سياسة
تحركات إقليمية ودولية.. هل بدأت نهاية الدبيبة؟
تحركات إقليمية ودولية لحل الأزمة الليبية وتجنيب البلد الأفريقي العودة للحرب مرة أخرى.
فبعد 41 يومًا من منح الثقة لحكومة فتحي باشاغا، لا يزال سلفه عبدالحميد الدبيبة يرفض تسليم السلطة، ضاربا بقرارات برلمان ليبيا عرض الحائط.
ذلك الموقف "المتعنت" من رئيس حكومة ليبيا السابق عبدالحميد الدبيبة، بات ينكسر شيئًا فشيئًا على صخرة إصرار باشاغا دخول طرابلس سلمًا، حيث بدأت تحركات مصرية وأمريكية وإيطالية لحل الأزمة.
ويمثل أول تلك التحركات بزيارة القنصل الإيطالي العام في بنغازي، كارلو باتوري، ولقاء نائب رئيس الحكومة الليبية، على القطراني، مساء الأحد.
وبحث الاجتماع العلاقات الثنائية بين ليبيا وإيطاليا وسبل تطويرها وتفعيل الاتفاقات وعلى رأسها الاتفاقية المبرمة بين البلدين سنة 2008، بحسب مكتب الإعلام والتواصل بديوان مجلس الوزراء بنغازي.
وأعرب القنصل الإيطالي، خلال اللقاء، عن أمله في أن تشهد العلاقات الإيطالية -الليبية تطورًا "إيجابيًا في المستقبل"، مؤكدًا أن إيطاليا ستشرع في منح التأشيرة للليبيين.
وأكد القنصل الإيطالي للقطراني أنه سيجري "تسهيل إجراءات الشركات التي ترغب في العمل شرق ليبيا"، وأن "الشركات الإيطالية سيكون لها دور في إعمار ليبيا".
وشدد على دعم بلاده لأي قرار ليبي سيادي يحافظ على ليبيا موحدة دون أي تدخل خارجي، وأنها تدعم كافة المجهودات المبذولة من أجل استقرار ليبيا.
زيارة القنصل جاءت بعد ساعات من تجديد وزير الدفاع الإيطالي لورينزو غويريني التزام بلاده بالعمل على تحقيق الاستقرار في ليبيا وشرق المتوسط والساحل، معتبرا أنها أكثر أهمية بالنسبة لروما.
جهود إقليمية
وتزامن الحراك الإيطالي مع زيارة مرتقبة لوزير الخارجية المصري سامح شكري إلى واشنطن، الأربعاء المقبل، حيث من المقرر أن يلتقي نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، وتأتي الأزمة الليبية على رأس أجندات المباحثات بين الطرفين.
ويرى مراقبون أن التحرك المصري يأتي في إطار حراك إقليمي متسارع، لإيجاد حل للأزمة الليبية قبل اشتعال فتيل الحرب بين الأطراف المسلحة ودخول البلاد في دوامة العنف من جديد.
أما على الجانب الإقليمي، فأكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حرص بلاده على تنظيم انتخابات في ليبيا قبل نهاية العام، من أجل حل الأزمة، كما شدد على ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية.
ورأى المحلل السياسي الليبي أيوب الأوجلي، أن التحركات الأوروبية والمصرية تأتي في إطار الخطة الأمريكية طويلة المدى لحل الأزمة الليبية.
وأكد الأوجلي لـ"العين الإخبارية" أن الزيارة الإيطالية توضح أنها اختارت الحكومة الليبية برئاسة باشاغا والوقوف بجانبها وأنها باتت قريبة من تولي مسؤوليتها في طرابلس.
وأضاف: "بالفعل فالأزمة الليبية على رأس أولويات مصر ومناقشة وزير الخارجية المصري والأمريكي يدعم الحكومة الليبية والوصول للانتخابات".
ولفت إلى أن "الجزائر ما زال موقفها غامضا بشأن الحكومة الليبية، وسياستها في الملف الليبي، لكنه سيتضح بعد انتهاء الانتخابات الفرنسية"، وفقا للمحلل الليبي.
وأشار إلى أن الجزائر بعيدة عن الملف الليبي ولكن بعد استلام حكومة فتحي باشاغا مهامها من طرابلس والمتوقع أن يكون بعد شهر رمضان المبارك سيتم توحيد الرأي في دول الجوار.
وشدد على ضرورة التحرك الدولي والإقليمي لحل الأزمة الليبية ودعم الحكومة الجديدة بعد تصاعد المخاوف من عودة الحرب بعد مطالب اللجنة العسكرية المشتركة وبيان المشاركين عن شرق ليبيا.
وأكد أن المجتمع الدولي لن يتغاضى عن مطالب اللجنة العسكرية المشتركة والتي استطاعت وقف إطلاق النار والوصول بالبلاد إلى الاستقرار في الفترة الماضية.