مصر تعلن اتفاق الأطراف الليبية على خارطة طريق و 4 ثوابت
التوافق بعد اجتماع وفديّ برقة و مصراته لـ 3 أيام
من بين الثوابت التأكيد على وحدة ليبيا وسيادتها وأمنها، و العمل على إعادة بناء الدولة ودعم مؤسساتها ولُحمة شعبها
أعلنت اللجنة المصرية المعنية بحل الأزمة الليبية، اليوم الخميس، الاتفاق على خارطة طريق و4 ثوابت، في إطار الجهود المبذولة لإنهاء حالة الانقسام في هذا البلد.
جاء ذلك خلال استقبال اللجنة التي يرأسها الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، على مدار ثلاثةِ أيام، وفدين ليبيين من برقة و مصراته، وذلك في إطار الجهود المستمرة للقاهرة من أجل إنهاء حالة الانقسام وترسيخ المصالحة الوطنية في الدولة الجارة.
ووفقًا لما أعنه المتحدث العسكري العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، فقد جرت اللقاءات والمشاورات بشكل منفرد مع كل وفد على حدة، ثم بشكل مشترك مع ممثلين عن الوفدين دون شروط مسبقة .
و قد تناول النقاش سبل تحقيق المصالحة والشواغل الموجودة لدى كل طرف وأساليب معالجتها، واتفق المشاركون على خارطة عمل تكون خطواتها الأولى عودة الوافدين لإطلاع قواعدهما الاجتماعية على مجريات المشاورات الحالية والمقترحات، مع الأخذ بعين الاعتبار سبل معالجة الشواغل والمطالبات الحقيقية والجدية المطروحة من الجانبين وبما يضمن نجاح الخطوات التالية وذلك وفق جدول زمنى وآليه للقاءات القادمة بهدف الوصول لمصالحة حقيقة تعزز سبل العيش المشترك بين مكونات الشعب الليبي وتنهى حالة الاستقطاب وتعيد لليبيا لُحمتها الاجتماعية .
وأبرزت المناقشات توافق الحاضرين جميعًا على الثوابت الآتية :
- - التأكيد على وحدة ليبيا وسيادتها وأمنها وسلامتها والحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي الليبي، والتأكيد على حرمة الدم الليبي وتعزيز المصالحة الوطنية .
- - العمل على إعادة بناء الدولة الليبية ودعم مؤسساتها ولُحمة شعبها ورفض وإدانة كافة أشكال التدخل الأجنبي في الشأن الليبي ومكافحة كافة أشكال التطرف والإرهاب.
- - الالتزام بإقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة مبنية على مبادئ التداول السلمي للسلطة والتوافق وقبول الآخر ورفض كافة أشكال التهميش والإقصاء لأى طرف من الأطراف الليبية .
- - تهيئة المناخ المناسب للتهدئة عبر المنابر ووسائل الإعلام ووقف حملات التأجيج والفتنة وصولاً لمصالحة وطنية حقيقية .
كما تناولت المشاورات عدداً من الشواغل التي يتعين معالجتها لإنجاز المصالحة المنشودة أبرزها :
- - نبذ ومكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة وجماعات الجريمة المنظمة وكافة الميليشيات الخارجة عن القانون، وتثبيت سلطة الدولة، وتسليم المطلوبين للعدالة في كل المدن الليبية، وإدانة كافة صور وأشكال الإرهاب أينما وُجد .
- - التأكيد في هذا السياق على دعم الجهود التي تمت لمكافحة الإرهاب بكافة المدن الليبية، وبحث سبل إيجاد آلية للتعويض عن الأضرار التي لحقت من جراء هذه الأعمال .
جهود مصر لحل الأزمة الليبية
ومنذ بدأت الأزمة الليبية، ومصر تقود جهودًا مستمرة على المستوى السياسي والدبلوماسي والأمني منذ عام 2015 وحتى اليوم، ولعل اتفاق الصخيرات كان من أهم بدايات عمل مصر في هذا الإطار، وقد تم توقيعه من جانب المشاركين في الحوار الليبي آنذاك في 2015 بالأحرف الأولى على تشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية، واعتبار برلمان طبرق الهيئة التشريعية، وتأسيس مجلس أعلى للدولة.
وتوالت الجهود المصرية من خلال اللجنة التي تم تشكيلها للعناية بالأزمة الليبية وتضم كافة أجهزة الدولة المعنية برئاسة الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب الجيش، حتى تمت صياغة إعلان القاهرة في 13 ديسمبر 2016، الذي حُدِدَت فيه القضايا الجوهرية المطلوب التعامل معها للخروج من الأزمة.
وفي فبراير/شباط الماضي، وبعد وصولهم إلى القاهرة، رفضت الأطراف الليبية اللقاء المباشر ما بين بعضهم البعض، حيث استقبلت اللجنة الوطنية المصرية المعنية بليبيا يومي 13 و14 من الشهر نفسه، كلا من عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي، وكذلك فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي، وبرغم رفضهم اللقاء المباشر والحوار، إلا أن القادة الليبيين أكدوا التزامهم بالعمل على حقن الدماء الليبية ووقف التدهور في الأوضاع الأمنية والإنسانية والخدمية، واستعادة الاستقرار ورفع المعاناة عن أبناء الشعب الليبي.
وفي الثاني من مايو/أيار الماضي، نجحت الإمارات في إتمام اللقاء الذي تعنتت الأطراف الليبية في إتمامه في القاهرة، فالتقى في أبوظبي كل من حفتر والسراج، واتفقا على العمل من أجل حل الأزمة الليبية.