ليبيا.. هدوء حذر في طرابلس وسط انتشار للآليات المسلحة
ساد هدوء حذر طرابلس، بعد اشتباكات بين عناصر المليشيات، ردا على دخول رئيس الحكومة فتحي باشاغا إلى العاصمة الليبية قبل أن يغادرها "حقنا للدماء".
وشهدت عدة أحياء ومناطق بالعاصمة الليبية اشتباكات متقطعة وإطلاق نار بين بعض المليشيات الموالية لرئيس الحكومة المنتهية ولايته عبدالحميد الدبيبة والقوات التي تؤمن المقار بعد تسلم باشاغا.
وكشفت مصادر ليبية، عن عودة الهدوء للمدينة بعد انتشار مجموعات تابعة لما يعرف باللواء 444 قتال.
وأضافت المصادر لـ"العين الإخبارية" أن لواء 444 تواصل مع باشاغا والدبيبة لوقف الاشتباكات لحقن الدماء.
وتابع المصدر أن قادة ما يعرف باللواء 444 قتال وجدوا تجاوبًا كبيرًا من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية مع مبادرة حقن الدماء لمنع انجرار العاصمة إلى القتال.
وبعد نهاية الاشتباكات وخروج رئيس الحكومة إلى جنوب طرابلس، انتشرت مدرعات وعربيات مسلحة تابعة لـ"اللواء 444 قتال" لحماية المدينة ومنع عود القتال مرة أخرى حرصا أرواح المدنيين.
وفي السياق ذاته، واصلت المليشيات المسلحة التابعة للدبيبة بالتحشيد بعدة مناطق بطرابلس تحسباً لعودة باشاغا مرة أخرى.
حفاظاً على المدنيين
وفي وقت سابق من اليوم، كشف باشاغا تفاصيل التصعيد العسكري الذي شهدته طرابلس بعد دخوله لها.
وأوضح أنه فوجئ بالتصعيد العسكري الخطير الذي أقدمت عليه مجموعات مسلحة تابعة للحكومة منتهية الولاية، والمتمسك بالسلطة، عبدالحميد الدبيبة.
وأكد رئيس الحكومة الليبية أنه دخل إلى العاصمة طرابلس بشكل سلمي دون استخدام العنف وقوة السلاح.
بيّن باشاغا في تغريدات عبر تويتر، أنه فور دخوله العاصمة طرابلس استقبله أهلها بالترحاب.
وأضاف: "جئنا بالسلام وللسلام وبالحكمة وتغليب المصلحة الوطنية.. نزعنا فتيل الفتنة ولم نرض بمجاراة الخارجين عن القانون وتعريض المدنيين للخطر".
وشدد على أن سلوكيات حكومة الدبيبة المنتهية، والهستيرية ومواجهتهم للسلام بالعنف والسلاح دليل قاطع على أنها ساقطة وطنياً وأخلاقياً ولا تمتلك أي مصداقية لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة.
الامتناع عن العنف
ونبه إلى أنه ليس طالبا للسلطة بل عاقد العزم على بناء دولة مدنية ديمقراطية ذات سلطة منتخبة، يسودها القانون ولا يحكمها منطق العنف والفوضى.
وكانت كل من البعثة الأممية والسفارة الأمريكية دعتا لضبط النفس والتأكيد على أهمية الحوار والتفاوض.
وقالت السفارة الأمريكية في ليبيا إن "الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن اشتباكات مسلحة في طرابلس".
وأضافت: "نحث جميع الجماعات المسلحة على الامتناع عن العنف وعلى القادة السياسيين أن يدركوا أنّ الاستيلاء على السلطة أو الاحتفاظ بها من خلال العنف لن يؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بشعب ليبيا".