في الأيام الماضية، أغلقت جمهورية التشاد حدودها مع ليبيا لعدة أسباب، لعل من بينها، وقف عمليات استخراج الذهب التي تتم بطريقة غير شرعية.
في الأيام الماضية، أغلقت جمهورية التشاد حدودها مع ليبيا لعدة أسباب، لعل من بينها وقف عمليات استخراج الذهب التي تتم بطريقة غير شرعية بهدف تمويل المتمردين، وكذلك قطع الطريق على قوافل المتمردين لتقديم المواد الغذائية القادمة من ليبيا، تلك القوافل التي تمولها تركيا وقطر بطريقة غير مباشرة. كما يهدف القرار أيضاً إلى طرد الجهاديين والمجرمين القادمين من ليبيا بعد عمليات التطهير بجنوب البلاد التي ينفذها الجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر.
بينما يواصل الجنرال حفتر طريقه نحو طرابلس مُعيداً الحياة إلى المناطق التي يسيطر عليها في الجنوب من خلال إجراءات ذات طابع أمني، اجتماعي واقتصادي وحتى في الحقول النفطية التي ما زالت معطلة حتى الآن نتيجة الموقف السلبي لحكومة طرابلس، نأمل بأن يكون طريق حفتر إلى طرابلس قصيراً ودون عنف
وبالتزامن مع إصدار تشاد قرارها، زار رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية خالد المشري بشكل مريب، قطر التقى خلالها بالأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني. وتأتي هذه الزيارة بعد أسبوع من زيارة السراج لأبوظبي. وحسب إعلامهم فإن الهدف من زيارة قطر كان "مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات السياسية على الساحتين العربية والدولية".
ولا يستحق هذا الخبر المزيد من التعليق، فنظام الدوحة لا يزال يعمل على تقويض استقرار ليبيا طمعاً بتقديم المتطرفين الإسلاميين إلى سدة الحكم ومن ثم تقديم الإخوان المسلمين كنموذج للحكم في أفريقيا، والمنطق العاقل يُحتّم على قطر تعديل سياساتها في الخارجية، وهو الأمر الذي تكابر على فعله معرّضةً بسياساتها أمن أوروبا للخطر من بوابتها الجنوبية (ليبيا)، وبما أن تغير المشهد في ليبيا لا يخدم الدوحة أعتقد أنها ستلجأ للعبث والتأثير على مناطق أخرى كتشاد والنيجر وبركينافاسو ومالي.
وفي نيجيريا، أعلن تنظيم "داعش" عن استخلاف زعيمه، أبو مصعب حبيب بن محمد بن يوسف البرناوي، الذي ظلّ على رأس التنظيم منذ سنة 2015، بزعيم جديد يُدعى، أبوعبد الله ابن عمر البرناوي. ولم يحظَ هذا الخبر بأي عناية على الرغم من أهميته. وقد أدى الزعيم السابق مهمة تنظيم داعش على أكمل وجه بتوسيع التنظيم ليشمل النيجر وتشاد والكاميرون، مُخلفاً عدداً من الضحايا يصعب تجاوزه، فلماذا يا ترى تم استبداله؟ هل لأنه لم يتمدد بما فيه الكفاية باتجاه مالي، بوركينافاسو، النيجر وتشاد؟ أم لأنه تقارب مع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي؟
وعلى أية حال، أي من الجوابين هو مبعث قلق، فاحتمال الوحدة مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في الشمال يعني أن منطقة غرب أفريقيا بالكامل ستكون خاضعة لسيطرة القاعدة، أما الاحتمال الثاني فيتمثل في كون تنظيم داعش يسعى للتوسع من نيجيريا إلى المغرب، ولا يساورني أدنى شك في أن القارئ قد وجد بعض التطابق مع مساعي هاتين الجماعتين الإرهابيتين.
وبينما يواصل الجنرال حفتر طريقه نحو طرابلس مُعيداً الحياة إلى المناطق التي يسيطر عليها في الجنوب من خلال إجراءات ذات طابع أمني، اجتماعي واقتصادي وحتى في الحقول النفطية التي ما زالت معطلة حتى الآن نتيجة الموقف السلبي لحكومة طرابلس، نأمل بأن يكون طريق حفتر إلى طرابلس قصيراً ودون عنف من أجل مصلحة ليبيا التي تعاني منذ سنة 2011 حروباً لا لزوم لها، وهي البلد الذي يمكن أن ينعم بالرفاه لأنه متكفٍ ذاتياً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة