مصادر لـ"العين الإخبارية": حفتر يعلق مفاوضات موسكو بتفاهمات برلين
قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر ربط مفاوضات موسكو بالالتزام بتفاهمات برلين التي استقرت عليها الدول المعنية بحل الأزمة في البلاد
ربط قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر مفاوضات موسكو بالالتزام بتفاهمات مؤتمر برلين التي استقرت عليها الدول المعنية بحل الأزمة في البلاد.
- "العين الإخبارية" تكشف ألغام الإخوان في وثيقة المفاوضات الليبية بموسكو
- الجيش الليبي يرصد 30 خرقا للهدنة ووصول مرتزقة أتراك
وقالت مصادر لـ"العين الإخبارية"، إن تفاهمات برلين الأخيرة استقرت على فرض هدنة تتوازى مع البدء في تفكيك المليشيات وتسليم سلاحها فيما عرف بـ"مرحلة التهدئة" وصولا إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق للنار، وذلك تمهيدا لإعادة الاستقرار إلى ليبيا واستيفاء باقي الاستحقاقات التي تعطلها المليشيات والتنظيمات الإرهابية المتحالفة مع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.
وأشارت المصادر إلى الدور التركي الذي رتب الخطوات حسب هواه لإنقاذ المليشيات الإرهابية محاولا استغلال مبادرة موسكو بعكس المراحل واستباق وقف إطلاق النار قبل شرط حل المليشيات وتسليم سلاحها للقفز على تفاهمات برلين.
وذكرت المصادر أن المشير حفتر أدرك الحيلة التركية في موسكو ورفض التوقيع على التفاهمات، فيما استغربت المصادر من مرور تلك الحيلة التركية على روسيا، إضافة إلى اصطحاب وزير دفاع تركيا خلوصي آكار في مفاوضات هادفة إلى حلول سلمية .
ومساء الثلاثاء، أبلغ المشير حفتر الجانب الروسي بشروطه لاستئناف مفاوضات موسكو، حيث اشترط حل المليشيات وتسليم سلاحها بالكامل خلال مدة لا تتجاوز 90 يوما تبدأ اليوم، واستبعاد تركيا من المفاوضات باعتبارها جزءا من الأزمة الليبية.
كما رفض قائد الجيش الليبي بشكل قطعي أن تكون تركيا وسيطا دوليا، مطالبا بتوسط الدول الحيادية، والتي تتسم مواقفها بدعم استقرار ليبيا وليس دعم مليشيات مسلحة أو إرسال إرهابيين إلى البلاد.
وأضافت المصادر أن المشير حفتر أبلغ الجانب الروسي بشرط الالتزام بتفاهمات مؤتمر برلين المقرر عقده في العاصمة الألمانية الأحد المقبل ومراحله المتفق عليها.
هذا إلى جانب خروج جميع العناصر الإرهابية من طرابلس التي أرسلتها تركيا لمساندة السراج، وأن تشكل لجنة من الجيش الوطني الليبي بجانب الأمم المتحدة تكون مسؤوليتها حصر الأسلحة في يد المليشيات وتسلمها منها، على أن يكون هذا العمل بالكامل تحت إشراف القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية.
وعلى خلفية رفض المشير حفتر التوقيع على تفاهمات موسكو أعلن رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح أن مشروع اتفاق وقف إطلاق النار في طرابلس قد انهار والقتال بمنطقة العمليات الغربية مستمر.
وتابع صالح، في تصريحات صحفية، أن القيادة العامة للجيش الليبي ومجلس النواب قد رفضا التوقيع على اتفاق موسكو؛ بسبب مشاركة تركيا التي تدعم الإرهابيين في الأراضي الليبية.
وأشار إلى أن حكومة السراج في طرابلس قد جلبت الاستعمار للشعب الليبي، كاشفا عن أن البعثة الأممية ستشكل لجنة من 40 شخصية لإعادة هيكلة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، منوها بأن اللجنة الأممية ستتولى تشكيل حكومة جديدة وطرحها على البرلمان .
وكانت موسكو قد دعت لمبادرة وقف إطلاق النار في ليبيا واستضافت، الإثنين، المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي والمستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي المنتخب.
وفي الجانب المقابل، حضر فايز السراج إضافة إلى شخص يدعى الصادق الكحيلي ممثلا عن كيان حاول السراج تمريره بزعم أنه "برلمان طرابلس" ويتصدرهم وزيرا الخارجية والدفاع التركيين .
وبعد 6 ست ساعات من المناقشات المباشرة وغير المباشرة في العاصمة الروسية موسكو طرح الجانب التركي كممثل عن فايز السراج مذكرة للتوقيع رفضها المشير حفتر والمستشار عقيلة صالح وغادرا موسكو مساء الإثنين.
وكانت مصادر ليبية مطلعة كشفت في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية" حول مفاوضات موسكو بأنها مهددة بالفشل بسبب الألغام الإخوانية السياسية التي تواجه البرلمان الليبي والجيش الوطني.
وأوضحت المصادر ذاتها أن أبرز هذه الألغام هي شرعنة جسد جديد يسمى "برلمان طرابلس"، وذلك لضرب البرلمان الليبي المنتخب الذي يرأسه المستشار عقيلة صالح.
لغم آخر وضعه الإخوان في طريق المفاوضات، بحسب المصادر، وهو محاولة إحياء جسد استشاري إخواني أو ما يعرف بـ"مجلس الدولة" وهو كيان تم تشكيله وفق اتفاق الصخيرات عام 2015 لمهمات استشارية فقط، وهو الكيان الذي يسيطر عليه تنظيم الإخوان الإرهابي، عبر القيادي في الجماعة خالد المشري.
وقالت المصادر إن "مجلس الدولة" ليست له صفة ولا وجود إلا بقوة السلاح والمليشيات، ولكنها محاولات إخوانية لتسييد وجهة نظرهم وفرضها على مسودة الاتفاق، دون التطرق إلى مسألة مكافحة الإرهاب وحل المليشيات ونزع سلاحها بما يعني تحويل ليبيا إلى "لبنان ما قبل اتفاق الطائف الذي وقع في بيروت عام 1989 وأنهى الحرب الأهلية بعد نزاع 15 عاما".
واعتبرت المصادر القريبة من المفاوضات أن هذه الألغام إن مرت على مائدة المفاوضات فستؤسس عليها القوى الداعمة للمليشيات والتنظيمات الإرهابية للتحكم في مستقبل ليبيا، وهو ما دفع المشير حفتر ورئيس البرلمان الليبي للمطالبة بوقت لدراسة الموقف.
وتضمنت المسودة المقترحة في مفاوضات موسكو بين الليبيين عدة بنود فسرتها مصادر ليبية خاصة بأنها تحمل وجهة النظر الإخوانية التي يمثلها فايز ومجلس الدولة الاستشاري بقيادة الإخواني خالد المشري ومن خلفهم تركيا.
ووفقا للمسودة المقترحة التي يجرى التفاوض حولها، على الطرفين الالتزام بوقف إطلاق النار دون شروط مسبقة.
كما جاء في المسودة، حسب المصادر، أن الجانبين اتفقا على تشكيل لجنة عسكرية لتحديد خط اتصال ومراقبة وقف إطلاق النار، كما نصت على تجميد إرسال قوات تركية إلى ليبيا في الوقت الحالي، ورقابة دولية من قبل الأمم المتحدة على وقف إطلاق النار.
كما سيتولى الجيش الوطني الليبي، حسب الوثيقة المقترحة، مهام محاربة الإرهاب بالتنسيق مع حكومة السراج، فيما ستخضع المنافذ البرية والبحرية لإشراف دولي، ويتولى الجيش الوطني تأمين مصادر النفط والغاز.
كان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أعلن أن المحادثات الليبية في موسكو أحرزت تقدما جيدا ولكنها انتهت دون التوصل إلى اتفاق.
وأضاف لافروف، في بيان صدر عنه الإثنين، أن القائد العام للجيش الليبي طلب وقتا إضافيا للموافقة على مسودة اتفاق تم ترتيبها بعد جولة المفاوضات.
aXA6IDMuMTM2LjI2LjE1NiA= جزيرة ام اند امز