الفساد يفاقم أزمة كورونا في الغرب الليبي.. وباء وعجز واختلاسات
تفاقمت أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في الغرب الليبي مع استشراء الفساد بين مسؤولي قطاع الصحة بحكومة فايز السراج.
ووصل إجمالي الإصابات بفيروس كورونا في ليبيا إلى 104 آلاف وشخصين، بينهم 23 ألفًا و241 حالة نشطة، ووفاة 1568 شخصًا، خاصة مع تدهور قطاع الصحة الذي يعاني من فساد كبير مع نقص حاد في إمكانات القطاع بمواجهة الوباء، أدى إلى إلقاء القبض على عدد من كبار المسؤولين بالقطاع.
وأعلن قسم العزل بمدينة صرمان غربي ليبيا، الجمعة، عن عجزه الكلي عن استقبال أي حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد بعد امتلائه بشكل كامل.
وشدد المركز، في بيان، على أن الحالات الموجودة في القسم وضعها حرج جدا، مع ما يواجهون من نقص في أسطوانات الأوكسجين، مطالبا بفتح قسم ثانٍ داخل مستشفى صرمان لمتابعة الحالات العاجلة والحرجة.
أطباء فاسدون
وأصدر مكتب النائب العام الليبي عددا من أومر الضبط ضد عدد من كبار مسؤولي قطاع الصحة في مناطق غربي ليبيا بتهم الفساد المالي، كان آخرهم الخميس، بالتحفظ على مدير عام الشركة الليبية المتحدة لاستيراد المعدات والمستلزمات الطبية، بتهمة الإضرار بالمال العام ومخالفة قواعد التعامل بالنقد الأجنبي.
كما أصدر مكتب النائب العام أمرين بحبس مدير إدارة الشؤون الطبية ورئيس قسم المخازن بوزارة الصحة بحكومة فايز السراج، لإضرارهما الجسيم بالمال العام.
ويأتي ذلك ضمن سلسلة من قرارات الضبط ضد الفاسدين بالقطاع الطبي، أبرزها إيقاف رئيس وأعضاء مجلس الإدارة بصندوق التأمين الصحي العام عن العمل، بسبب قيامهم بالتحايل والتدليس على الجهات الرسمية لأغراض مشبوهة وتسببهم في إلحاق الضرر بالمال العام وإيقاع الضرر بالغير.
سرقة مخصصات كورونا
وفي 17 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أمر رئيس قسم التحقيقات بمكتب للنائب العام الصديق الصور بإيقاف أي معاملات مالية للجنة المشتريات الخاصة بمجابهة فيروس كورونا التابعة لوزارة صحة السراج، لوجود تجاوزات مالية طالت لجنة المشتريات الخاصة بمجابهة الجائحة.
ويعاني قطاع الصحة في الغرب الليبي بشكل كبير من سطوة المليشيات، والتي سبق واختطفت رئيس مركز طرابلس الطبي، نبيل العجيل، أواخر 2019 لإجباره على الاستقالة لتعيين آخر في منصبه.
ولا تراعي المليشيات الشؤون الإنسانية في تحركاتها بل تقوم بعملياتها بسبب انتماءاتها السياسية، حيث سبق واختطفت مستشار وزير الصحة بحكومة الوفاق ناجي جبريل، بعدما وفر الدم لمستشفيات مدينة غريان التي كان يسيطر عليها الجيش الليبي حينها.
أوضاع مأساوية
وتقع العاصمة طرابلس أسيرة لأكثر من 35 مليشيا رئيسية، إضافة إلى عدد من المليشيات الصغيرة وتنظيمات إرهابية مسلحة تابعة لمدن مصراتة والزاوية، علاوة على تشكيلات مسلحة من المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا لدعم السراج.
ويعاني أكثر من مليون ليبي من ضنك المعيشة ويحتاجون إلى مساعدة عاجلة بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في ليبيا، الأربعاء الماضي، وأن النسبة المستهدفة فقط من المساعدات وصلت إلى 0.3 مليون شخص.
كما يعاني أكثر من 392 ألف ليبي من النزوح داخليا وانتشار 585 ألف مهاجر ولاجئ، وعملية تمويل المساعدات تتطلب 129.8 مليون دولار وما تم تمويله 96.9 مليون دولار فقط بتقدم محرز بلغ 75%.
aXA6IDUyLjE1LjY4Ljk3IA==
جزيرة ام اند امز