تحشيدات مسلحة بالعاصمة طرابلس.. والضربات تتوالى على الدبيبة
مع تشبث عبدالحميد الدبيبة بالحكم، وإصرار رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا، يخيم التوتر على العاصمة طرابلس وسط تحشيدات عسكرية.
وأفادت مصادر ليبية رفيعة المستوى بالعاصمة طرابلس، بأن المدينة تشهد انتشارا مكثفا للآليات العسكرية، والقوات المدعومة بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وأضافت المصادر لـ"العين الإخبارية" أن الاستنفار الأمني يأتي نتيجة قلق رئيس الحكومة الليبية السابقة عبدالحميد الدبيبة، بعد الاستقالات المتتالية منذ الساعات الأولى اليوم الخميس.
وأكد المصادرت أن التحركات العسكرية المكثفة لمليشيات ما تعرف بجهاز دعم الاستقرار تستهدف منع رئيس الوزراء فتحي باشاغا من دخول طرابلس، لممارسة مهام عمله.
يأتي ذلك فيما تداولت وسائل إعلام ليبية، أنباء عن تحرك قوات من مدينة الزاوية تتبع وزارتي الداخلية والدفاع إلى طرابلس لتأمين وصول باشاغا إلى مطار معتيقية الدولي بالعاصمة، لاستلام مقرات الحكومة.
وتلقى الدبيبة ضربة موجعة اليوم الخميس، بانشقاق وزير الخدمة المدنية عبدالفتاح الخوجة، ووزير الدولة لشؤون الهجرة غير الشرعية أجديد معتوق عنه.
ضربات متتالية
الأمر لم يقتصر على الوزيرين فقط، بل تبعهم وزير التجارة والاقتصاد محمد الحويج باستقالته واستعداده لتسليم مهامه لخلفه، إذ تبعه وكيل وزارة الحكم المحلي المهدي السعيطي، بتقديم استقالته هو الآخر تنفيذا لقرار البرلمان.
وكان رئيس ديوان وزارة الصحة بالحكومة الليبية السابقة صلاح لديرع، أعلن في وقت سابق هو الآخر استعداده لتسليم ديوان عام الوزارة بالمنطقة الشرقية للمكلفة.
خطوات تأتي في ظل محاولات دولية وليبية لإثناء الدبيية عن التمسك بالسلطة وإيقاف التلويح والتأجيج للعنف.
اختبار حقيقي
ويرى المحلل السياسي الليبي نوح الحبوني، أن دخول رئيس الحكومة فتحي باشاغا إلى طرابلس سيكون الاختبار الحقيقي الأول.
وتوقع الحبوني -في تصريحاته لـ"العين الإخبارية"- تراجع الدبيبة عن استخدام القوة، في ظل التحشيدات التي تحدث في العاصمة خوفا من تحميله المسؤولية عن الدماء.
وكشف عن فشل محادثة أعيان مصراتة لإقناع الدبيبة بالخروج من المشهد بطريقة سلمية والتسليم.
وأكد المحلل الليبي أنه في حال وجود اشتباكات، سوف تكون خفيفة في ظل إصرار رئيس الحكومة الليبية على استلام مهامه بطريقة سلمية.
ويخشى الدبيبة وصول باشاغا إلى العاصمة طرابلس، وقام بوضع السواتر الترابية وقطع الطريق الساحلي الذي افتتح نهاية يوليو الماضي، كما أعلن عن حظر جوي على الرحلات الداخلية منذ الأحد الماضي.
هذه التطورات تأتي في وقت أكد فيه اللواء عصام أبوزريبة وزير الداخلية بحكومة باشاغا بدء الترتيبات الأمنية اللازمة لمباشرة الحكومة أعمالها من العاصمة.
والخميس الماضي، أدت حكومة باشاغا اليمين القانونية أمام مجلس النواب المنعقد في طبرق، شرقي البلاد، لتخلف حكومة الدبيبة الذي يرفض التنازل عن منصبه إلا لحكومة "منتخبة"، على حد قوله.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC40NyA= جزيرة ام اند امز