"العمالة الآسيوية" تفضح مأساة التشغيل في قطر.. "عمل بلا أجر"
العمالة الأجنبية في قطر وفي مقدمتها الآسيوية تعيش أوضاعا مأساوية دفعت بهم لتنظيم وقفات احتجاجية أمام سفارات بلادهم
تتفاقم أزمات العمالة الأجنبية في قطر، خاصة الآسيوية منها، في ظل تردي الأوضاع وسوء المعاملة، وفي الوقت الذي فشلت فيه كل الحلول لم يجد هؤلاء سبيلا سوى تنظيم وقفات احتجاج أمام سفارات بلادهم.
ودعا المئات من العمالة الآسيوية سفارات بلادهم لانتشالهم من الانتهاكات الصحية والاقتصادية والمعيشية من جانب حكومة قطر وأرباب العمل.
وللعام العاشر على التوالي، تنتقد مؤسسات ومنظمات دولية منها "هيومن رايتس ووتش"، في تقاريرها الدورية، انتهاك حقوق العمالة الأجنبية في قطر العاملة في بناء منشآت كأس العالم.
وأظهرت أحدث تلك التقارير فشل قطر في حماية العمالة الأجنبية لديها خاصة تلك العاملة بمنشآت كأس العالم، فقد بينت عمليات الاستقصاء للمنظمة أن جهود الحكومة وأرباب العمل في تلك المنشآت لم تكن كافية لتلبية الحد الأدنى من الحقوق العمالية.
باكستان
الشهر الماضي،قال مسؤولون باكستانيون، إن إسلام أباد تدخلت نيابة عن مواطنيها في قطر الذين يعملون في تشييد منشآت كأس العالم لكرة القدم لمطالبة الدوحة بمعالجة قضايا الأجور.
ويبلغ إجمالي عدد العمالة الباكستانية في قطر نحو 150 ألف عامل ، وفقاً للمدير العام لمكتب الهجرة والباكستانيين في الخارج كاشف أحمد نور، في تصريحات صحفية سابقة.
ولم يتسلم العمال أجورهم منذ 4 أشهر، بحسب ما نشرته وسائل إعلام محلية في إسلام أباد، فيما ذكر نور، أن السلطات القطرية توقفت عن الدفع لبعض الشركات، بما في ذلك "ديسكون"، وهي شركة متعددة الجنسيات مقرها باكستان، والتي نقلت العديد من العمال إلى الدوحة.
وأزمة توقف الأجور ليست جديدة على الدوحة، إذ اعترفت قطر في 2019 بعدم قدرتها على توفير أجور العمالة الأجنبية، ما يؤكد فشل التعتيم الإعلامي الذي تمارسه قطر ضد إضرابات تنفذها قوى عاملة في عدد ضخم من المشروعات، لأسباب مرتبطة بحقوق العمالة الأساسية وأجورهم.
بنجلاديش
منذ 2018، تصاعدت مطالبات الأوساط الشعبية والرسمية في بنجلاديش لإنقاذ عمال هذا البلد من الويلات الناجمة عن العمل في قطر، وضرورة التحرك من جانب الحكومة لإنهاء معاناة العمالة.
وتعتبر العمالة القادمة من بنجلاديش الأكبر في قطر، إذ يقدر عددهم 400 ألف شخص، يتم تشغيلهم في الغالب في أعمال يدوية مرتبطة بقطاع الإنشاءات في كثير من الأحيان، والنسبة الأكبر منهم يعملون في منشآت كأس العالم.
وفي تقرير شديد اللهجة نشرته صحيفة "ذا نيو نيشن" العام الماضي، أكدت الصحيفة أنه على الحكومة في بنجلاديش القيام بـ "ترتيباتٍ عاجلة لإنقاذ العمال المهاجرين في قطر"، الذين تفيد المنظمات الحقوقية الدولية بأنهم يشكلون - مع نظرائهم النيباليين - غالبية ضحايا ممارسات العمل القسري، والعمل بالسخرة.
الفلبين
وفي مايو/ أيار الماضي، قال آلان تيمبايان السفير الفلبيني في قطر، إن معيشة أكثر من 5 آلاف عامل من بلاده في قطر قد تأثرت بسبب أزمة وباء كورونا بعد تشريد 1645 منهم، وفقاً لتصريحات نقلها موقع "انكوارير.نت".
وأوضح السفير، أن نحو 4055 عامل من الفلببن فى قطر قد طلب منهم الحصول على إجازة إجبارية بسبب الوباء، ما دفع السفير إلى مناشدة مواطني بلاده إتباع تعليمات السلطات المحلية في ظل الأزمة الحالية.
وكان معهد الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكي قد اتهم قطر فى تقرير له بسوء استغلال العمال، وسط تفشي فيروس كورونا، حيث باتت قطر أكثر دولة ينتشر فيها الفيروس نسبة إلى عدد السكان فيها، وكشف التقرير أن قطر مازالت تحتجز العمالة فى ظروف بائسة بحجة مكافحة الفيروس.
الهند
في مايو الماضي،توسل عمال هنود لسفارة بلادهم في الدوحة من أجل الحصول على تذكرة للفرار من ويلات أصحاب الأعمال في قطر، وتعج السفارة يوميا منذ ذلك الوقت بأفراد الجالية الذين يرغبون في العودة إلى بلدهم، بعد تفشي وباء كورونا بشكل خطير في قطر.
موقع "أون مانوراما" الهندي الناطق باللغة الإنجليزية، قال إن الحكومة الهندية أطلقت في 7 مايو الماضي برنامجاً لإجلاء العالقين في الدولة الخليجية، وتمكنت من إعادة حوالي 12 ألف شخص حتى الآن.
وقال التقرير إن حوالي 45 ألفاً من الجالية الهندية سجلوا للعودة إلى بلدهم .
والوضع بالنسبة للجالية الهندية والآلاف ممن يرغبون في مغادرة قطر، جاء بعد تقارير تؤكد تفشي الوباء بين العمالة الآسيوية بسبب الإهمال الحكومي لهذه الفئات منذ بداية الأزمة.
وقال مايكل بيج نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "سنت قطر بعض القوانين لحماية العمال الوافدين، لكن يبدو أن السلطات مهتمة بالترويج لهذه الإصلاحات الطفيفة في وسائل الإعلام أكثر من إنجاحها".