الذكرى الـ6 لثورة ليبيا.. بأي حال عدت يا "17 فبراير"؟
6 سنوات مرت على إنهاء عهد العقيد الليبي معمر القذافي واندلاع الثورة الليبية، ومازالت هذه البقعة الواقعة شمال القارة الإفريقية مشتعلة.
6 سنوات مرت على إنهاء عهد العقيد الليبي معمر القذافي واندلاع الثورة الليبية، وتظل هذه البقعة الواقعة شمال القارة الإفريقية مشتعلة على مدار هذه السنوات لم تهدأ نيرانها لحظة، والعالم يترقب لحظة صفاء تنصلح فيها الأحوال وينضم الجميع إلى طاولة حوار واحدة أملاً في إعادة الاستقرار، لكن من الناحية التحليلية البحتة كيف أصبحت ليبيا بعد مرور 6 سنوات على ثورة شعبها، وما الحل لإعادة الاستقرار إلى أرضها.
بادرة أمل
كامل العبد الله الباحث الليبي يؤكد أنه بعد 6 سنوات على الثورة في بلاده محصلة المشهد الآن تُلخص في عبارة قصيرة هي "ليبيا الفوضى".
وأوضح في تصريح خاص لـ"العين" أن المشهد فوضوي ويعاني من سيولة أمنية غير مسبوقة وأطراف كثيرة فاعلة تصدر آراء وقرارات من الداخل والخارج، كلها أذكت الصراع في المشهد الليبي.
وقال إن ليبيا ستستقر عندما تقرر الأطراف الداخلية كلها الجلوس والحوار فوق أرضها، ولفت أيضاً إلى ضرورة أن يوجه دعماً قوياً للكيانات الداخلية التي تعمل على إحلال المصالحة الوطنية بالداخل، وربما لو اجتمعت الأطراف واتفقت وشكلت نموذجاً آمناً "عسكرياً وسياسياً واجتماعياً" تكون هذه بداية احلال الاستقرار، ليتم تعميم النموذج على جميع المدن الليبية.
من جانبه، يؤكد زياد عقل موسى، الباحث بالشأن الليبي إن الذكرى السادسة لثورة 17 فبراير تحمل بادرة أمل لرسم خارطة طريق تحمل ليبيا إلى منطقة استقرار، فالوساطة المصرية وعملها على تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية الداخلية ربما تحمل هذا الشعاع المضيء، إلا أن التفكك الداخلي يولد خوفاً من عدم اكتمال هذه المرحلة، فاليوم لم يعد شيئاً مضموناً في ليبيا بسبب هذا التفكك.
وعن فشل الوساطات طيلة السنوات الماضية، قال عقل، في تصريح خاص لـ"العين"، إنه ربما يعود ذلك إلى أن المصالح الإقليمية خاصة بين مصر والجزائر لم تكن مشتركة، بالإضافة إلى أن النخبة الليبية "غير خبيرة" ومعتمدة على معارضة المهجر، فعادة ما كانت تفشل جهود التسوية.
دستور 51
الدبلوماسي محمد فايز جبريل، سفير ليبيا السابق بالقاهرة، يؤكد أن الحل الوحيد يكمن العودة للدولة الليبية الأولى وإنشاء دولة اليوم على نفس الطريقة، وهو ما يتحقق بإعمال دستور 1951م.
يقول جبريل، إن الدساتير تضعها المجتمعات المستقرة، والمشهد الحالي في ليبيا لا يرجى منه وضع دستور متزن خاصة مع فشل جهود التسوية، فلا ضرر من العودة إلى دولة ما قبل القذافي حتى تستقر الأوضاع بما يمكن الليبيين بعد ذلك من صياغة دستور جديد.
وأوضح جبريل في تصريحات خاصة لـ"العين" أن دستور 51 كان نتيجة كفاح وجهد وتضحيات من الشعب الليبي بذلها في الفترة ما بين 1911 وحتى 1951، وهي فترة كفاح لا يستهان بها رفض فيها الشعب الليبي الاحتلال الإيطالي، والعودة لهذا الدستور تضع ليبيا على أولى خطوات الحل الجذري لأزمتها.
وعن أسباب فشل جهود التسوية على مدار السنوات الـ6 الماضية من وجهة نظره، قال جبريل، إن الشعب الليبي حتى هذه اللحظة لا يمتلك رؤية، فلم يكن تثقيف الشعب سياسياً هدفاً للحكام السابقين، لذلك بات شعباً بلا رؤية، بل وغير قادر على الحوار، إلا أن المعاناة الضخمة التي عاشها الشعب الليبي بنخبه السياسية، بما فيها من طرق مسدودة وتشتت كبير سترفع درجة الوعي لديهم جميعاً والوقت كفيل بدفعهم لقبول الحوار والتسوية وإعادة ليبيا مملكة مستقرة.
aXA6IDMuMTM1LjIxOS4xNTMg جزيرة ام اند امز