عشية انتهاء مهلة الجويلي.. طرابلس على أعتاب تصعيد عسكري جديد؟
مناورة أخيرة من رئيس حكومة ليبيا المقالة عبدالحميد الدبيبة للتشبث بالسلطة، عبر حشد المليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس.
فالرجل الذي لا يزال يقبض على السلطة رافضًا تسليمها، رغم منح البرلمان الليبي (الجهة الشرعية الوحيدة المنتخبة) الثقة لخلفه فتحي باشاغا، جمع مساء أمس الثلاثاء، قادة المليشيات المسلحة، للتشاور قبل انتهاء المهلة الممنوحة له لتسليم السلطة.
اشتباكات الزاوية الليبية.. تصفية حسابات أم تصدع بمعسكر الدبيبة؟
وبحسب مصادر ليبية، فإن الدبيبة جمع قادة المليشيات المسلحة بطرابلس، في مقر قيادته التنفيذية بالعاصمة، بينهم محمد الحسن قائد مليشيات 166، ومختار الجحاوي قائد مليشيات "بركان الغضب"، للتشاور ووضع خطط للمرحلة المقبلة.
انتهاء المهلة
وتنتهي غدًا الخميس مهلة الدبيبة لتسليم السلطة، التي منحها مدير المخابرات العسكرية السابق أسامة الجويلي الذي أطيح به بعد محاولة باشاغا الدخول لطرابلس، الأسبوع الماضي.
وفيما لم تؤكد المصادر ما إذا كانت المليشيات المسلحة في مدينة الزنتان ستتجاوب مع الجويلي في المهلة التي منحها للدبيبة، قالت إن محيط مقر رئاسة الحكومة في طرابلس شهد خلال الساعات الماضية استنفارًا أمنيًا كبيرًا.
حرب الشائعات.. سلاح حكومة الدبيبة للاستمرار في السلطة
وبحسب مراقبين، فإن ذلك الاجتماع من المتوقع أن يقود العاصمة طرابلس إلى تصعيد عسكري جديد خلال الساعات القليلة الماضية، خاصة أن الجويلي له ثقل في غرب ليبيا.
وتعليقا على التطورات، قال المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي، إن الديبية يحاول استعمال نفس السيناريو الذي استخدمه مع باشاغا لحمايه نفسه، خاصة أنه ما زال يستشعر نشوة الانتصار على رئيس حكومة الاستقرار ومنعه من دخول العاصمة.
تصعيد عسكري
وتوقع المهدوي -في حديث لـ"العين الإخبارية"- أن تقف مدينة الزنتان مع الجويلي خصوصا أنها استشعرت تهميش الدبيبة لها، محذرًا من تأثير التصعيد العسكري المتوقع على العاصمة التي شهدت الفترة السابقة صراعات بين المجموعات المسلحة، أدت إلى خسارة المواطنين بعض ممتلكاتهم ورُوع فيها أمنهم.
ليبيا.. تحركات عسكرية لقوات الدبيبة قرب نقاط التماس
من جانبه، يرى المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، أن الدبيبة كان يستعد للحرب منذ أكثر من شهرين، معتقدًا أنه اشترى أغلب قادة المليشيات بالمال للدفاع عن حكمه وسلطة الفوضى، إلا أن "قسمته غير المتساوية بين هذه المليشيات لم ترض بعضها، مما دفعها للتمرد عليه مؤخرا وتقرر مواجهته"، على حد قوله.
خيوط اللعبة
وقال المرعاش لـ"العين الإخبارية"، إن الأوضاع في طرابلس تتجه إلى المواجهة العسكرية، مشيرًا إلى أن ما أعلنه أسامة الجويلي الذي طرده الدبيبة من الاستخبارات العسكرية يعد عنصرًا يدل على التصعيد العسكري.
تواصلوا مع "الرئاسي".. رسالة المنفي لسفراء ليبيا هل تلقى أذنا صاغية؟
إلا أن اندلاع المواجهة العسكرية من عدمها يعتمد على موقف الثنائي الأمريكي السفير ريتشارد نورلاند والمبعوثة الأممية بالإنابة ستيفاني ويليامز، بحسب المرعاش، الذي قال إنهما "من يتحكمان بخيوط اللعبة".
وقلل المحلل الليبي من أهمية وجود أطراف محلية قادرة على وقف أي تصعيد عسكري محتمل، مشيرًا إلى أن قواعد استمرار "لعبة الفوضى" هي التي ستكون لها اليد الطولى في بقاء الدبيبة أو حتى لجوئه للسلاح للتشبث بالسلطة.
ويشهد الغرب الليبي توترا أمنيا عقب تغييرات أجراها الدبيبة على مستويات عليا بجهاز الاستخبارات العسكرية، وأخرى بجهاز المخابرات العامة، إثر محاولة رئيس الحكومة فتحي باشاغا دخول طرابلس، لممارسة مهامه منها.
aXA6IDE4LjExNi4yNC4xMTEg
جزيرة ام اند امز