سياسة
الجيش الليبي يحبط محاولة "الجدي" للسيطرة على سبها
تصدت قوات الجيش الليبي، الثلاثاء، لمحاولة إحدى المليشيات المسلحة التابعة لغرب ليبيا زعزعة الأمن في مدينة سبها جنوب البلاد.
واندلعت اشتباكات وسط مدينة سبها، فجر الثلاثاء، وذلك بعد محاولة فاشلة من مليشيات 116 بإمرة مسعود الجدي للسيطرة على أحد مباني الجيش ولكن تصدت لها كتيبة طارق بن زياد التابعة للجيش الوطني الليبي.
وكشفت مصادر بالمدينة لـ"العين الإخبارية"، مفضلة عدم ذكر اسمها، عن قيام مليشيات 116 بمحاولة اقتحام مقر الاستخبارات العسكرية ومواقع أخرى تحت سيطرة الجيش الوطني وسط سبها.
وأوضحت أن قوات الجيش الوطني نجحت في التصدي لتلك المحاولات من المليشيات وطردها خارج محيط المباني العسكرية بوسط المدينة.
ونفت المصادر سقوط ضحايا في صفوف الجيش في الاشتباكات التي استمرت ساعتين، مؤكدا على تدمير عدة عربات تابعة للمجموعات المهاجمة.
ويعد مسعود الجدي أحد قادة المليشيات التي تشكلت خلال أحداث فبراير 2011، وفي عامي 2013 و 2014 بدأ بتشكيل كتيبة سماها ( قوة الردع الخاصة ) وتربطه علاقة بكتيبة الردع في طرابلس ومقرب من قائدها الإرهابي عبد الرؤوف كارة.
ويشتهر "الجدي" بقيامة بعمليات الخطف والابتزاز من أجل المال، وفي إحدى المرات قتل ابن عمه للاختلاف على قيمة القسمة والتي تم سرقتها من مصرف الصحاري بالجنوب الليبي.
أقام معسكره في مزرعة استولى عليها، كما استولى على الكثير من الأملاك العامة والخاصة في المدينة بعد أحداث فبراير 2011 واتخذها معسكرا له.
وتأتي تلك المحاولات البائسة من المليشيات في الغرب الليبي لإيقاف خطوات توحيد المؤسسة العسكرية بعد الاجتماع الذي عقد لأول مرة، السبت الماضي، بين القائد العام المكلف للجيش الليبي عبدالرزاق الناظوري، مع رئيس أركان المنطقة الغربية محمد الحداد في مدينة سرت.
اللقاء بحث إيجاد جدول زمني محدد لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا وكيفية إيجاد ضوابط لدمج كافة الوحدات العسكرية في الجيش الليبي الموحد وفق لاتفاقية اللجنة العسكرية 5+5 الموقعة في جنيف في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، ومساندة الجهات الأمنية في تأمين المدن في فترة الانتخابات.
ووصف الفريق الناظوري اللقاء بالودي جدا، وبتقارب وجهات النظر بشأن توحيد المؤسسة العسكرية الذي سيكون قريبا جدا ودون تدخل أجنبي.
وأوضح أن "اللقاء كان ليبيا- ليبيا، ووجهات النظر متقاربة، والمسؤولية هي حماية الوطن والدستور، والمحافظة على المؤسسة العسكرية، واحترام الكيانات السياسية، وأن يكون توحيد المؤسسة قريبا".
وأضاف: "سنعقد اجتماعات مشابهة متتالية بحضور لجنة 5+5، بدون تدخل أي طرف أجنبي"، موجها رسالة للشعب الليبي، أنهم غير معترضين على بناء الدولة المدنية وسرعة إنجازها بعيدا عن التجاذبات السياسية.
وأكد على أنهم "لن يسمحوا بالتفريط في حق الجيش الليبي، وأن الحكومات المتتالية التي تدعي بناء الجيش، تحرمه من ميزانياته ومرتباته وزيه العسكري، كما أنهم مستمرون في جهودهم وحماية الحدود والأمن وحدود دول الجوار".
بدوره، أكد الحداد أنه لا علاقة لأي طرف خارجي بلقاء سرت، مشيراً إلى أن توحيد المؤسسة العسكرية يحتاج إلى وجود قيادة سياسية رشيدة.
وقال إن "التشكيلات المسلحة في الغرب جزء من الحل، ونحن لن نتخلى عنها، ولا بد من مشروع وطني خالص لدمجها والاعتراف بها“.