في ذكرى التأسيس.. دعم محلي ودولي لتوحيد الجيش الليبي
تحل، اليوم الثلاثاء، الذكرى 83 لتأسيس الجيش الليبي، في وقت يسعى فيه الليبيون لإعادة توحيد المؤسسة العسكرية المنقسمة منذ أعوام.
وبالمناسبة، عبرت شخصيات سياسية واعتبارية -محلية ودولية- عن دعمها لجهود توحيد المؤسسة العسكرية الليبية.
دعم أمريكي فرنسي
المبعوث الأمريكي الخاص، سفير الولايات المتحدة لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، قال إن السفارة والقيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، تتطلعان إلى دعم التقدم المستمر بقيادة ليبيا لإعادة توحيد المؤسسة العسكرية.
وأشاد نورلاند، في تغريدات عبر حساب السفارة بموقع تويتر، بجهود الفريق عبدالرازق الناظوري رئيس أركان الجيش الليبي والفريق محمد الحداد رئيس أركان القوات بالمنطقة الغربية واللجنة العسكرية الليبية المشتركة 5+5.
وأضاف نورلاند أن "اليوم يصادف الذكرى 82 لتأسيس الجيش الليبي والذي يعتبر دلالة على الدور المهم الذي يضطلع به العسكريون الليبيون الملتزمون بخدمة الشعب الليبي".
وفي السياق ذاته، عبرت السفيرة الفرنسية كارولين هورندال عن دعمها لجهود توحيد الجيش الليبي.
وشاركت هورندال باحتفال الليبيين بالذكرى 82 لتأسيس الجيش، عبر الاحتفال بالقوات المسلحة ومنح الملحق العسكري بالسفارة العقيد بحار كريستوفر اوفلاهرتي ومساعد الملحق العسكري رئيس عرفاء وحدة لي كوفيلد، وسام عيد ميلاد الملكة البلاتيني.
حفتر
بدوره، احتفل القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر مع الليبيين، في مدينة طبرق، بذكرى تأسيس الجيش الليبي، وسط استقبال رفيع المستوى واحتفال شعبي كبير بحضور مشايخ وأعيان وأهالي وشباب المدينة وأسر شهداء وجرحى القوات المسلحة وكافة التركيبات الاجتماعية.
وقال حفتر، في كلمته بالمناسبة، إن الحال في ليبيا لن يكون إلا أكثر سوءا وأشد قسوة لولا انتصار القوات المسلحة والشعب الليبي على الإرهاب، وقد دفعوا ثمن النصر على الإرهاب أرواحا طاهرة ودماء زكية.
وتابع حفتر أن هزيمة الإرهاب ليست إلا مرحلة أولى لتبدأ مرحلة العمل السياسي المدني للانطلاق في هذا الطريق، واستكمال المشوار دون المساس بكيان القوات المسلحة أو محاولة فرض الوصاية عليها، وإخضاعها لأي سلطة لا تمتد شرعيتها من الشعب مباشرة.
ولفت إلى أن "الليبيين أدركوا أن وجود توافق جامع بين الأطراف المتصارعة التي تتصدر المشهد أصبح ضربا من الخيال، ولم يعد هناك ما يمكن انتظاره للفرج سوى أن يقول الشعب كلمته الفاصلة، كفى تلاعبا لمصير الوطن وسلامته وتفريطا في سيادته واستخفافا بطموحات المواطنين".
وشدد على أنه "لم يعد أمام الشعب سوى خيار واحد أن يتصدر المشهد بنفسه ويعلن أن الشرعية له وحده وأنه حسم أمره بوضع حد لهذا العبث القاتل، وأن تتنادى قواه الوطنية في حراك مدني سلمي منظم يزيل كل الحواجز التي تعيق التقدم إلى الامام وينتج خارطة طريق تضمن الوصول بالوطن إلى بر الأمان".
وأكد أنه "حين يعلن الشعب ذلك سيجد جيشه إلى جانبه وفي حمايته، واختتم معبرا عن دعمه التام لحق الليبين في التظاهر السلمي دون التخريب والنهب والتي تتنافى مع الطبيعة الوطنية".
باشاغا والدبيبة
من جانبه، هنأ رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا، الجيش الليبي عبر حسابه الرسمي بتويتر قائلا: "أتقدم بأحر التهاني للضباط وضباط الصف والجنود المخلصين للوطن والمدافعين عن استقلاله وسيادته".
وشدد باشاغا على دعم جميع المساعي الهادفة لتوحيد الجيش الليبي والاستفادة من الخبرات الدولية؛ بما يحقق تطويره وتأهيل منتسبيه ويضمن مبدأ السيادة الوطنية.
كما احتفل رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس الحكومة منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة بالعاصمة طرابلس بذكرى تأسيس الجيش الليبي، بعرض عسكري للقوات في المنطقة، بالتزامن مع عرض آخر أقامته ما تعرف بـ "قوة دعم الشرعية" التابعة لفتحي باشاغا في مدينة مصراتة.
التأسيس
أعلن تأسيس الجيش الليبي في 9 أغسطس/ آب عام 1940، من قوات المقاومة الليبية المهجرة إلى مصر بمنطقة أبو رواش بمحافظة الجيزة، كقوة مرافقة للقوات البريطانية لمحاربة القوات الإيطالية، ووصل تعداده لنحو أحد عشر ألف شخص حينها.
وأعيدت هيكلة الجيش بعد استقلال ليبيا في 1951، وبدأت الحكومة بإرسال البعثات العسكرية للخارج، إلى أن أنشئت في العام 1953 مدرسة عسكرية في مدينة الزاوية لتخريج دفعات سريعة من الضباط لحين عودة المبعوثين.
وأسندت قيادة الجيش في بدايته إلى ضابط إنجليزي ثم إلى العميد عمران الجاضرة، إلا أنه في العام 1954 اختارت الحكومة الليبية "المملكة العراقية"، حينها، لتدريب الجيش حيث انتدب إليها أفضل العناصر.