درنة.. الجيش الليبي ينجو من فخ الألغام
الجيش الليبي تعلم كثيرا من معركة تحرير بنغازي عبر تدريب المهندسين العسكريين على التعامل بشكل احترافي مع المفخخات والألغام.
تحقق قوات الجيش الوطني الليبي نجاحات كبيرة في معركة تحرير مدينة درنة من قبضة الجماعات الإرهابية المتطرفة التي احتلت المدينة منذ 4 سنوات، ورسخت للفكر التكفيري عبر منابر المساجد في المدينة التي تقع في المنطقة الشرقية في ليبيا بالقرب من الحدود المصرية.
- الجيش الليبي يخوض اشتباكات عنيفة مع الجماعات الإرهابية وسط درنة
- الجيش الليبي يسيطر على مديرية الأمن في درنة
وتميزت معركة تحرير درنة بسرعة تقدم قوات الجيش الوطني الليبي في بلوغ الأهداف المخطط لها وفق جدول زمني محدد، فضلا عن قلة الخسائر في صفوف الجيش الوطني الليبي خلافا لمعارك أخرى سقط فيها عدد كبير من الشهداء والجرحى وهي معركة تحرير مدينة بنغازي من قبضة الإرهابيين، فقد استمرت تلك العملية سنوات خسرت فيها قوات الجيش الليبي خيرة أبنائها.
ونجحت قوات الجيش الليبي في الاستراتيجية التي اتبعتها قبيل اقتحام مدينة درنة وهي تجفيف منابع تمويل الإرهاب عبر محاصرة المدينة ومنع المساعدات المالية واللوجستية التي قدمتها قطر وتركيا لجماعات الإرهاب والتطرف خلال السنوات الماضية في غالبية المدن الليبية.
"فخ الألغام" هي نقطة الضعف الوحيدة التي كانت في صفوف الجيش الليبي فقد تسببت الألغام في حصد أرواح عدد كبير من مقاتليه وتحديدا أبناء سلاح الهندسة العسكرية في معارك سابقة، وذلك بسبب الأجهزة البدائية التي استخدمتها وقلة الخبرة في صفوف الجهاز الأهم في صفوف الجيش الوطني الليبي، لكن يبدو أن الجيش الليبي تعلم كثيرا من معركة تحرير بنغازي عبر تدريب أبناء صنف الهندسة العسكرية على التعامل بشكل احترافي مع المفخخات والألغام، وهي النجاحات التي حجمت بشكل كبير من خطورة الألغام التي كانت تحصد عددا كبيرا من مقاتلي الجيش الليبي.
يبدو أن معركة تحرير درنة من قبضة الإرهابيين لن تستغرق الكثير من الوقت بسبب الاحترافية التي يتعامل بها الجيش الوطني الليبي، فضلا عن الدعم الذي يقدمه أهالي المدينة لقوات الجيش في مواجهة الإرهابيين، وهو ما يعجل بحسم معركة درنة لصالح الجيش الليبي والبدء في تمشيط وتأمين كامل المنطقة الشرقية لليبيا قبيل الانتقال إلى المعركة الأهم وهي تأمين الجنوب الليبي والحدود الجنوبية للدولة الليبية وهو التحرك الذي من المتوقع أن يقوم به الجيش عقب تأمين المنطقة الشرقية.
وتبقى معركة دخول طرابلس "معلقة" إلى حين حسم الخلافات السياسية بين الأطراف الفاعلة والرئيسية في الأزمة الليبية، وبحث سبل الخروج من الأزمة وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية نهاية العام الجاري، حيث تمثل الكتائب والمليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس أحد أبرز التحديات أمام الدولة الليبية لبناء جيش وطني موحد قادر على دحر المتطرفين والتوجه نحو التنمية وإعادة الإعمار.