انسحابات مليشياوية من شوارع طرابلس.. هل تلتقط عاصمة ليبيا أنفاسها؟

انسحاب مليشيات وإخلاء معسكرات وتحريك مدرعات.. تعيش العاصمة الليبية طرابلس على وقع تطورات ميدانية متسارعة.
هذا المشهد يفتح باب التساؤلات حول طبيعة هذه الخطوات وجدواها ومدى تأثيرها على الوضع الأمني في العاصمة، هل هي بداية لمرحلة تهدئة أم مجرد إعادة تموضع تمهيدًا لمواجهات جديدة؟
ففي تصريحات لـ"العين الإخبارية"، كشف مصدر عسكري ليبي، عن بدء تجهيزات لإخلاء معسكر 7 أبريل الواقع في منطقة السواني بطرابلس، ضمن ترتيبات أمنية وتنظيمية تشهدها العاصمة خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح المصدر أن عملية الإخلاء تشمل قوات تابعة لمدينة الزنتان وأخرى من مدينة الزاوية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار إعادة توزيع وانتشار للقوات بما ينسجم مع الترتيبات الجارية لخفض التوتر في بعض المناطق الحساسة.
وفي السياق ذاته، أكد المصدر رصد تجمع عدد من المدرعات بطريق المطار بعد انسحابها من مواقعها داخل طرابلس، في خطوة قال إنها جزء من إعادة التموضع الميداني وتنظيم الحركة العسكرية بالعاصمة.
إعادة تموضع
ويرى المحلل العسكري الليبي محمد الترهوني، أن ما تشهده العاصمة طرابلس حاليًا من تحركات عسكرية ليس انسحابًا بالمعنى التقليدي، وإنما هو "إعادة تموضع" للقوات استعدادًا لجولة جديدة من المواجهات.
وأوضح الترهوني في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن ما يحدث يُعَد محاولة من رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة لإعادة ضبط الوضع الأمني داخل العاصمة، عبر منح الأطراف المتصارعة فترة زمنية لإعادة ترتيب أوراقها، مشيرًا إلى أن المسألة لا تتعلق بتهدئة حقيقية بقدر ما هي إعادة توزيع للقوة.
وأضاف المحلل العسكري الليبي أن القوات القادمة من مدينة مصراتة والمتمركزة حاليًا في طرابلس لم تتحرك لأهداف سياسية عامة، بل لإقصاء الخصوم السياسيين للدبيبة، مؤكدًا أن هذه التحركات تعكس سيناريو جديدًا يهدف إلى خلق أزمة داخل العاصمة لإطالة عمر حكومة الدبيبة في ظل اقتراب انتهاء مهلة البعثة الأممية وتشكيل حكومة بديلة.
وشدد الترهوني على أن كل هذه المؤشرات تدل على أن طرابلس مقبلة على مشهد أمني معقد، قد يكون مقدمة لمواجهة جديدة بين التشكيلات المسلحة المتصارعة.
اتفاق خفض التصعيد
وبعد أشهر من التصعيد، والحشد العسكري، توصلت الأطراف المتصارعة في العاصمة الليبية طرابلس، لاتفاق مبدئي من شأنه تجنيب البلاد حربا جديدة، في 14 سبتمبر/أيلول الماضي، يقضي بخروج الردع من مطار معيتيقة، على أن تتولى كتيبة أمن المطار التابعة لرئاسة الأركان مهمة تأمينه.
ونص الاتفاق على انسحاب القوات العسكرية التي دخلت العاصمة من خارجها وعودتها إلى مواقعها الأصلية خلال أسبوع من توقيعه، وتعيين آمر جديد لجهاز الشرطة القضائية محل الآمر السابق، على أن يكون شخصية توافقية.
فوضى السلاح
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، غرقت ليبيا في دوامة من الفوضى، حيث تشير تقديرات غير رسمية إلى وجود أكثر من 29 مليون قطعة سلاح خارج سيطرة الدولة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTYg
جزيرة ام اند امز