ليبيا وفلسطين ولبنان.. قطر ورحلات ترميم "الأذرع المنهارة"
الدوحة دفعت بسفراءها لبث سمومها في فلسطين ولبنان وليبيا، ودعم الكيانات التي تسعى لإطالة أمد عدم الاستقرار في المنطقة
تحركات دولية لإنقاذ القضية الفلسطينية، ومظاهرات قاسية لتطهير لبنان من سيطرة مليشيا حزب الله من جهة أخرى، ولكن وسط تضييق الخناق على أذرع إيران وتركيا في المنطقة، يظهر الدور القطري المعتاد في دعم تلك الكيانات ذات الأجندات الممولة.
فعلى مدار الأيام الماضية، دفعت الدوحة بمسؤوليها لبث سمومها في فلسطين ولبنان وليبيا، ودعم الكيانات التي تسعى لإطالة أمد عدم الاستقرار في المنطقة ونشر التطرف والإرهاب ونهب ثروات الشعوب.
العمادي في إسرائيل
في وقت سابق اليوم الثلاثاء، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن السفير القطري محمد العمادي وصل إلى إسرائيل، لدفع تمويلات قطرية لحركة حماس، وسيدخل قطاع غزة عبر معبر "إيرز" بيت حانون.
من جانبه قال المراسل بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، "وصل المبعوث القطري محمد العمادي إلى إسرائيل منذ حوالي ساعة، ومن المتوقع أن يلتقي مسؤولين أمنيين إسرائيليين".
وأشارت القناة في وقت سابق، إلى أن مصادر فلسطينية، أكدت أن قطر وعدت حماس بزيادة التمويلات القطرية من 25 مليون دولار إلى 40 مليون دولار، واستمرار التمويلات حتى مارس/آذار المقبل.
والشهر الماضي، كشف موقع إخباري إسرائيلي ناطق بالفرنسية، عن تنسيق قطري للسماح بدخول 25 مليون دولار من أموال تنظيم الحمدين، عبر معبر إيريز الفاصل، إلى حركة حماس في قطاع غزة، من أجل دفع رواتب أعضاء الحركة التي انقلبت على مؤسسات السلطة الشرعية، بقوة السلاح، منتصف عام 2007.
وتسعى قطر إلى إطالة أمد أزمة القضية الفلسطينية، وكانت السلطة الفلسطينية اشتكت مراراً من الاتصالات التي تجريها قطر مع إسرائيل وحركة حماس.
وقال عزام الأحمد عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة (فتح)، في وقت سابق، إن قطر تشق الصف وتسعى لتكريس الانقسام بين الفصائل بأموالها التي تدخلها عبر إسرائيل.
وأوعز جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، مؤخرا للنظام القطري بدفع الأموال لحركة "حماس" لوقف إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة.
وزير الخارجية يزور لبنان
اتهم مغردون لبنانيون وعرب، بينهم إعلاميون ومحللون سياسيون، حزب الله بالمسؤولية عن الانفجار الذي شهده مرفأ بيروت.
كما حملوا النظام القطري المسؤولية هو الآخر عن الانفجار وأرواح الضحايا الأبرياء والدمار الواسع الذي خلفه الانفجار، لدعمه وتمويله الحزب ومخططاته التخريبية.
فعلى أنقاض بيروت المدمرة، وصل وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن بن علي آل ثاني إلى لبنان، اليوم الثلاثاء، مطلقا الوعود بتقديم المساعدة، في زيارة وضعها المراقبون في خانة دعم "حزب الله" وحلفائه.
واعتبر المحلل السياسي الدكتور مكرم رباح، أن "الزيارة في ظاهرها التضامن مع الشعب اللبناني، لكن فعليا هي رسالة سياسية وتضامن مع ما يطلق عليه محور الممانعة وتحديدا حزب الله وحليفه رئيس الجمهورية ميشال عون".
وأكد رباح أن "الطرف القطري يلعب دورا سلبيا في السيادة اللبنانية بحيث يدعم بشكل مباشر حزب الله ولا يكترث للشعب اللبناني ولا للدولة اللبنانية بشكل عام".
وأضاف: "لا يخفى على أحد أن حزب الله يتلقى الدعم المالي الذي يأتي إلى لبنان لتجاوز العقوبات الأمريكية التي فرضت عليه".
ولفت إلى أن "قطر منحازة إلى حزب الله كما حركة حماس في فلسطين وهما قوائم الإرهاب"، مضيفا: "المساعدات التي تقول قطر إنها تقدمها - وستقدمها - هي لتقوية حزب الله والسلاح غير الشرعي على حساب الدولة اللبنانية".
وفي أبريل/نيسان 2017 أبرمت قطر صفقة مع "حزب الله" –الذي قام بدور الوسيط- للإفراج عن 26 صيادا، عدد منهم ينتمي للأسرة الحاكمة، تم اختطافهم أثناء رحلة صيد على الحدود السورية-العراقية، ودفعت الدوحة أكبر فدية في التاريخ لجماعات إرهابية بلغت مليار دولار.
والشهر الماضي،، كشفت صحيفة "دي تسايت" الألمانية، عن فضيحة تمويل قطر لحزب الله وتزويده بالسلاح، ومحاولاتها شراء صمت العميل "جايسون جي" الذي نفذ مهاما في العديد من دول العالم ومنها قطر.
وغداة انفجار بيروت كشف موقع "فوكس نيوز" الأمريكي، تفاصيل جديدة حول تمويل قطر لحزب الله الإرهابي.
وزير الدفاع يزور ليبيا
سيطرة للجيش الليبي على الأرض، وخطوط حمراء دولية للمليشيات في طرابلس، أسباب دفعت الدوحة للهرولة إلى طرابلس، التي زارها وزير الدفاع القطري خالد العطية، الأسبوع الماضي.
زيارة بحسب خبراء، جاءت لمحاولة إنقاذ فايز السراج، ورأب الصدع داخل المليشيات، بجانب تدشين حلف ضد جبهة السلام عن طريق المال القطري والمليشيات التركية.
وقال الخبير العسكري الليبي، العميد ركن شرف الدين سعيد العلواني، في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، إن اجتماع وزيري الدفاع القطري والتركي في طرابلس، محاولة لإنقاذ حكومة السراج من الانهيار، بعدما عصفت الخلافات بأركان حكومته.
اجتماع مشبوهة، بين وزيرا الدفاع القطري والتركي في العاصمة الليبية طرابلس، بعدد من المسؤولين الليبيين، للاتفاق على تحويل ميناء مصراتة إلى قاعدة بحرية عسكرية للسفن التركية العاملة شرقي المتوسط.
ورغم محاولة الدوحة إنقاذ حلفائها في المنطقة من الانهيار، آثارت تلك الزيارة ردود فعل ساخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول مغردون بينهم قطريون صورا يظهر فيها وزير الدفاع التركي يتصدر المشهد ويلقي كلمة وسط مجموعة من الجنود فيما يقف نظيره القطري في الصفوف الخلفية دون مراعاة لأي بروتوكولات أو تقدير لمنصبه.
وأعربوا عن استغرابهم من قبول الوزراء القطريين إهانات من نظرائهم الأتراك، رغم أن قطر هي من تتولى دفع فاتورة فشل سياسات أنقرة، معتبرين أن أنقرة حولت وزير "دفاع" قطر لوزير "دفع" الأموال.
aXA6IDE4LjIxOS4yNTMuMTk5IA== جزيرة ام اند امز