اللشمانيا يصيب مئات الليبيين في تاورغاء
مستشفى تاورغاء العام يعلن إصابة أكثر من 800 شخص بمرض اللشمانيا الجلدي من بينهم رئيس البلدية واتهامات لمليشيات مصراتة
أعلن مستشفى تاورغاء العام في غرب ليبيا، السبت، إصابة أكثر من 800 شخص بمرض اللشمانيا الجلدي منذ أبريل/نيسان الماضي، من بينهم رئيس البلدية عبدالرحمن الشكشاك.
وأوضح المستشفى، في بيان، أنه تم تقديم العلاج لنحو 500 مصاب، مؤكدا أنه يقدم الخدمات اللازمة للمصابين رغم قلة الإمكانيات.
وقال مصدر طبي لـ"العين الإخبارية" إن مرض اللشمانيا تنقله حشرة اسمها (ذبابة الرمل)، تكثر في مناطق التلوث البيئي، وتعيش في الأماكن المبتلة، وتتغذى على بقايا النباتات الميتة وروث الحيوانات ومخلفات الإنسان.
واتهمت رابطة أسر الشهداء والمفقودين بمدينة تاورغاء الليبية، في مذكرة، مليشيات مدينة مصراتة باستخدام مدينة تاورغاء كمكب للنفايات ومخلفات الصرف الصحي، بعد أن نكلت بالسكان وهجرتهم من منازلهم.
وذكرت الرابطة، في مذكرة اطلعت عليها "العين الإخبارية"، أن السيارات الخاصة بالصرف الصحي والتابعة لشركة المياه والصرف الصحي بمصراتة تفرغ حمولتها في المزارع والمناطق السكنية داخل مدينة تاورغاء، وطالبت النائب العام بالتحقيق في هذه الكارثة، على حد تعبيرها.
ويرى سراج التاورغي، الباحث السياسي والحقوقي الليبي، أن مليشيات مصراتة تستغل الاتفاق المعيب مع أهالي تاورغاء لترتكب جريمة جديدة ضد المدنيين.
وقال لـ"العين الإخبارية" إن المهجرين من أهالي تاورغاء يقتلون مرتين بشكل متعمد من خلال هذه الكوارث البيئية حين عودتهم إلى مدينتهم وفقا للاتفاق المعيب.
وأضاف أن مدينة مصراتة، التي تسيطر عليها المليشيات وتقاتل الجيش الليبي على تخوم طرابلس فقط، غيرت من تكتيك القتل والاضطهاد، ضد مهجري تاورغاء، بعد توقيع الاتفاق.
وأشار التاورغي إلى أن مليشيات مصراتة حولت مدينة تاورغاء إلى مكب للنفايات والصرف الصحي والمخلفات الطبية الخطرة، بالمخالفة للأعراف والقوانين الليبية والدولية.
وكانت تاورغاء قد شهدت أعمال قتل وتهجير منذ عام 2011 على يد مليشيات مصراتة على خلفية دعمها كتائب نظام العقيد معمر القذافي ضد مليشيات مصراتة، إبان أحداث 17 فبراير/شباط 2011 واضطر نحو 40 ألف ليبي من مدينة تاورغاء للنزوح قسريا من مدينتهم الواقعة جنوب مدينة مصراتة والسكن لنحو 7 سنوات في مخيمات في منطقتي "بوابة العشرين" شرق سرت و"قرارة القطف" غرب بني وليد، أو في ضواحي العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي.
وأبرم اتفاق صلح بين مدينتي مصراتة وتاورغاء 4 يونيو/حزيران 2018، لإعادة أهالي الأخيرة المهجرين إلى مدينتهم.
وتنضم هذه الجريمة إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبتها المليشيات ضد الليبيين خلال تصديها لعملية الجيش الليبي، الرامية إلى تحرير ليبيا من المليشيات.