محللون ليبيون: استقواء السراج بتركيا حيلة "القط المهزوم"
محللون ليبيون اعتبروا تلويح فايز السراج بجلب قوات تركية لمحاربة الجيش الليبي حيلة نفسية دفاعية تعكس ضعف مليشيات السراج
لوح رئيس حكومة الوفاق الليبية مجددا باستقدام قوات لإعاقة تقدم الجيش الليبي نحو قلب العاصمة طرابلس، وهي الطريقة التي وصفها محلل سياسي ليبي بـ"طريقة القط المهزوم".
واعتبر محللون ليبيون، في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية"، اجتماع مجلس فايز السراج الذي تم الخميس وناقش تفعيل مذكرتي التفاهم اللتين وقعهما السراج والرئيس التركي "حيلة دفاعية من السراج ومليشياته بعدما منيا بخسائر هائلة أمام الجيش في معركة تحرير طرابلس."
- الجيش الليبي: سنستهدف أي قوات تركية تصل إلى البلاد
- مسؤولون ليبيون لـ"العين الإخبارية": لن نسمح باحتلال عثماني
من جانبه يرى رئيس حزب الائتلاف الجمهوري الليبي والمحلل السياسي، عز الدين عقيل، أن "ما فعلته حكومة السراج مجرد مناورات لا قيمة لها في ظل تطورات الحرب التي تشهدها طرابلس اليوم."
واعتبر عقيل، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن "هذه الاتفاقية لا قيمة لها ضمن واقع صراع كسر العظام الدولي الذي يجري حول ليبيا من جانب القوى الإمبريالية الدولية وخاصة الغربية منها والتي يعد آخر شيء في حساباتها هو ترك ليبيا لأردوغان."
وأضاف عقيل أن ما يحاول أن يقوم به السراج ومليشياته اليوم اعتمادا على الاتفاقية المزعومة هو "تقنية سيكولوجية دفاعية تشبه تلك التي يلجأ إليها القط حين يكون بمواجهة مع عدو ضخم إذ يقوم بتقويس ظهره إلى أقصى تقوس ليبدو أكبر حجما أمام عدوه عله يخشاه فيتركه وشأنه."
ويشكك المحلل السياسي الليبي في إمكانية نجاح تلك السيكولوجية الدفاعية البائسة التي تعكس الضعف الحقيقي للسراج ومليشياته.
وأوضح أن الجيش الوطني لم يعد يحارب على تخوم طرابلس، بل بات داخلها عمليا، وأن جانبا من حروب الشوارع قد انطلق فعلا.
وأعرب عقيل عن اعتقاده بأن السراج لن يجد الوقت الكافي لممارسة "لعبة تقويس القط لظهره" لتحقيق النجاة التي ينشدها في ظل المصائر الثلاثة التي تنتظره والتي باتت قريبة منه وهي "الموت بالمواجهات أو الاعتقال أو الفرار خارج البلاد"، حسب رأيه.
- الجيش الليبي: نسيطر على أجواء طرابلس ودمرنا عدة طائرات تركية
- خبراء ليبيون عن اتفاق أردوغان والسراج: "خيانة عظمى"
عجز في المعارك والتطبيق
وعلى مستوى المعارك الدائرة على الأرض يرى المحلل السياسي وخبير القانون الدولي الليبي محمد صالح جبريل اللافي أنه "حتى لو كان هناك توافق بين المجلس الرئاسي الليبي المغتصب للشرعية بخصوص مذكرة التفاهم المنعدمة قانونيا إلا أن هذا الإجماع يدل على عجز جماعة الحشد المليشياوي في مواجهة قوات الجيش العربي الليبي."
وقال اللافي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، إن الليبيين ينتظرون أيضا عجز الاحتلال التركي العثماني عن تطبيق المذكرة، كما عجزت المليشيات التي تدين له بالولاء في معركة طرابلس.
وأشار إلى أن تلويحات أنقرة بإرسال "قوات انكشارية" لليبيا ومحاولة السراج استجلاب الاحتلال العثماني لن ترقى لمستوى التطبيق خصوصا وأن البرلمان التركي رفض هذه "الحماقة الأردوغانية" بالتدخل العسكري في ليبيا رغم تأييده وموافقته على مذكرة التفاهم المنعدمة قانونيا.
وتابع: "تركيا تنظر إلى ليبيا بزاوية الاستفادة الاقتصادية دون الانجرار خلف عواقب عسكرية قد تجرها إلى زيادة في الانهيار الاقتصادي الذي تعانيه".
ونوه إلى دعم التحالفات الدولية وإجماعها الذي بدأ يظهر للعلن للبرلمان الليبي سياسيا والثناء من قبل الكونجرس الأمريكي على الدور البارز للقيادة العامة للجيش العربي الليبي في حربه على الإرهاب، وهو ما يجعل أنقرة تفكر مليا قبل الإقدام على خطوة متهورة بشأن التدخل المباشر في ليبيا.
إجراءات عقابية
وقلل المحلل السياسي الليبي ورئيس مجمع "سلفيوم" للأبحاث والدراسات جمال شلوف من احتمالية إرسال قوات نظامية تركية إلى ليبيا رغم طلب حكومة السراج، والتي تشترط موافقة البرلمان التركي بنسبة محددة.
وأضاف شلوف، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن القوات المسلحة الليبية وضعت عددا من الخطوط الحمراء لا تتجاوزها في معركة استرداد طرابلس من الإرهابيين والميلشيات، إلا أنها قد تضطر لاتخاذ إجراءات عقابية ضد تركيا وحكومة المليشيات.
وعدد هذه الإجراءات بالقول إنها قد تتضمن غلقا كاملا للأجواء والمطارات المدنية والعسكرية في مناطق سيطرة المليشيات، وفرض حظر على المياه الإقليمية الليبية وكل الموانئ المدنية والعسكرية، وكذلك اعتبار كل مراكز ومباني وإدارات الرئاسي وحكومته المفوضة أهدافا مشروعة للقوات المسلحة، بالإضافة إلى إصدار مذكرات اعتقال بحق كل التابعين للسراج وحكومته المفوضة بتهمة جلب قوات أجنبية وتكليف الشرطة العسكرية بتنفيذ هذه المذكرات.
وفي حال نفذت تركيا تلك التهديدات وهو احتمال شبه مستحيل، بحسب شلوف، فإنه يرى أن الجيش الليبي حينها سيفتح معسكرات المناطق العسكرية لتسجيل المتطوعين للقتال ضد الغزو التركي سواء بالنفس أو بالسلاح لتجهيز المقاتلين والطلب من رئاسة مجلس النواب إعلان حالة الطوارئ الكاملة لتعرض التراب لخطر الغزو الأجنبي، مما سيرفع تعداد المقاتلين والتجهيزات والأسلحة.
وأشار شلوف إلى أن القوات المسلحة الليبية ليس من خياراتها العمل على تفعيل اتفاقيات دفاع مشترك أو طلب تدخل ما من دول أخرى.
وقال: "الجيش الليبي سيفضل الاستشهاد على استجلاب قوات أجنبية على الأرض."
كانت حكومة السراج قد عقدت اجتماعا استثنائيا، الخميس، في العاصمة طرابلس بحضور عدد من العناصر المطلوبة للقضاء المدني والعسكري الليبي أمثال عبدالسلام كاجمان ومحمد عماري الورفلي وأسامة الجويلي وغيرهم من قيادات المليشيات.
ووافقت حكومة السراج خلال الجلسة على تفعيل مذكرتي التفاهم للتعاون الأمني والعسكري الموقعة بين فايز السراج ورجب أردوغان في 27 نوفمبر الماضي، والتي تقتضي إرسال جنود أتراك إلى ليبيا.
وسبق ولوح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتهديدات بالتدخل العسكري في ليبيا، وإرسال جنوده لمساندة مليشيات الوفاق وفقا للمذكرة الموقعة مع السراج.