سخرية ليبية من كلمة مصطفى صنع الله.. لماذا سكت على الفساد؟
لاقت الكلمة المصورة التي ظهر فيها مصطفى صنع الله أمس، سخرية واسعة في ليبيا، لأنه برهن على إجادته لعبة القفز للأمام.
ففي الكلمة المثيرة للجدل، وصف رئيس مؤسسة النفط الليبية مصطفى صنع الله، رئيس حكومة الوحدة الوطنية السابقة عبدالحميد الدبيبة بأنه "منتهي الولاية"، رغم أنه يتعامل معه ويعترف به رغم إقالته من قبل مجلس النواب (البرلمان).
وخلال كلمته أيضا، قال مصطفى صنع الله إن هناك "حكومة شرعية مكلفة من البرلمان"، في إشارة لحكومة فتحي باشاغا، ورغم ذلك لم يعترف مصطفى صنع الله بشرعية حكومة الأخير إلى الآن، في محاولة للقفز من مركب الدبيبة الغارق إلى مركب باشاغا.
ذلك الأمر، بحسب مراقبين، هو ما تعود عليه الرجل طوال الثماني سنوات التي جلس فيها على كرسي رئاسة مؤسسة النفط، إذ دأب على استخدام لعبة (القفز) لا سيما أن تلك الفترة شهدت العديد من الحكومات المتنافسة.
وخلال ذات الخطاب، كشف مصطفى صنع الله إخفاقات حكومة الدبيبة منتهية الولاية، وبدا منفعلا في حديثه بسبب تدني مستوى الخدمات في البلاد، ما أثار تساؤلات الليبيين: لماذا الآن؟ لماذا لم يتحدث عن فساد الدبيبة من قبل؟
وجاءت الإجابة على لسان نشطاء ليبيين خلال تعليقات عبر "فيس بوك" على الكلمة، مؤكدين أن انتقاد صنع الله للدبيبة جاء متأخرا؛ "لأن الأول منافق أحس بالخطر على منصبه"، في إشارة لـ"الأنانية العالية لدى الرجل الذي يدعي الوطنية في كلمته لتأليب الناس ضد قرار عزله".
لماذا الآن؟
نجلاء محمد، المدونة الليبية، قالت عبر صفحتها على "فيسبوك": "كتبت بوست (منشور) طويلا عريضا تفصيليا على صنع الله والدبيبة، بعدين تذكرت أنا في عطلة ولا أريد أن يعكر صفو مزاجي خصام بين سارقين عديمي الضمير والملة أحدهم ناكث عهد لا شرف له، والآخر تذكر الشعب المغلوب على أمره وأمواله المنهوبة لما وصلوله في خبيزته وبيطيروهاله (أي تهديد لقمة عيشه)".
وتقصد نجلاء بناكث العهد الدبيبة الذي تعهد بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية أمام ملتقى الحوار السياسي الذي منح الشرعية لحكومته قبل عام ونصف، ثم ترشح بعدها وقال إن ما تعهد به "مجرد التزام أخلاقي غير ملزم"، ما أدى في النهاية لفشل الانتخابات التي كان مزمعا عقدها في 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
في حين، تقصد بالشخص الآخر مصطفى صنع الله، الذي لم يهاجم الدبيبة في خطابه أمس، إلا بعد أن قرر الأخير عزله من منصبه في رئاسة هيئة النفط.
أما المحلل السياسي والكاتب أحمد الحسين التهامي فقد علق متهكما: "لولا قرار الدبيية راهو صنع الله لساتو مخبأ بالفصحى وما بنش علينا"، وبقصد أنه "لولا قرار إقالة صنع الله لكان الأخير إلى الآن يتصنع الاحترام ولم تظهر حقيقته للعيان".
8 مليارات دولار
أما الإعلامي والسياسي الليبي، محمود المصراتي، فقد علق على خطاب صنع الله، قائلا "خطاب الشعبوية والشماعات مشيه على (يقتنع به) الدهماء والبسطاء أما أنا ماياكلش عندي (لا أقتنع به)".
وقال المصراتي أيضا: "موقفي منه (أي صنع الله) لا علاقة له بكل ما هرطق به الليلة، موقفي منه كتبته منذ أسابيع وحملته مسؤولية أزمة إغلاق النفط وتوابعها الكارثية عندما كان هو والدبيبات (الدبيبة وأقاربه) سمن على عسل وإبراهيم الدبيبة (نجل الدبيبة المتحكم في كل شيء) بالنسبة له شاب نشيط وعبدالحميد (الدبيبة) رئيس ناجح حرك عجلة التنمية" .
كما تناول المصراتي قضية المبلغ (٨ مليارات دولار) الذي حوله صنع الله للدبيبة في 14 أبريل/نيسان الماضي من إيرادات النفط رغم تعليمات البرلمان القاضية بتجميد عوائد النفط ومنعها عن حكومة الدبيبة لكونها غير شرعية.
وفي خطابه أمس، أقر صنع الله بأن الدبيبة منتهي الولاية منذ سبتمبر/أيلول الماضي، أي قبل أن يحول رئيس مؤسسة النفط الأموال لرئيس الحكومة منتهي الولاية، بنحو سبع أشهر.
مسير من الخارج؟
وفي ذات السياق، علقت نجية بالحسن، الناشطة السياسية الليبية، قائلة عبر فيس بوك: "رب اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين"، في إشارة للخلاف بين عبد الحميد الدبيبة ومصطفى صنع الله.
ولم يتوقف الأمر عن ذلك، بل إن وزارة النفط بحكومة الدبيبة منتهية الولاية، علقت بنفسها على خطاب مصطفى صنع الله بذات الأمور التي تفطن لها الليبيون في الخطاب.
الوزارة منتهية الولاية قالت في بيان الخميس، إن ما جاء في كلمة مصطفى صنع الله "ادعاءات باطلة"، تساءلت "لو كان وطنيًا كما يدعي لماذا سكت عليها إلى اليوم؟".
وأعربت الوزارة منتهية الولاية عن أسفها "للأسلوب الذي ظهر به صنع الله، وهو أمر ليس بالجديد عليه في تعاملاته مع الجميع، وكل العاملين في هذا القطاع يعانون من هذه الممارسات والتعاملات السيئة من طرفه".
وأضافت: "كل العاملين في قطاع النفط يعلمون أن الرجل مسيّر من سفارات بعض الدول"، متابعا: "تكليف صنع الله كان غير قانوني وبصفة مؤقتة من وكيل وزارة لكنه استمر ثماني سنوات".
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuNCA= جزيرة ام اند امز