بعد نجاته من محاولتي اغتيال.. رحيل صالح الأطيوش رجل المصالحة في ليبيا
ودعت ليبيا، الأربعاء، أحد أهم رجال المصالحة الوطنية ووجهاء القبائل، وصاحب الدور البارز في دعم الجيش ضد الإرهاب، الباشا صالح الأطيوش.
وتوفي عميد قبيلة المغاربة الليبية الباشا صالح سالم الأطيوش في مدينة أجدابيا شرقي ليبيا، الأربعاء، بعد صراع مع المرض.
- في ذكرى التأسيس.. دعم محلي ودولي لتوحيد الجيش الليبي
- لفتة إنسانية من الجيش الليبي بعلاج مصابي صهريج أوباري (صور)
ومطلقين على المصاب الجلل "موت الرجل العظيم"، نعى سياسيون ليبيون وإعلاميون ووجهاء قبائل ومواطنون ليبيون، الأطيوش، لما له من دور بارز في ملف المصالحة الوطنية، حيث كان له الكلمة المسموعة بين القبائل، ناهيك عن قيادته لقبيلته".
فالباشا صالح الأطيوش هو عمدة قبائل المغاربة، التي تعد من أكبر القبائل الليبية، وأكبر قبيلة بمنطقة الهلال النفطي الذي يمتد من مدينة بنغازي شرقا إلى سرت غربا بمسافة تتجاوز الـ450 كيلو مترا وعمق ممتد حتى الحقول النفطية في قلب الصحراء الليبية.
والراحل حفيد أحد قادة الكفاح الليبي ضد الاستعمار والذي كان قائدا في معركة القرضابية الليبية الشهيرة التي تكبدت فيها القوات الإيطالية خسائر فادحة وكذلك قائدا لعديد المعارك فترة الكفاح الليبي ضد الاحتلال الإيطالي.
محطات في حياته
واشتهر الأطيوش بدعمه للقوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر وذلك في عدة مواقف منها دخول الجيش وتحرير مدينة إجدابيا مسقط رأس الأطيوش، والتي تعد قبيلته المغاربة الثقل الأكبر فيها، وذلك في 22 فبراير/شباط 2016.
في ذلك الوقت سخر الأطيوش ثقله الاجتماعي وانتماء معظم سكان المدينة لقبيلته ووجه خطاب لأبناء القبيلة حثهم فيه على دعم الجيش ضد المليشيات المتطرفة المسيطرة آنذاك على المدينة والتي كان يقودها إبراهيم الجضران المصنف في قوائم الإرهاب.
ذات الدور البارز لعبه الأطيوش مرة أخرى في تحرير الجيش للموانئ النفطية في سبتمبر/أيلول 2016، وذلك بحقن الدماء وتسهيل تحرير تلك الموانئ ضمن العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الليبي تحت اسم عملية "البرق الخاطف"، والتي أدت لتحرير النفط مصدر قوت الشعب الليبي من أيدي المليشيات الخارجة عن سلطة الدولة لتجنيب ليبيا خسائر مالية بلغت أكثر من 100 مليار دينار.
وفي ذلك الوقت، توجه حفتر بالشكر للباشا صالح الأطيوش وجميع الشيوخ والحكماء الذين وقفوا إلى جانب وطنهم وشعبهم وساندوا جيشهم ودفعوا بأبنائهم لساحات القتال.
وأشاد حفتر في ذلك الوقت، بدور الأطيوش الفاعل والمشرف في حسم المعارك لصالح الوطن ونصرة للحق وذلك بالتمهيد للتحرير موانئ الهلال النفطي.
محاولتا اغتيال
وفي 4 نوفمبر/تشرين ثاني 2016، نجا الباشا صالح الأطيوش من محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها أثناء نزوله من السيارة لأداء صلاة الجمعة بمسجد يحمل اسمه في ضاحية سيدي فرج شرق بنغازي، وذلك بعد أن فجر مجهولون سيارة مفخخة، ما أدى لإصابته وإصابة شخص آخر كان يرافقه.
أما في 4 أغسطس/آب 2017، فقد تعرض الأطيوش مرة أخرى لمحاولة اغتيال بتفجير عبوة ناسفة بالتزامن مع خروجه من ذات المسجد بمدينة بنغازي لكنه أصيب هذه المرة هو وأحد أبنائه ونجل شقيقه؛ الأمر الذي استدعى إرساله للعلاج بالخارج.
وقتها استنكر مجلس النواب الليبي "العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف الشيخ الجليل الباشا صالح الأطيوش شيخ قبيلة المغاربة الشريفة بمدينة بنغازي الذي كان له دور كبير في حقن دماء أبناء ليبيا".
واتهم مجلس النواب وقتها، متطرفين بارتكاب ذلك العمل، قائلا في بيان رسمي إن "مثل هذه الأعمال الإرهابية هي منهاج المتطرفين من الخوارج والدواعش، في الوقت الذي نجد من يدافع عنهم ويريد أن ينجدهم من قبضة قواتنا المسلحة".
وكان مجلس النواب يشير بعبارة "من يدافع عن المتطرفين"، إلى تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي كان في ذلك الوقت يدافع بشراسة عن التنظيمات المتطرفة التي كان يكافحها الجيش مثل أنصار الشريعة، ويعتبرهم ثوارا.
aXA6IDE4LjIyNi4yMTQuOTEg جزيرة ام اند امز