حكومة ليبيا تعاين "جرائم الماضي" في بني وليد
وصل وفد الحكومة الانتقالية الليبية مدينة بني وليد، الخميس، في زيارة تفقدية "محفوفة بالمخاطر"، رغم أنباء عن إرجائها إلى وقت لاحق.
وبحسب المكتب الإعلامي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، فإن رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة وصل على رأس وفد وزاري إلى مدينة بني وليد، في زيارة تفقدية للاطلاع على الأوضاع المعيشية وتفقد المرافق الخدمية للمدينة، والاجتماع مع عدد من المسؤولين والوجهاء.
وأمس الأربعاء، قال المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إنه "قرر إرجاء زيارة الحكومة حتى إشعار آخر"، "حتى يتم الإعداد الجيد لها، وتهيئة الظروف الاجتماعية المناسبة".
ترحيب مبدئي
وأوضح المجلس الاجتماعي أنه "خلص بعد الترحيب المبدئي إلى ضرورة تأجيلها لضرورات وأسباب ارتآها المجلس"، مشيرا إلى أنه "في حل من هذه الزيارة وما يترتب عليها".
وكان عضو مجلس النواب الليبي حسن البرغوتي، التقى الثلاثاء عميد بلدية بني وليد الدكتور يونس لعزوزي، لحلحلة بعض المشاكل والمختنقات التي تواجه البلدية والتنسيق لزيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية إلى المدينة.
عدوة للمليشيات
وتقطن مدينة بني وليد قبيلة ورفلة، إحدى كبرى القبائل الداعمة للجيش الليبي، وقامت أثناء الحرب على مليشيات العاصمة طرابلس في 2019، بتأمين شريان الربط وحلقة الوصل بين القوات المسلحة في ترهونة وطرابلس والجنوب، رغم الاستهدافات المستمرة للطيران التركي المسير.
وبني وليد مدينة على عداء مستمر مع المليشيات، خاصة أنها تعرضت عام 2012 للتنكيل من كتائب أبوعبيدة الزاوي الموالية لتنظيم "القاعدة"، وكتيبة البركي ومليشيات مصراتة.
وامتدت العملية ضد المدينة لمدة تزيد على 20 يوما، استعملت خلالها المليشيات القصف العشوائي بالمدفعية والأسلحة المتوسطة والصواريخ ضد المدنيين، ما تسبب في مقتل 78 ليبيا بينهم 7 أطفال و4 سيدات، وإصابة 324 شخصا.
زيارة محفوفة بالمخاطر
من جانبه، قال المحلل السياسي المنحدر من بني وليد العربي الورفلي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن المدينة التي تعتبر المعقل الرئيسي لأبناء قبيلة ورفلة، تعرضت كغيرها من مدن كثيرة للتهميش والإقصاء.
وأوضح أن زيارة رئيس الحكومة الليبية للمدينة ذكرت سكانها بما حل بهم عام 2012، ما أدى إلى انقسام أهالي المدينة لقسمين، أحدهما يريد تأجيل الزيارة وربما إلغاءها، على رأسهم المجلس الاجتماعي للمدينة والذي يعد واجهة سياسية واجتماعية وله رأي ملزم.
وتابع أن القسم الآخر يناصر إتمام الزيارة، ويعتبر أن رئيس الحكومة جاء حاملا معه خدمات للمدينة، باعتباره يمثل الجهاز التنفيذي للدولة الليبية.
وأكد المحلل السياسي الليبي أن موقف المجلس الاجتماعي للمدينة له ما يبرره، فآثار الحروب التي شنت على المدينة لا تزال ظاهرة ولم تتم معالجتها، خاصة فيما يتعلق بجبر الضرر ومعرفة مصير المفقودين.
وتابع أن هناك حساسية من زيارة رئيس الحكومة والذي تعود أصوله إلى مدينة مصراتة، والتي كان لمليشياتها دور رئيسي في مهاجمة مدينة بني وليد وقتل وأسر أبنائها، محذرا من أن الزيارة محفوفة بالمخاطر في هذا الوقت، وقبل معالجة كافة الآثار القانونية والاجتماعية، والشروع في تسوية كافة المسائل العالقة في هذا الشأن.
aXA6IDE4LjExOS4xMDguMjMzIA== جزيرة ام اند امز