كرنفال ليبيا التراثي.. الصحراء تجمع ما فرقته السياسة

في مشهد من مشاهد تفرد ليبيا الثقافي والاجتماعي وقدرتها على ابتكار صيغ من المصالحة السياسية عبر الموروث المشترك شهدت مدينة أوباري انطلاق مسابقات تصفيات كرنفال ليبيا التراثي من خلال مسابقات المهاري (الهجن ).
أطلقت اللجنة المنظمة لتصفيات سباق المهاري (الهجن) أمس الأربعاء فعاليات كرنفال ليبيا التراثي في نسخته الثانية بمدينة أوباري، وسط مشاركة واسعة من الأندية والجمعيات المهتمة برياضة الهجن من مختلف مناطق البلاد، ضمن توجه متزايد لترميم الجسور الثقافية بين الليبيين عبر الموروث الذي جمعهم منذ القدم.
وشهدت التصفيات مشاركات من مختلف مدن ليبيا وأقاليمها ومن مختلف المكونات الاجتماعية عرب وطوارق وتبو وأمازيغ في دلالة على وحدة الليبيين وإمكانية تجاوز الانقسامات السياسية والخلافات.
وتجاوزت أعداد المهاري المسجلة للمشاركة حتى الآن 215 مهريا يمرّون بمراحل تشمل التسجيل الرسمي الترقيم الفحص البيطري مطابقة بيانات الملكية، إلى جانب اختبارات فنية للتصنيف، كما يُنفَّذ برنامج رقابي فحوصات عشوائية لضمان الالتزام باللوائح وحماية المهاري، وستتواصل التصفيات بمدينة غات يوم 10 أكتوبر، وبلدية القطرون يوم 12 أكتوبر.
إحياء الموروث
ويُعدّ كرنفال ليبيا التراثي من المبادرات التي تهدف إلى استحضار الموروث الشعبي والثقافي الليبي وربطه بالحياة المعاصرة عبر مسابقات فروسية وهجن وصيد وقد انطلقت النسخة الأولى في نوفمبر 2024 بمدينة بنغازي، تحت رعاية رئاسة أركان القوات البرية، وشاركت فيها مسابقات الصيد البري والطيور الجارحة والخيل والهجن.