعمال التخريب هي أفعال المليشيات وأعداء الوطن.
وتسيطر على العاصمة الليبية طرابلس 9 مليشيات إرهابية تدعمها قطر وتركيا، من أجل السيطرة على ثروات ومقدرات الشعب الليبي، ونشر الفوضى في البلاد.
واستغلت التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة في طرابلس الفوضى التي وقعت فيها ليبيا منذ 2011 في التربح والسرقة والاتجار بالبشر والعمل مع عصابات الجريمة في تهريب السلاح والمخدرات من وإلى البلاد.
وأكد الدكتور طه علي، الباحث في شؤون شمال أفريقيا، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن العمليات النوعية التي يقوم بها شباب طرابلس ضد المليشيات المسلحة تؤكد مدى القابلية الاجتماعية للجيش الوطني داخل العاصمة، والرفض التام لوجود الجماعات الإرهابية والعصابات المسلحة.
وأضاف أن هذه العمليات لها مردود إيجابي على المعركة في تخوم العاصمة؛ إذ تربك المليشيات وتجعلها تقاتل في العديد من الجبهات، بالإضافة إلى تلقيها ضربات داخلية غير منظمة، وغير معلومة المصدر والاتجاه.
ويراهن الجيش الليبي منذ إطلاق عمليته طوفان الكرامة في أبريل/نيسان الماضي على شباب العاصمة في تسهيل مهمته للقضاء على الإرهاب وتحرير طرابلس.
وفي هذا الإطار خرج المركز الإعلامي بعدد من البيانات التعبوية والتي ناشدهم فيها التنسيق مع الأطباء بالمستشفيات وإعداد أخرى ميدانية؛ استعدادا لدخول قواته إلى العاصمة لتحريرها من قبضة المليشيات الإرهابية.
ونوهت غرفة عمليات الكرامة بأن التخطيط المحكم والتقيد بالتعليمات سيسهل ويسرع من عملية حسم المعركة ويقلل من الأضرار والخسائر.
وفي يوم 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري أعلن المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي، انطلاق ساعة الصفر لدخول قلب العاصمة طرابلس لتحريرها من سيطرة المليشيات، ضمن عملية "طوفان الكرامة" التي انطلقت في أبريل/نيسان الماضي.
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4xNjQg جزيرة ام اند امز