خبراء: مبادرة المنقوش "استقرار ليبيا" تفسدها المليشيات
أشاد خبراء ليبيون بمبادرة وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش "استقرار ليبيا" التي تعتزم طرحها خلال مؤتمر "برلين 2"، إلا أنهم شددوا على أن المليشيات ستفسدها.
مبادرة المنقوش، التي تتضمن رؤية محلية وأجندة زمنية للمصالحة والانتخابات، جاءت بمناسبة مرور 100 يوم على تولي الحكومة الليبية الجديدة برئاسة عبدالحميد دبيبة، مهامها، وقبيل توجهها لمؤتمر برلين الذي يعقد الأربعاء.
وقالت وزيرة الخارجية الليبية، إن "المبادرة تهدف ولأول مرة إلى أن يأخذ الشعب الليبي زمام أمره، ويقود بنفسه هذه العملية بالتعاون مع الدول المشاركة والداعمة لاستقرار بلادنا".
"مبادرة استقرار" في برلين 2.. خارطة ليبية للمصالحة والانتخابات
وستتضمن المبادرة -بحسب المنقوش- إنشاء مجموعة عمل دولية تترأسها ليبيا، على أن تعقد بصورة دورية على مستوى وزراء الخارجية "لدعم وتعزيز الرؤية الليبية لحل الأزمة، بما فيها تكريس السيادة الوطنية وتحرير القرار الليبي ودعم ومساندة السلطات الليبية في تنفيذ خططها السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية".
وحول ملف إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا الذي يشكل نقطة مركزية في أجندة لقاء برلين، لفتت وزيرة الخارجية إلى أن المبادرة ستعمل على خلق آليات تنفيذية لوضع برنامج زمني واضح لانسحاب هؤلاء.
وستركز المبادرة أيضا -بحسب المنقوش- على "خلق آليات تنفيذية لحل المشاكل الأمنية والاقتصادية، تهدف لتوحيد الجيش الليبي تحت قيادة واحدة، وتفعيل اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ شروطه".
جيدة ولكن
إلا أن خبراء ليبيين أكدوا صعوبة تحقيق تلك المبادرة، خاصة حل المشاكل الأمنية، وذلك بسبب تواجد المليشيات والمرتزقة في غرب ليبيا.
وأشاروا -في تصريحات لـ"العين الإخبارية"- إلى أنه يجب على وزيرة الخارجية، ومؤتمر "برلين 2" دعم الجيش الليبي لتحقيق الأمن والوصول إلى الانتخابات نهاية العام الجاري.
ووصف المحلل السياسي الليبي الدكتور مختار الجدال، المبادرة بـ"الجيدة"، ولكن يجب تنفيذها والعمل على إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية.
وتابع، أن خلق آليات تنفيذية لحل المشاكل الأمنية الموجود بالمبادرة صعب، لأنه سيصطدم بواقع المليشيات على الأرض.
ولفت إلى أن المنقوش تتعرض لحملة إعلامية من جماعة الإخوان الإرهابية، بسبب تصريحاتها ومطالبتها باعتبار الأتراك ضمن المرتزقة ويجب خروجهم.
المؤسسة العسكرية
ومن جانبه، قال عضو مجلس النواب الليبي الدكتور محمد العباني إن "برلين 2" يدفعه للإشادة بالمجهودات المتميزة للمنقوش، خاصة بعد مبادرتها.
وأضاف -في تصريحات لــ"العين الإخبارية"- أن الاستقرار في ليبيا ليس استثناء، مؤكدا أن استقرارا بلا مؤسسة عسكرية موحدة صعب، والقوة تكمن في أن يكون السلاح بيد الجيش فقط.
وأكد العباني أن وجود قوات عسكرية أجنبية ومرتزقة على الأرض لا يجعل الاستقرار ممكنا، لأن تلك المليشيات سوف تعوق الجيش في القيام بمهامه في محاربة الإرهاب، وحماية حدود الدولة.
وأشار إلى أن انتشار السلاح وتواجد الجماعات المسلحة خاصة تلك التي ترتبط بأيديولوجيات ودول أجنبية يعتبر عائقا أمام تحقيق الاستقرار، مؤكدا ضرورة حل الجماعات المسلحة ونزع سلاحها، وهو السبيل إلى الاستقرار.
وفي السياق ذاته، يرى الخبير العسكري الليبي محمد الترهوني أن تلك المبادرة خارجية، ويجب إقرارها من مؤتمر "برلين 2" أولا، واصفا إياها بأنها "حبر على ورق".
واستنكر الترهوني عدم وجود نوايا داخلية للجلوس داخل ليبيا من بعض الأطراف لحل الأزمة، مشيرا إلى وجود ضغوطات خارجية لإطلاق المبادرة وعدم التقيد بالمكتسبات الحقيقية في البلاد، منها القوات المسلحة التي حاربت الإرهاب وانتصرت عليه.
وأشار إلى أن المبادرة ليست لها القدرة على التأثير على قادة المليشيات في غرب البلاد، موضحا أنه رغم مرور عام ونصف على "برلين 1" فإن المرتزقة والقوات الأجنبية تنعم بخير البلاد.
وشدد الخبير العسكري الليبي على أن القوات المسلحة هي الوحيدة القادرة على إخراج المرتزقة وتفكيك المليشيات وبسط السيادة على الأراضي الليبية.
aXA6IDMuMTMzLjE1Ny4xMzMg جزيرة ام اند امز