تلميح بعقوبات.. هل يوقف المجتمع الدولي عبث المليشيات الليبية؟
بعد تماديها في العنف خاصة في طرابلس العاصمة ما أخر حل أزمة البلاد، وسط عجز محلي وصمت دولي لاح في الأفق أخيرا احتمالية توقيع عقوبات على المليشيات الليبية.
ألمح إلى ذلك السفير والمبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، اليوم السبت، خلال لقاء خاص مع قناة "سكاي نيوز عربية" تابعته "العين الإخبارية".
وخلال اللقاء رد السفير الأمريكي لدى ليبيا على سؤال محاوره عن دور المليشيات السلبي في الأزمة الليبية والتي تزداد قوتها وسطوتها يوما بعد يوم، قائلا إنه "من المهم عدم استبعاد فكرة فرض العقوبات على تلك المليشيات عندما يستدعي الأمر".
وكشف نورلاند أن "المجتمع الدولي بأسره يأخذ ذلك في الحسبان"، أي أمر العقوبات.
وأضاف في هذا الشأن أن "تنامي دور المليشيات لم يحدث بين ليلة وضحاها علينا التمييز بين هذه المليشيات المتعددة، فبعضها يمكن أن يكون جزءا من مكوّن عسكري ليبي جديد وموحد وبعضها يمثل عصابات إجرامية".
وتابع السفير الأمريكي قائلا: "المليشيات مظهر لمشاكل ضمنية وبالتالي في الوقت نفسه الذي نتحدث فيه عن أهمية عدم تحويل عوائد النفط للدفع للمليشيات نحتاج للتركيز على المشاكل الضمنية السياسية للوصول إلى الانتخابات حتى لا يكون لتلك المليشيات الدور الذي لها اليوم".
تلك النقطة عن تمويل المليشيات جاءت مرارا في مناشدات سابقة على مدى سنوات للجيش الليبي ومجلس النواب كشفوا خلالها أن تلك المليشيات تمول من أموال النفط (فترة ترأس مصطفى صنع الله المقال لمؤسسة النفط) والتي تضخ إيرادات تصدير البترول الليبي في مصرف ليبيا المركزي الذي يديره الصديق الكبير في طرابلس.
وخلال الحوار معه اليوم تحدث السفير الأمريكي نورلاند عن رأيه حول حل الأزمة الحالية في ليبيا قائلا "أعتقد أن كلا رئيسي الوزراء في ليبيا (عبدالحميد الدبيبة وفتحي باشاغا) لا يستطيعان إدارة البلاد" مؤكدا بالقول "ما نحتاجه الآن هو اتفاق عام على حكومة شرعية بشكل كامل تحظى بالقوة والثقة لإدارة شؤون كل الليبيين".
وذلك بحسب السفير نورلاند "سيحصل فقط عبر الانتخابات" مؤكدا في الوقت ذاته "أن الليبيين وحدهم من يقررون مستقبل بلادهم".
كما بين في إطار حديثه عن الأزمة الليبية أن "انعدام الثقة بين الأطراف الليبية وبعض الأطراف الإقليمية يؤدي إلى تأجيج الصراع الليبي"، داعيا إلى "ضرورة تجاوز حالة انعدام الثقة والمضي قدما نحو الانتخابات".
وأوضح نورلاند أنه في ليبيا "هناك مصالح أمنية واقتصادية على المحك وبالتالي فإن حل مثل هذه المشكلات العميقة لن يكون سهلا كما أنه ليس مستحيلا".
وأضاف: "شهدنا هذا الأسبوع في نيويورك الكثير من الحراك الدبلوماسي الذي يعكس حقيقة أنه وبسبب العنف الذي اندلع مؤخرا في ليبيا بات الجميع يتفهم أن بقاء الأمر على ما هو عليه لا يمكن أن يستمر وبالتالي علينا أن نتجاوز حالة انعدام الثقة ونتحرك بأسرع ما يمكن باتجاه الانتخابات".
ووصف نورلاند حال الليبيين بأنهم يشعرون بالإحباط، موضحا أن "هناك حالة من عدم الاستقرار وازدياد للعنف بشكل دوري وفوق ذلك انقطاعات في الكهرباء وزيادة في الأسعار، ومن حق الليبيين السؤال لماذا لا يمكن لهم إجراء الانتخابات والتحرك نحو حكومة مستقرة".
وعن دور بلاده في الأزمة الليبية قال سفير واشنطن "يجب تجنب تضخيم الدور الأمريكي في الأزمة الليبية".
وأضاف: "نريد أن نستخدم نفوذنا للمساعدة في حشد الدعم الدولي لهذه العملية الانتخابية ومن أجل لعب الدور المسؤول الذي علينا أن نقوم به، خاصة أنه كان لنا دور ما منذ 10 سنوات في الاضطراب الذي أدى إلى ما نحن عليه اليوم في ليبيا"، وذلك في إشارة منه لمشاركة بلاده في الإطاحة بالنظام الليبي السابق عام 2011 عبر تدخلها العسكري الذي سبق تدخل حلف الناتو.
وعن ذلك قال السفير الأمريكي أيضا مخاطبا المذيع خلال اللقاء "أعتقد أنك ستسمع القادة الأمريكيين يتحدثون عن إحساس بالمسؤولية في محاولة لمساعدة الليبيين على حل هذه المشكلة".
وعبّر نورلاند عن تفاؤله بحل قريب للأزمة الليبية وقال في هذا الإطار "رأينا حوارا بين الفاعلين الدوليين والليبيين وطرح بعض الأفكار الجديدة وجاء تعيين مبعوث أممي خاص جديد إلى ليبيا هو عبدالله باتيلي بخبرته السياسية وحمله صوت الاتحاد الأفريقي الذي يعد لاعبا مهما في هذه المعادلة عاملا إيجابيا".
وأضاف عن ذلك "نعتقد أن اللحظة أصبحت جاهزة لمساندة باتيلي فيما يحاول عمله لأنه مع كل هذه الأجزاء المتحركة نحتاج إلى من ينظم الأمور وأعتقد أن هذا هو الدور التقليدي للمبعوث الأممي الخاص".
ومضي بالقول: "من المهم أن لدى باتيلي فرصة البناء على ما تم إنجازه وليس عليه أن يبدأ من الصفر، فالأمور جاهزة للتقدم نحو خواتيمها ونحن نعتقد أن لحظة السلام في ليبيا هي الآن".
وتعيش ليبيا أزمة سياسية خانقة تتمثل في صراع سياسي على السلطة بين حكومة كلفها مجلس النواب مؤخرا برئاسة فتحي باشاغا وأخرى يترأسها عبدالحميد الدبيبة قد انتهت مدتها إلا أنها ترفض تسليم السلطة إلا لحكومة تكلف من قبل برلمان جديد يأتي عبر انتخابات مقبلة.
ورغم المبادرة التي أطلقتها الأمم المتحدة للوصول إلى تلك الانتخابات إلا أن أطراف النزاع الليبي لم يتمكنوا بعد من إتمام القاعدة الدستورية التي ستبني عليها خاصة في ظل عدم مباشرة المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا عبدالله باثيلي لمهامه المكلف بها في 3 سبتمبر/أيلول الحالي والتي على رأسها إدارة الحوار بين الليبيين.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjE0NSA= جزيرة ام اند امز