مسؤولون ليبيون لـ"العين الإخبارية": لن نسمح باحتلال عثماني
سياسيون ليبيون يؤكدون أن تلويح تركيا بإرسال جنود إلى بلادهم محاولة احتلال، وسيتصدى لها الشعب والجيش الليبيان
أكد مسؤولون ليبيون، الأربعاء، أن الشعب والجيش سيتصديان لأي محاولة تركية لإرسال جنود أتراك لدعم الإرهاب في طرابلس، و"لن يقبلوا بالاحتلال العثماني" لبلادهم تحت غطاء الاتفاق الأمني المشبوه الذي وقعه رجب طيب أردوغان مع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج.
ومن اليوم الأول للإعلان عن توقيع أردوغان لمذكرتي التفاهم الأمنية والبحرية مع السراج لاقت ردود فعل غاضبة ورافضة، سواء على المستويين الداخلي مجلس النواب الليبي والجيش الوطني ومؤسسات المجتمع المدني والقبائل والمكونات الاجتماعية التي وصفت الاتفاقية بالخيانة العظمى، وعلى المستوى الخارجي من كل من مصر وقبرص واليونان وإيطاليا مؤخرا والاتحاد الأوروبي.
واعتبر خبراء ليبيون أن "الاتفاقية باطلة من الناحية القانونية لعدم دستورية المجلس الرئاسي نفسه؛ إذ لم يحظ بثقة البرلمان، وأن الاتفاق السياسي المنشئ للمجلس لم يتم تضمينه في الإعلان الدستوري، وأن الاتفاقيات يفترض أن توقع بإجماع المجلس الذي استقال منه 4 حتى الآن وأن يوافق عليها مجلس النواب، بالإضافة إلى مخالفة الاتفاقية للقوانين الدولية مثل قوانين البحار والقرارات الأممية مثل حظر التسليح المفروض على ليبيا".
ورغم ذلك لوح أردوغان وكبار المسؤولين في بلاده إلى أن تركيا مستمرة في الاتفاقية وعازمة لإرسال جنود إلى ليبيا في حالة طالبت حكومة فايز السراج بذلك.
وبعد تكرار التهديدات وإعلان الجيش الليبي رصد عدد من الخبراء الأتراك على الأرض في ليبيا، أعلن عدد من أعضاء مجلس النواب أن بلادهم ستقف بكل حزم ضد "الاحتلال العثماني في ليبيا"، وأنه في حالة أرسل أردوغان جنوده إلى ليبيا سيعلن مجلس النواب الليبي فتح باب التطوع للتصدي لهذا الاحتلال.
فتح باب التطوع
ويقول عضو مجلس النواب سعيد مغيب، إنه "إذا صادق البرلمان التركي على اتفاق السراج وأردوغان وقرروا إرسال قوات إلى ليبيا، فإن مجلس النواب الليبي سيصدر قرارا بفتح باب التطوع على كل مستطيع لمواجهة العدوان التركي، وسيكون أعضاء مجلس النواب أول المتطوعين".
وتابع في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" أن "تقدم الجيش للقضاء على آخر معاقل الإرهابيين ومن تحالف معهم أفزع أردوغان الذي أصبح يخشى سقوط مشروعه كما سقط في مصر؛ فأخذ يهدد بإرسال قوات إلى ليبيا لمحاربة الجيش، ما أثار حفيظة الشعب الليبي الذي لن يقبل بأي حال من الأحوال بأي تدخل أجنبي أو وجود عسكري على الأرض".
وشدد على أن "حالة التخبط السياسي التي يعاني منها النظام التركي هذه الأيام، وهذه التصريحات التي حملت في طياتها الكثير من التهديد والوعيد من قبل أردوغان، تدل على أنه يطارده كابوس سقوط مشروع الإخوان في ليبيا كما سقط في مصر، وأنه كان يبني الكثير من الآمال على نجاح هذا المشروع في ليبيا والدول المجاورة لها".
وأضاف أن "التدخل التركي السافر في الشأن الداخلي الليبي لم يتوقف من سنة ٢٠١١ أما الدعم التركي لتنظيم الإخوان الإرهابي وأذرعه العسكرية من مختلف التنظيمات الإرهابية والمليشيات المتحالفة معهم، فبدأ مبكرا".
ونوه بأن "تركيا اختارت دعم مليشيات مصراتة وطرابلس بعد هزيمتها في بنغازي ودرنة والهلال النفطي والجنوب، كل ذلك من أجل أن تسيطر تركيا على ليبيا".
وأشار إلى أن "انقلاب الإرهابيين على الشرعية في ليبيا عام 2014 كان بدعم تركي، وهذا الدعم زاد بعد انطلاق عملية الكرامة مما يدل على أن تركيا داعم كبير للإرهابيين من مجالس الشورى وتنظيم داعش".
رعونة سياسية
ومن جانبه، قال عضو مجلس النواب الليبي علي السعيدي، إن "تلويح تركيا بالتدخل بالقوة رعونة سياسية فقط لا غير ورد فعل لا أكثر بعد الضربات التي تلقتها جماعة الإرهاب على يد أبطال الجيش الليبي".
وتابع في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" أنه "على أردوغان وكل الاستعماريين الجدد إدراك أن عهود الظلام انتهت والجهل انتهى، وأن أي تحرك معادٍ سيشعل البحر المتوسط وسيدخله في فوضى عارمة".
وأشار إلى أن "البحرية الليبية عازمة على إغراق أي سفينة معادية تهدد السيادة الليبية على المياه الإقليمية".
وشدد على أن "الجيش الليبي عازم وقادر على تدمير أي عدو يهدد أمن البلاد بما لدى قياداته وجنوده من شجاعة ووطنية، سبق وأذلوا احتلالات دولية كبرى".
احتلال عثماني
ومن جانبه، أعلن العميد خالد المحجوب مدير المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة بالجيش الليبي أن الشعب الليبي والقوات المسلحة ستتصدى لأي محاولة تركية لدعم الإرهابيين في ليبيا، وأن هذه التصريحات العدائية لا ولن تؤثر على معارك الجيش الليبي الذي يقاتل المليشيات الإرهابية ويسقط الطائرات التركية المسيرة داخل طرابلس.
وتابع في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن "حكومة السراج تسعى لتسليم ليبيا وثرواتها لأرودغان ليعيد الحلم العثماني للأتراك أو إقامة ولاية تركية في ليبيا".
وشدد على أن "هذا لن يحدث أبدا لأن الشعب الليبي مناضل ومجاهد ومقاتل، وستزيد قوته ويزيد إصراره إذا ما فكر أي أجنبي أن يحتل جزءا من الأراضي الليبية".
وذكّر المحجوب الأتراك بمقولة الشيخ عمر المختار رمز النضال الليبي ضد الاستعمار: "نحن أبد لا نستسلم لأي مستعمر.. ننتصر أو نموت".
aXA6IDMuMTQyLjEzNi4yMTAg جزيرة ام اند امز