بعد شراكة نصف قرن.. أكبر شركة أسمدة في العالم تفر من قطر
يارا تستكمل بيع حصتها في كافكو القطرية بقيمة مليار دولار.
في مؤشر جديد على أن السوق القطرية أصبحت طاردة للاستثمارات الأجنبية، كشفت أكبر شركة عالمية في مجال صناعة الأسمدة، اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل تخارجها من أسواق الدوحة.
وقالت شركة يارا النرويجية إنها استكملت عملية بيع حصتها في شركة قطرة للأسمدة ( كافكو) التي طال انتظارها.
وحسب وكالة رويترز، فقد اتفقت يارا في مارس/آذار الماضي على بيع حصتها البالغة 25% في كافكو إلى شركة قطر للبترول مقابل مليار دولار.
- قطر للبترول تضاعف آلام العاملين بها.. فصل وتشريد المئات
- بعد تسريح العمال.. "قطر للبترول" تضطر للتقشف وتضحي بثلث ميزانيتها
وبإتمام الصفقة، المرهونة بموافقة جهات تنظيمية ولم تحصل عليها إلى الآن، تتخارج يارا الترويجية من الشراكة التي بدأت قبل أكثر من 50 عاما.
ويوم الأحد، كانت شركة صناعات قطر قد أعلنت عن استحواذها على حصة قطر للبترول البالغة 25% في شركة قطر للأسمدة الكيماوية (كافكو) لتصبح صناعات قطر مالكاً لكامل أسهم شركة كافكو.
ولم تصمد شركة قطر للبترول، المملوكة للحكومة، أمام تراجع أسعار النفط وانكشفت سريعا هياكلها المالية المختلة بفعل سنوات من الإدارة غير المقنعة، ما دفعها لبيع حصتها في كافكو إلى صناعات قطر لتدبير السيولة.
كما لجأت إلى زيادة أسعار البيع الرسمية لشحنات النفط لشهر أغسطس/آب الجاري، وقلصت إنفاقها وتكاليف التشغيل نحو 30% هذا العام.
ووفقا لبيانات رسمية فقد، تراجعت أرباح شركة صناعات قطر بنهاية النصف الأول من العام الجاري بنسبة 67% على أساس سنوي إلى نحو 458 مليون ريال.
وقطعت كلٌ من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في يونيو/حزيران 2017، العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع قطر، بسبب دعم الدوحة للإرهاب؛ ما أثر في اقتصادها سلبا ومؤشراته وقطاعاته، ودفع نحو تذبذب وفرة السيولة لدى الحكومة والبنوك العاملة في السوق المحلية.
وعانت الأسواق القطرية بما فيها الحكومة، خلال الفترة الماضية، من تراجع متسارع في وفرة السيولة خاصة الأجنبية منها، ما دفع وزارة المالية ومصرف قطر المركزي للتوجه إلى أسواق الدين الدولية لتوفير السيولة.
وصعد إجمالي الدين العام الخارجي المستحق على الحكومة القطرية بنسبة 25.3% على أساس سنوي خلال 2019، ارتفاعا من قرابة 156.4 مليار ريال قطري (42.9 مليار دولار أمريكي)، مسجلة خلال العام السابق له 2018، وفق بيانات رسمية.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، أعلنت قطر رسميا عن إصدار سندات وبيعها في الأسواق الدولية بقيمة إجمالية 10 مليارات دولار، وهو ثاني أعلى رقم إصدار سندات في تاريخها، وسط تراجع حاد في إيراداتها.