إخراج المرتزقة والإرهابيين.. خبراء ليبيون يضعون أسس "توحيد الجيش"
أكد خبراء سياسيون ليبيون أن توحيد الجيش يجب أن يبنى على عقيدة ثابتة تعتمد على الإخلاص للوطن، ويسبقها إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية.
ويعد لقاء القائد العام المكلف للجيش الليبي عبدالرزاق الناظوري، مع رئيس أركان المنطقة الغربية محمد الحداد في سرت، ليس فريدا كونه الأول فقط، بل كونه عقد على أرض ليبية ودون وجود أي وساطة خارجية بل بمبادرة من لجنة 5+5 العسكرية، وهو خطوة مهمة في سبيل توحيد المؤسسة العسكرية.
كما أن الناظوري أكد في تصريحات عقب اللقاء على أن الطرفين اتفقا على توحيد المؤسسة العسكرية دون تدخل أجنبي قريبا، وأن هنالك تقارب كبير في وجهات النظر وأن اللقاء كان مبشرا أكثر مما توقع الجميع.
ولاقى الاجتماع رد فعل إيجابيا في الأوساط الليبية، حيث رحب رئيس وعضوا المجلس الرئاسي باللقاء الذي وصفوه بالتاريخي وخطوة نحو بناء الدولة الجديدة وجيشها الموحد.
وقال الخبراء في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية" إن توحيد المؤسسة العسكرية قد يواجه بالرفض من قبل العناصر المؤدلجة، وأن هذا الخطر يمكن تجاوزه إذا وضعتهم قيادات المنطقة الغربية خارج الحسابات التي تجرى.
منطلقات التوحيد
وقال الباحث السياسي الليبي نايل محمد نايل، إن "توحيد المؤسسة العسكرية يجب أن يبدأ من نقطة الصفر ووضع الأسس الحقيقية التي يمكن البناء عليها، وأهمها العقيدة القتالية الموحدة وهي في ليبيا الإخلاص للوطن والعزم على إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية.
وأضاف نايل، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "الضوابط الأساسية لعملية دمج المقاتلين في المؤسسة العسكرية يجب أن تكون بعيدة عن كل التوجهات السياسية وأن تكون مرتكزة على مبادئ وقيم وطنية".
وأكد نايل أن "الوحدات العسكرية الموجودة في شرق البلاد وجنوبها مهيأة كليا لعملية الاندماج كونها وحدات منظمة تتبع إدارة واحدة".
وتابع الباحث السياسي الليبي أن القيادة العامة أسست لمشروع ينهض بكل القطاعات والأسلحة بالقوات المسلحة الليبية ولم تبق إلا خطوات إدارية بسيطة ويتوحد الجيش الليبي في كل أرجاء البلاد.
معوقات التوحيد
وحول العقبات التي تواجه عملية توحيد المؤسسة العسكرية الليبية يري الخبير السياسي الليبي دكتور العربي أبوبكر الورفلي أن "توحيد المؤسسة العسكرية قد يواجه بالرفض من قبل العناصر المؤدلجة والتي من أساسياتها محاربة الجيوش النظامية".
وأضاف الورفلي لـ"العين الإخبارية" أن "ثاني المعوقات التي قد تواجه توحيد المؤسسة هو وجود قوات أجنبية ومرتزقة في الغرب الليبي جلبوا في وقت سابق لتعزيز صفوف المليشيات في فترة المواجهات مع التنظيمات المتطرفة".
وتابع الورفلي أن "ثالث المعوقات في نظره تكمن في تفاوت الرتب التي يحصل عليها ضباط من المنطقة الغربية في فترة الحكومات المتعاقبة، حيث يجب إعادة النظر فيها وفقا للقوانين العسكرية"، موضحا أن "القيادة العامة للجيش الوطني الليبي لديها تصور كامل عن كيفية توحيد المؤسسة".
الفرز قبل الدمج
أما الباحث السياسي إبراهيم أبوبكر، فيرى أهمية تشكيل لجنة لفرز العناصر التكفيرية المنخرطة تحت أي فصيل أو مليشيات قبل عملية الدمج، خاصة مع انتشار عناصر تنظيم سرايا مجالس الشورى -أحد أخطر الفصائل التكفيرية والمصنفة إرهابية- في بعض المليشيات بالمنطقة الغربية.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن "مثل هذه التشكيلات قد تربك مشهد توحيد المؤسسة، خصوصا أنها غير منضبطة وتأتمر بأمر مرشد الاخوان في ليبيا، الصادق الغرياني"، مشددا على "ضرورة إبعادهم من أي اتفاق سياسي أو عسكري حتى تضمن سير العملية قانونيا وبضبط مؤسسي يشرف عليه ذوي الاختصاص في كامل ربوع ليبيا".
واختتم بالتأكيد على أن "اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جينيف كما نص على نزع سلاح المليشيات وإعادة تأهيلها ودمجها نص أيضا على استمرار مكافحة الإرهاب وأن محاربته تخرج من إطار وقف إطلاق النار، خاصة التنظيمات المصنفة دوليا كالقاعدة وداعش وشورى بنغازي والتنظيمات الموالية لها".
وتستمر جهود القيادة العامة للجيش الليبي في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ومساعي توحيد المؤسسة العسكرية.
وعقد الناظوري والحداد، السبت، أول اجتماع لهما في مدينة سرت، لبحث إيجاد جدول زمني محدد لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا وكيفية إيجاد ضوابط لدمج كافة الوحدات العسكرية في الجيش الليبي الموحد وفق لاتفاقية اللجنة العسكرية 5+5 الموقعة في جينيف في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، ومساندة الجهات الأمنية في تأمين المدن في فترة الانتخابات.
وفي وقت سابق استقبلت قوات الجيش الليبي المتمركزة في مدينة الشويرف جنوب غربي العاصمة طرابلس وفدا من المنطقة الغربية للتعاون في تأمين طريق النهر الصناعي الرابط بين منطقتي الشويريف والسدادة.
واتفقت قوات الجيش الليبي مع القوة الأمنية المساندة من مدينة مصراتة على تأمين الطريق وتسيير دوريات مشتركة في خطوة تاريخية جاءت بعد عدة سنوات من القطيعة، قد تمهد لتوحيد المؤسسة الأمنية والعسكرية في ليبيا.
aXA6IDE4LjIyNy4xMTQuMjE4IA== جزيرة ام اند امز