ليبيا ماذا بعد؟.. مرشح للرئاسة يُجيب لـ"العين الإخبارية"
استعدادات وخطوات وزخم دولي يتزايد مع اقتراب الانتخابات المرتقبة في ليبيا المقرر في 24 من ديسمبر الجاري،
والتي تعد الاستحقاق الأول في التاريخ الليبي، بخلاف إنهاء عقد من الصراع المسلح.
وفي ظل المارثون الانتخابي، أكد وزير الخارجية الليبي السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية، الدكتور عبد الهادي الحويج أن الوضع الراهن داخل البلاد متشابك ومعقد ومتناقض إثر حالة الانقسام التي تعيشها ليبيا.
وقال المرشح الرئاسي خلال حديثة لـ"العين الإخبارية"، إن الجميع يعقد أملا على الاستحقاق الانتخابي القادم ليكون مخرج من حالة الفوضى التي عاشتها البلاد على مدار السنوات العشر الماضية.
دفع دولي باتجاه الحل
في تلك الزاوية أكد المرشح الرئاسي الليبي، أن جميع المحاولات الدولية السابقة لم تأت بنتائج إيجابية في بداية الأزمة نتيجة تشابك المصالح والقوي الإقليمية بالأخص أوروبا ما أدى إلى حالة الفوضى والصراع.
وأشار عبدالهادي الحويج إلى أن الوضع الراهن والزخم الدولي والتوافق الملحوظ، مما سيدفع عجلة الحل السياسي إلى الأمان، كما أشاد الحويج بمؤتمر باريس من أجل ليبيا الذي نجح بحسب وصفه في إحداث نقلة نوعية في إدارة الأزمة الليبية بخلاف الحضور القوي للإدارة الأمريكية.
وفيما يخص التوافق الأوروبي الأخير بين فرنسا وإيطاليا، أكد المرشح الرئاسي الليبي أن فرنسا تمتلك جزءا من الحل ولا تملك كل الحل، وإيطاليا كذلك تملك بعض المفاتيح، وما حدث من تقارب حول الملف الليبي سوف يصب في المصلحة العامة وتوحيد القرار الأوروبي تجاه ليبيا.
وتابع المرشح الرئاسي خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، قائلًا: "الطرفان يرغبان جادين في إنهاء هذه الأزمة التي قوضت المؤسسات والأمن في ليبيا وهددت دول المتوسط ودول جنوب أوروبا أيضاً وبالتالي اليوم المسألة الليبية لا تخص الليبيين فقد وإنما تخص معهم دول الجوار والمنطقة ودول العالم".
وأوضح الحويج، أن التوافق الأوروبي نحو ليبيا يعمل على حماية القارة العجوز من ملفات عدة أبرزها الهجرة والإرهاب وتدفق السلاح، ومن هذا المنطلق دعت كل من فرنسا والولايات المتحدة إلى العمل على حلحلة وحل دام ومستدام وعادل للأزمة الليبية من خلال الاحتكام إلى إرادة الشعب الليبي.
الداخل الليبي
في تلك الجزئية وحول الشارع الليبي والقوى الداخلية، أكد المرشح الرئاسي، أن هناك أزمة ثقة بين الليبيين، حيث وصلت حدة الانقسام أحيانا حتى بين الأسرة الواحدة وليس فقط المدينة الواحدة، فحالة التشظي والانقسام التي وصل إليها الليبيون غير مسبوقة في التاريخ.
وتابع الحويج قائلًا: "الليبيون في حاجة لإعادة بناء الثقة بينهم وتقديم بعض التنازلات.
من أجل مصلحة بلادهم فلا يوجد رابح وخاسر فكلنا خاسرون في وطن يئن بالجراح والحزن والآلام وكلنا رابحون في وطن يسع الجميع يكون دولة المؤسسات والقانون والمواطنة تكون فيه بوصلتنا وقبيلتنا ووجهتنا وغايتنا".
وعن برنامجه الانتخابي، أوضح الحويج أن أهم شيء في الوقت الراهن وعقب الانتخابات هو إعادة بناء المؤسسات وإعادة الثقة بين الليبيين والعمل على تطبيق دولة القانون والمؤسسات والمواطنة وإلغاء كافة السجون السياسية وجمع السلاح، وكذلك تغيير نمط الاقتصاد الليبي من الاقتصاد الريعي إلى تنويع مصادر الدخل في ليبيا.
وتابع: سأقوم بإعادة الإعمار خاصة للتنمية الاجتماعية ولأسر الضحايا وللأرامل والأطفال والمبتورين والعمل على رفع مستوى المعيشي والدخل لكافة المواطنين، بخلاف المساواة لا فرق بين قبيلة ومنطقة أو جهة فالليبيون عائلة واحدة.
الماراثون الانتخابي
وفيما يخص المارثون الانتخابي، أكد المرشح الرئاسي أن ترشح سيف الإسلام القذافي يعد نقطة إيجابية تحسب للمجتمع الليبي، لكونه يثبت بأنه مجتمع متصالح حتى مع النظام السابق فالليبيون سئموا وعاشوا مرارات كثيرة وعاشوا ظروفا صعبة.
وأوضح أن القانون للجميع ولم يفصل القانون رقما واحدا على فئة معينة من الناس بل سمح للجميع بولوج الحياة السياسية وأن يحتكموا جميعهم إلى صندوق الشعب الليبي ومن سيصوت له الشعب الليبي سوف نصفق له وستكون إرادته نابعة من الشعب الليبي وسيستحق حكم ليبيا ليخرج الليبيين من هذه الدوامة ومن هذه المرارات والحزن.
سلط المرشح الرئاسي الليبي الضوء على الموقع الهام لبلاده، مؤكدًا أنه سيعمل على استعادة ليبيا لمكانتها وهيبتها وأن يستعيد المواطن كرامته ومكانته وعزته أولا وقبل أي شيء.
وتابع قائلًا: "نريد أن نعمل ضمن الفضاء المغاربي والمتوسطي وضمن الفضاء العربي والإسلامي والأفريقي وأن ننسجم ضمن الفضاء الدولي.
واستطرد: نحن نريد ليبيا أن تكون بوابة للتقدم والتنمية والتكنلوجيا والمعلوماتية وبوابة للثقافة والتعليم وللشباب الذي تصل نسبته إلى أكثر من 60% وكذلك نريد لليبيا أن تكون بوابة للمرأة التي يجب أن تتبوأ ما لا يقل عن 50% من المواقع القيادية والتنفيذية في كافة مؤسسات الدولة.
ومن المقرر أن تشهد ليبيا في 24 ديسمبر الجاري أول استحقاق انتخابي، ويعقد الليبيون آمالهم في نجاح العملية الانتخابية، بخلاف التحذيرات الدولية للمعرقلين من أجل إنهاء ما يقرب من 10 سنوات من النزاع المسلح والانقسام الداخلي.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMS43NSA= جزيرة ام اند امز