مطالبات بعقوبات رادعة.. طلاب ليبيا بين الحرب والاعتداءات الجسدية في المدارس
ألم يكفهم الحرب والدمار والحرمان من الكتاب، بل تحول الأمر في بلادهم إلى العقوبات الجسدية عليهم في مدارسهم غرب ليبيا.
وتعرض العديد من الأطفال في مدرسة "أحفاد المجاهدين" بمنطقة سوق الجمعة، شرق العاصمة طرابلس غربي ليبيا لاعتداءات جسدية على يد مدير المدرسة.
وأفادت مصادر من أولياء الأمور لـ"العين الإخبارية" بأن المدير أهان الطلاب عبر رصهم على الأرض على بطونهم وضرب آخرين بالعصا.
معاقبه جماعية
وأشار أولياء الأمور، الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم خوفاً من بطش المدير أو استهداف أبنائهم، إلى أن المدير زعم أنه عاقب الطلاب جماعياً بسبب كلمة بذيئة في حق إحدى معلمات المدرسة من قبل البعض منهم، على حد قوله.
وأكد أولياء الأمور رفضهم أي سلوك غير سوي من أي طالب ضد معلمه، "إلا أننا في الوقت ذاته ندين مخالفة اللوائح والقوانين التي تنظم العملية التعليمية من قبل المعلمين".
ومن جانبها، استنكرت وزارة التعليم في حكومة تيسير الأعمال تعرض الطلاب في مدرسة أحفاد المجاهدين قيام مدير المدرسة بتلك الأفعال".
استنكار الوزارة
ودعت الوزارة، في بيان لها، كل الطلبة وأولياء أمورهم إلى تقديم الشكاوى، والتبليغ عن أيّ عُقوبات جسدية يتعرّض لها الطلبة لدى المُراقبات التابعين لها، مشددة على المُراقبات اتخاذ كل الإجراءات اللازمة بخصوص هذه الشكاوى، ومكاتب المُتابعة بالمُراقبات موافاة الوزارة بتقارير دورية بخصوص هذا الأمر.
وصرحت الوزارة بتلقيها شكوى حول تناقل بعض من صفحات التواصل الاجتماعي لصور توضح تعرض عدد من طلاب مدرسة أحفاد المجاهدين الثانوية التابعة لمراقبة التعليم سوق الجمعة لعقاب جسدي من قبل مدير المدرسة الأستاذ “مصطفى المرجيني”.
قانون العقوبات الليبي
ورأى أمين المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا، الدكتور عبدالمنعم الحر، أن ذلك اعتداء ويجب معاقبته، يجب إحالته إلى التحقيق وتطبيق المادة ٨٧٠ -٨٧٩- ٨٨٠ من قانون العقوبات الليبي.
وأضاف الحر لـ"العين الإخبارية" أن ذلك إهانة للكرامة الإنسانية للطلبة، ويجب معاقبته إداريا من قبل وزارة التعليم وقانونا من قبل الجهاز القضائي.
وبين أن المنظمة تدين ذلك وندعو لتظافر الجهود للحد من هذه الأفعال المشينة بكرامة الإنسان، داعياً لتعزيز المسألة وحالته للتحقيق ويجب عرض الطلبة على الطب الشرعي للبث في ذلك وتحميله المسؤولية.
ومن جانبه علق، مدير مؤسسة رواحل لبناء الإنسان علاء الدين عبد الله عزالدين إن تعرض الطلاب مدرسة "أحفاد المجاهدين" للتنمر والعقاب الجسدي ليس بجديد.
وأضاف عز الدين في تدوينة له على موقع "فيسبوك" أن هناك العديد من الحالات الأخرى التي لم يتم التركيز عليها مثل "معلمة مرحلة ثانوية تنعت طالباتها بكلمات يستحي الإنسان من ذكرها أقلها: مبردك، أنتِ قليلة أدب، أنتِ غبية، بري درقي وجهك من عليّ".