تركيا ترسل دفعة إرهابيين جديدة إلى طرابلس
مصادر أمنية قالت إن مطار معيتيقة في طرابلس استقبل ثلاث رحلات طيران قادمة من أنقرة وإسطنبول وعلى متنها عناصر إرهابية سورية
أكدت مصادر أمنية ليبية أن مطار معيتيقة في طرابلس استقبل ثلاث رحلات طيران مدنية قادمة من أنقرة وإسطنبول وعلى متنها عناصر إرهابية سورية.
وقالت المصادر لـ"العين الإخبارية" إن الرحلة رقم "A330-202" كانت لطائرة تتبع شركة "الأجنحة" التي يمتلكها عبدالحكيم بلحاج، زعيم الجماعة الليبية المقاتلة، والمقيم في إسطنبول، وكانت تحمل على متنها 50 عنصرا إرهابيا سوريا على الأقل، ووصلت فجر الأحد إلى مطار معيتيقة الذي تسيطر عليه المليشيات الإرهابية.
وأضافت المصادر أن الرحلتين الأخريين حملتا أرقام "A319- 112" قادمة من إسطنبول و"A320-214" قادمة من أنقرة وتتبعان الخطوط الجوية الليبية، ولم تستبعد المصادر وجود عناصر إرهابية سورية على متنهما، مشيرة إلى أن الرحلتين وصلتا لمطار معيتيقة في توقيتين متقاربين.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن، الأحد، أن عدد العناصر المسلحة التي نقلتها تركيا إلى العاصمة الليبية طرابلس بلغ نحو 300 مسلح، فيما تلقى نحو ألف عنصر التدريب بالمعسكرات التركية في عفرين السورية.
ووثق المرصد السوري عبر تسجيلات صوتية استعدادات عناصر سورية قبل مغادرتها عفرين التي تحتلها تركيا منذ مطلع العام الماضي باتجاه طرابلس، ونقل عن مصادر موثوقة أن "الراتب المطروح من جانب تركيا يتراوح بين 2000 و2500 دولار للشخص الواحد لعقد مدته 3 أو 6 أشهر مقابل التوجه إلى طرابلس في ليبيا".
وأوضحت المصادر أنه كلما طالت المدة زاد الراتب الذي يتلقاه المسلح، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من المليشيات التي انتقلت إلى ليبيا من فصيل "حركة حزم" التي تم حلها قبل سنوات عدة.
وأوضحت المصادر أن تركيا افتتحت مكتبا تحت إشراف "فرقة الحمزة" أحد فصائل المعارضة الموالية لأنقرة في مبنى قوى الأمن الداخلي (الآسايش) سابقا، وفي مبنى الإدارة المحلية سابقا تحت إشراف "الجبهة الشامية"، كما افتتح "لواء المعتصم" مكتبا في قرية قيباريه، وفي حي المحمودية مكتبا آخر تحت إشراف "لواء الشامل"، مؤكدة أن الفصائل الإرهابية الموالية لتركيا تشجع الشباب على التوجه إلى ليبيا، وتقدم مغريات ورواتب مجزية تتراوح بين 1800 إلى 2000 دولار أمريكي لكل مسلح شهريا.
وفي السياق نفسه، لفتت مصادر ليبية، إلى أنه "إذا قارننا الصور التي تظهر على خدمة جوجل للخرائط، فإننا نجد أن هؤلاء المسلحين يتجمعون في منطقة صلاح الدين التي تعد المدخل الجنوبي للعاصمة الليبية، وهي منطقة راقية على الأغلب، حيث تظهر بها بعض القصور".
وأشارت المصادر إلى أنها حصلت على شرائط مصورة تبين أن هؤلاء العناصر يتجمعون في أحد معسكرات جنوب طرابلس الذي جهزته تركيا قبل أشهر لاستقبال عناصر الفصائل الموالية لها، بينما تواصل قوات الجيش تمشيط مناطق المحور الجنوبي للعاصمة التي ظهر بها المسلحون.
وتداولت صفحات التواصل الاجتماعي في ليبيا، السبت، مقطع فيديو يظهر عددا من الإرهابيين من التركمان السوريين الموالين لتركيا في محاور القتال بالعاصمة طرابلس، ضمن صفوف مليشيات حكومة فايز السراج وتبادل المسلحون الذين ظهروا بالمقطع الشتائم ضد الجيش الليبي وقياداته.
وبدا مقطع الفيديو كدعاية لرفع معنويات المليشيات حول وصول دعم تركي في ظل الخسائر الفادحة لعناصر المليشيات، ووصول قوات الجيش الوطني الليبي لمناطق متقدمة من قلب العاصمة طرابلس.
ورجح العميد خالد المحجوب، مدير التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، أن الإرهابيين الذين ظهروا في مقطع الفيديو وقالوا إنهم سوريون قد يتبعون لما يسمى "لواء السلطان مراد وفيلق الشام" (فصائل مليشيات من التركمان السوريين موالية لتركيا) يقودها الإرهابي فهيم عيسى.
وأضاف المحجوب، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن ظهور هؤلاء الإرهابيين كان على الأرجح خلال اشتباكات مع الجيش الليبي وقعت الجمعة خلف معسكر "التكبالي" بمنطقة صلاح الدين التي يتقدم فيها الجيش الليبي، بعد معلومات أن تركيا نقلتهم خلال الأسبوع الماضي إلى طرابلس عبر مطاري معيتيقة ومصراتة الخاضعين لسيطرة المليشيات.
وبات الوضع في ليبيا مثيرا للقلق دوليا بعد انخراط تركيا في الصراع، دعما للمليشيات الإرهابية التي تسيطر على العاصمة طرابلس.
وتدعم تركيا مليشيات طرابلس في انتهاك واضح لقرار مجلس الأمن الدولي حظر توريد السلاح إليها منذ 2011، وأبقت دعمها سرا حتى أواخر الشهر الماضي، حيث وقعت مذكرة تفاهم مع حكومة الوفاق غير الدستورية تسمح بإرسال جنود للبلد الذي مزقته الحرب خلال السنوات الماضية.
aXA6IDUyLjE0LjE2Ni4yMjQg جزيرة ام اند امز