ليبيا تعتمد خطة المرحلة الثالثة للانتخابات البلدية.. خطوات رغم التحديات

المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا تعتمد الخطة الزمنية لانتخابات «المجموعة الثالثة» للمجالس البلدية.
جاء ذلك خلال اجتماع موسع عقده، الثلاثاء، رئيس مجلس المفوضية عماد السايح، ضم مدراء الإدارات الفنية ورؤساء الأقسام التابعة لها، إلى جانب ممثلين عن مشروع دعم الانتخابات في ليبيا.
وبحسب بيان نشرته الهيئة عبر حسابها الرسمي بموقع فيسبوك، ناقش الاجتماع الخطة الزمنية الخاصة بإجراء انتخابات المجالس البلدية ( المجموعة الثالثة - 2025).
ويشمل ذلك مراحل العملية الانتخابية بدءا من التحضيرات الفنية واللوجستية، وبرامج التوعية والتواصل مع الناخبين، وصولا إلى الإجراءات المتعلقة بالترشيح والاقتراع وإعلان النتائج.
وجرى خلال الاجتماع اعتماد الجدول الزمني للعملية الانتخابية الخاصة بانتخاب المجالس البلدية المجموعة الثالثة.
كما تطرق الاجتماع إلى تقييم التجارب السابقة في انتخابات المجموعتين الأولى والثانية، بهدف الاستفادة من الدروس المستخلصة وتعزيز الجاهزية، مع التأكيد على أهمية التنسيق بين إدارات وأقسام المفوضية لضمان إنجاز الاستحقاق وفق أعلى معايير النزاهة والشفافية.
ونقل البيان عن رئيس المجلس تأكيده خلال الاجتماع على أن المفوضية ماضية في خططها لتنفيذ الاستحقاقات الانتخابية وفق الجدول الزمني المحدد، مشيدا بالدعم الفني المقدم من شركاء العملية الانتخابية، وفي مقدمتهم مشروع دعم الانتخابات في ليبيا.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار المتابعة الدورية من قبل مجلس المفوضية للخطط التنفيذية والوقوف على مدى جاهزية الإدارات الفنية لتنفيذ الاستحقاق الانتخابي المقبل.
كما تأتي هذه التطورات ضمن تحركات متصاعدة لتعزيز الممارسة الديمقراطية المحلية في البلاد، والتي ينظر إليها كثيرون كأرضية تمهيدية نحو الانتخابات العامة المنتظرة والمؤجلة منذ سنوات، بفعل التعقيدات السياسية والأمنية التي تعيشها ليبيا.
نجاح.. رغم التحديات
المرحلتان الأولى والثانية من انتخابات المجالس البلدية، اللتان نُفذتا خلال عامي 2024 و2025، لاقتا إشادة محلية ودولية واسعة، رغم ما شابهما من خروقات أمنية محدودة ومخالفات إجرائية لم تؤثر على المسار العام للعملية.
ويرى مراقبون للعملية الانتخابية في تقارير سابقة أن هذه الانتخابات تعد خطوة متقدمة في إرساء ثقافة الاقتراع المحلي، خصوصاً في ظل بيئة سياسية مضطربة ومحاولات متعددة لعرقلة المسار الانتخابي من قبل أطراف غير راغبة في التداول السلمي للسلطة.
وبحسب تقارير المراقبة المحلية والدولية، فقد نجحت المفوضية في تجاوز تحديات لوجستية وأمنية كبيرة، وتمكنت من تنفيذ الانتخابات في مناطق متفرقة من البلاد، بما فيها مناطق تشهد توتراً أمنياً متقطعاً، ما اعتُبر دليلاً على تنامي ثقة الناخب الليبي بالمؤسسات الانتخابية.
محطة تمهيدية
ويرى رئيس حزب ليبيا الكرامة، وأستاذ العلوم السياسية الليبي يوسف الفارسي، أن الانتخابات المحلية البلدية ليست سوى جزء من خارطة طريق أوسع، تستهدف تهيئة البيئة السياسية والإدارية لإجراء الانتخابات العامة، الرئاسية والتشريعية، المؤجلة منذ عام 2021.
ويقول الفارسي، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن نجاح المفوضية في تنفيذ هذه المراحل بنجاح، قد يعكس استعدادا فنيا ومجتمعيا متزايدا للعبور نحو الانتخابات الوطنية، ويضع من يتحججون بعدم الجاهزية لتأجيل الانتخابات الوطنية في موقف محرج.
ويؤكد أن الذهاب للاستحقاق المؤجل يتوقف على توفر الإرادة السياسية والضمانات القانونية والدستورية اللازمة.
وأضاف أن الذهاب إلى المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية في ظل التحديات التي تواجه البلاد، سيكون بمثابة اختبار جديد لقدرة المؤسسات والعبور من الانقسام نحو الدولة المستقرة، خاصة بعد تدخلات وخروقات شابت المرحلتين السابقتين.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTEg جزيرة ام اند امز