جيش ليبي موحّد.. دعم دولي ولقاء مرتقب بين الناظوري والحداد
وسط أزمات سياسية واقتصادية وأمنية، عاد المجتمع الدولي من جديد لتعليق آماله على حل ليبي عبر العسكريين.
فليبيا التي تشهد صراعا سياسيا بين حكومتين وأزمة اقتصادية حادة جراء انقسام مؤسساتها، تعيش أيضا أزمة أمنية وانقساما بالمؤسسة العسكرية وسط تقدم ملحوظ في معالجة هذا الملف.
توحيد الجيش
وفي حين تنصب التصريحات الدولية على أهمية العسكريين الليبيين في حل أزمة بلادهم، قال المبعوث الأمريكي الخاص السفير ريتشارد نورلاند، إن واشنطن "تدعم الممثل الخاص للأمين العام لدى ليبيا عبد الله باتيلي والمهنيين العسكريين الليبيين في جهودهم لإخراج القوات الأجنبية والمقاتلين والمرتزقة وتوحيد الجيش الليبي".
تصريحات نورلاند التي نقلتها عنه الصفحة الرسمية لسفارة واشنطن لدى ليبيا عبر تويتر، أضاف أن "الليبيين يستحقون جيشًا موحدًا قادرًا على الدفاع عن سيادة ليبيا كما يستحقون حكومة منتخبة ديمقراطيا تمثل كل الليبيين".
وأضاف المسؤول الأمريكي: "تتطلع الولايات المتحدة إلى الشراكة مع هكذا جيش تحت سلطة مدنية لمثل هذه الحكومة".
وبحسب التغريدة نفسها، جاءت تصريحات نورلاند عقب مشاركته "في الجلسة العامة لمجموعة العمل الأمني" المعنية بليبيا.
والمجموعة الدولية تضم ست دول هي الولايات المتحدة ومصر وفرنسا وإيطاليا وتركيا وبريطانيا إضافة للاتحاد الأفريقي.
وتجتمع المجموعة بشكل دوري لتقييم الأوضاع الأمنية في ليبيا وذلك بعد توقيع أطراف النزاع العسكري الليبي لاتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر/ تشرين الأول 2021 بجنيف.
وفيما لم يذكر المبعوث الأمريكي الخاص لدى ليبيا أي تفاصيل عن الاجتماع، كشفت مصادر ليبية مطلعة لـ"العين الإخبارية"، أن "الاجتماع عقد مساء اليوم الخميس في العاصمة التونسية".
الناظوري والحداد
وقالت المصادر إنه "إلى جانب ممثلي الدول المشاركة في مجموعة العمل الأمني الدولية بشأن ليبيا، حضر أيضا الفريق أول عبد الرزاق الناظوري رئيس أركان الجيش الليبي التابع للقيادة العامة في شرق ليبيا، ونظيره في قوات الغرب محمد الحداد".
المصادر ذاتها كشفت أيضا عن لقاء مرتقب بين "الناظوري والحداد سيعقد في تونس في وقت لاحق من مساء الخميس أو ربما غدا على أقصى تقدير".
وفي حال عقده، سيكون اللقاء بين الناظوري والحداد الرابع من نوعه (لبحث ملف توحيد الجيش) حيث التقيا أول مرة بالعاصمة المصرية القاهرة في 15 يونيو/ حزيران الماضي للمشاركة في أعمال اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5 ).
كما التقيا لاحقا في تونس وقبلها في العاصمة الليبية طرابلس.
وتهدف أعمال لجنة (5+5) العسكرية التي وقعت على اتفاق وقف إطلاق النار في جنيف قبل عامين إلى تنفيذ بنود ذلك الاتفاق القاضية بإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا إضافة لتوحيد المؤسسة العسكرية المنقسمة.
وسبق أن أعلن العسكريون الليبيون، في 19 يوليو/ تموز الماضي، اتفاقهم مبدئيا على توحيد المؤسسة العسكرية، وناقشوا آلية بدء توحيد بعض الإدارات والهيئات العسكرية في اجتماع ضم أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 والناظوري والحداد.
ويعد المسار العسكري، وفقا لمخرجات مؤتمر برلين وإعلان القاهرة، أنجح مسارات حل الأزمة الليبية في ظل تعثر المسارات الأخرى السياسية والاقتصادية والتي أدت إلى انقسام سياسي بين حكومتين وتعثر التوافق على قاعدة دستورية للانتخابات بين أعضاء لجنة مكونة من مجلس النواب وما يعرف بالمجلس الأعلى للدولة الاستشاري.
وتشهد ليبيا صراعا بين حكومتين، الأولى حكومة فتحي باشاغا المعينة من قبل مجلس النواب، والثانية لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة رغم انتهاء ولايته وإعفائه من قبل البرلمان.
aXA6IDMuMTM1LjE5NC4xMzgg
جزيرة ام اند امز