نفط ليبيا على أعتاب رقم قياسي جديد.. خطة استراتيجية تنفذها شركة أمريكية
لم تتوقف الإدارة الجديدة لقطاع النفط في ليبيا عند إصلاح ما أفسده مصطفى صنع الله فقط، بل تعدى طموحها لأبعد من ذلك بكثير.
وتمثل ذلك الطموح في إعلان رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط الجديد فرحات بن قدارة بداية تطوير خطة استراتيجية لقطاع النفط والغاز تستهدف زيادة الإنتاج إلى مليوني برميل يوميا وهو معدل لم يسبق للبلاد الوصول إليه حتى فترة استقرار القطاع ما قبل سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.
وجاء ذلك الإعلان من قبل فرحات بن قدارة خلال اجتماع في مدينة بنغازي شرقي البلاد ضم مجلس إدارة المؤسسة ورؤساء لجان الإدارة للشركات التابعة للمؤسسة والمدراء العموم ومدراء الإدارات للمؤسسة وفريق مكتب البرامج الاستراتيجية.
وبحسب بيان للمؤسسة الوطنية للنفط فقد أشار بن قدارة إلى "تعاقد المؤسسة مع شركة (كيرني) الأمريكية أحد أكبر بيوت الخبرة العالمية وإنشائها لمكتب البرامج الاستراتيجية الذي سيتولى تنفيذ هذه الخطة مع العديد من المبادرات والمشاريع والبرامج لقيادة وتطوير قطاع النفط والغاز في ليبيا بهدف التغيير ومواكبة التطورات التي جدّت على هذا القطاع في العالم".
وخلال الاجتماع أيضا قال بن قدارة وفق البيان "نمتلك رؤية طموحة للعودة بليبيا لمصاف الدول الرئيسية المنتجة للطاقة في العالم وللوصول لذلك يتطلب الأمر إحداث تغيير كبير في قطاع النفط والغاز مما يستلزم وضع الخطط الاستراتيجية المناسبة لنكون جاهزين في المستقبل آخذين بعين الاعتبار التغيرات والتحديات المحلية والدولية في قطاع الطاقة".
وتابع "المؤسسة تواجه تحديات أهمها اتجاه العالم إلى الطاقة البديلة والاستغناء عن النفط ولذلك جاءت أهمية إعداد خطة استراتيجية جديدة تهدف إلى الاستفادة من النفط وزيادة الإنتاج".
طموح ليبيا ورغبة أوروبا
قال الخبير الاقتصادي الليبي مراد الصابري لـ"العين الإخبارية" إن "الاستراتيجية المعلنة اليوم من قبل الإدارة الجديدة لقطاع النفط الليبي جاءت لتلبية طموح ليبيا ورغبة أوروبا".
وأضاف:"تطمح ليبيا لزيادة الإنتاج النفطي كون إيرادات بيعه تمثل أكثر من 90% من ميزانية البلاد، وذلك سيعود على المواطن بتحسن الوضع المعيشي المرتبط كليا بوضع النفط في ليبيا".
وأوضح أن، ارتفاع أسعار النفط عالميا أمر يجب أن يستغل لصالح ليبيا فهي معفية من قرار (أوبك) بخفض الإنتاج.
وتابع "قبل أيام ارتفعت أسعار النفط أكثر من 1% بعد إعلان روسي خفض إنتاج النفط الخام في مارس/أذار المقبل بنحو 5% من إجمالي إنتاجها وذلك ردا على فرض الاتحاد الأوروبي سقفا لأسعار النفط ومنتجاته".
أما عن أوروبا فقال الخبير الاقتصادي الليبي إن "أوروبا تضع ليبيا ضمن خططها الهادفة لتعويض النقص العالمي في الطاقة الذي تسببت فيه الحرب الروسية الأوكرانية ".
وأضاف مراد الصابري "الخطة المعلنة اليوم جاءت لصالح الشعب الليبي وأوروبا في وقت واحد كما أنها أيضا في صالح الإدارة الجديدة لقطاع النفط التي تنوي من خلال ذلك إثبات وجودها وحسن اختيار مجلس إدارة المؤسسة النفط الليبية".
وحاليا تنتج ليبيا نحو (مليون و200 ألف برميل يوميا) فيما بلغت أعلى معدلات الإنتاج قبل إسقاط نظام معمر القذافي عام 2011 نحو (مليون و600 ألف برميل يوميا).
وفي ليبيا لا يكاد يمضي أسبوع حتى تحقق القيادة الجديدة لقطاع النفط الليبي إنجازات جديدة في القطاع وذلك بعد الإطاحة بمصطفي صنع الله رئيس مؤسسة النفط السابق في 7 يوليو/ تموز الماضي على خلفية مطالبات أهالي المناطق النفطية الذين أغلقوا التصدير لمدة 3 أشهر بإقالته وهو الذي أدار القطاع لمدة 8 سنوات بالمخالفة للقانون الليبي.
وتعتبر ليبيا من الدول النفطية التي تمتلك احتياطيات كبيرة من النفط والغاز حيث تشير إحصائيات عام 2021 أن هناك احتياطي نفطي يقدر بنحو 48.4 مليار برميل الأمر الذي يجعلها صاحبة أكبر احتياطيات مؤكدة من النفط الخام في أفريقيا فيما تشغل الترتيب التاسع من حيث الأكثر امتلاكا للاحتياطيات عالميا بحصة 3%.
aXA6IDE4LjE5MS44Ny4xNTcg جزيرة ام اند امز