رئيس البرلمان الليبي يكشف عن كواليس "مفاوضات موسكو"
المستشار عقيلة صالح تحدث خلال لقاء في منزله بمدينة المرج شرق ليبيا أمام شخصيات عامة وأعيان من مناطق البطنان ودرنة ومجلس قبائل ترهونة.
كشف المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي عن كواليس ما حدث معه وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر في موسكو، مؤكدا رفضهما الضغوط التي مورست عليهما للتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار.
جاء ذلك خلال لقاء في منزله بمدينة المرج (شرقي ليبيا)، ضم شخصيات ليبية عامة وأعيانا من مناطق البطنان ودرنة ومجلس قبائل ترهونة.
وقال عقيلة إن ضغوطا مورست عليه والمشير حفتر لإقناعهما بلقاء فايز السراج رئيس ما تُسمى حكومة الوفاق، إلا أنهما تمسكا برفضهما باعتباره "غير ذي صفة"، ولم ينَل ثقة البرلمان مرتين.
وأشار إلى صلابة المشير خليفة حفتر في التصدي لكل الضغوط من جميع الأطراف ورفضه التوقيع على الاتفاقية، بل بادر بالاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين معترضا على ما يحدث.
وأضاف: "ما كان من رد الرئيس الروسي إلا أنه أرسل مندوبا عنه من وزارة الدفاع، واعتذر بشدة للمشير حفتر ولي عما حدث وأوصلنا بنفسه إلى الطائرة".
واعتبر أنهما (حفتر وصالح) خرجا بمكاسب كبرى من اللقاء في مقابل السقوط التاريخي والأخلاقي للسراج ومن معه والذين جاءوا إلى روسيا خلف محتلي ليبيا السابقين وزراء الدفاع والخارجية ورئيس المخابرات الأتراك.
وشدد على أنه والمشير حفتر "لم ولن يفرطا في الأمانة التي وضعها الليبيون في عنقيهما وفاءً لدماء أجدادهما المجاهدين الأوائل الذين ضحوا في سبيل استقلال البلاد وتحريرها، وعلى رأسهم المجاهد عمر المختار الذي مات دفاعا عن التراب الليبي، وهو في عمر 73 عاما".
وقال ممازحا الحضور إنه والمشير خليفة حفتر "عجوزان لكنهما صلبان كالصخر ولا يضعان أمامهما سوى تأدية الأمانة وتحرير ليبيا والعبور بها إلى بر الأمان".
وفيما يتعلق بمؤتمر برلين، الذي ينطلق الأحد، أكد رئيس البرلمان الليبي أن المشير خليفة حفتر هو خير ممثل للإرادة الليبية الصلبة، واصفا إياه بأنه "ليبي عنيد ولديه ثوابت لا يتزحزح عنها".
وعن دور القاهرة، دعا عقيلة صالح جميع الليبيين إلى تسجيل موقف مصر العظيم في الذهن والوجدان، موضحا أن جميع النواب المصريين وقفوا بالتصفيق الحاد عند طلبه تدخل الجيش المصري في حال طلبت ليبيا ذلك دفاعا عن الشرعية الحقيقية.
والأسبوع الماضي، أبلغ المشير حفتر الجانب الروسي بشروطه لاستئناف مفاوضات موسكو، حيث اشترط حل المليشيات وتسليم سلاحها بالكامل خلال مدة لا تتجاوز 90 يوما، واستبعاد تركيا من المفاوضات باعتبارها جزءا من الأزمة الليبية.
ورفض قائد الجيش الليبي أيضا بشكل قطعي أن تكون تركيا وسيطا دوليا، مطالبا بتوسط الدول الحيادية، والتي تتسم مواقفها بدعم استقرار ليبيا وليس دعم مليشيات مسلحة أو إرسال إرهابيين إلى البلاد.
وتستضيف العاصمة الألمانية برلين، اليوم، مؤتمرا للسلام في ليبيا في الحي الحكومي وسط العاصمة، وفق بيان سابق لمكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وقبل يوم من انطلاق المؤتمر، كشفت وكالة الأنباء الحكومية الألمانية النقاب عن مسودة لحل الأزمة، أعدتها الأمم المتحدة، وتنص على وقف دائم لإطلاق النار، وتطبيق شامل لقرار مجلس الأمن بشأن حظر تصدير السلاح إلى ليبيا.
وخلال الأشهر الماضية، جرت 5 اجتماعات تحضيرية للمؤتمر في برلين، بمشاركة ممثلي عدة دول ومنظمات دولية، نوقشت خلالها المسودة الأممية.
وينتظر المؤتمر مشاركة عالية المستوى، حيث أكدت 12 دول مشاركتها في أعمال المؤتمر، بالإضافة إلى قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج.