اجتماع تشاوري ليبي في القاهرة.. هل ينقذ الحوار الخماسي؟
مع انتعاش المسار السياسي في ليبيا بدعوة خماسية أطلقها المبعوث الأممي للحوار، كان «الحجر» الذي ألقاه البرلمان في «المياه الراكدة»، بمثابة أزمة تهدد بنسف ذلك الاجتماع الخماسي المرتقب.
وكان البرلمان الليبي قد رفض مشاركة حكومة الوحدة الوطنية (منتهية الولاية) في القمة الخماسية التي دعا إليها المبعوث الأممي عبدالله باتيلي، الأطراف الخمسة الرئيسية في ليبيا، وهم: رئيسا مجلسي النواب عقيلة صالح والدولة محمد تكالة، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر.
رفض دفع الأطراف الرئيسية في ليبيا، والممثل أغلبها -كذلك- في قمة المبعوث الأممية الخماسية، للتحرك لإنقاذ المسار السياسي، ودعم حل ليبي – ليبي.
فماذا فعلت؟
في قمة ثلاثية استضافتها العاصمة المصرية القاهرة يوم السبت، اجتمع رئيسا مجلسي النواب عقيلة صالح و«الرئاسي» محمد المنفي، وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، لمناقشة التطورات السياسية في المشهد السياسي الليبي.
قمة قال عنها البيان المشترك الذي اطلعت «العين الإخبارية» على نسخة منه، إنها تأتي استكمالا للاجتماع الأول الذي عقده المجتمعون في مدينة بنغازي، يوم السبت الموافق 19 أغسطس/آب 2023.
وبحسب البيان، فإن الحاضرين أكدوا على أهمية الجهود التي تقودها بعثة الأمم المتحدة، وأهمية دعم الحل الليبي - الليبي المتوازن، بما يُحقق تطلعات وآمال الشعب الليبي لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة.
ورحب المجتمعون بالمشاركة في جولة الحوار الذي دعت إليه بعثة الأمم المتحدة في ليبيا دون إقصاءٍ لأي طرف، شريطة مراعاة تحفظات ومطالب المجتمعين والأخذ بها، داعين بعثة الأمم المتحدة إلى ضرورة إيجاد أرضية مُشتركة تضمن نجاح الحوار.
أهداف الاجتماع
وبحسب مصادر ليبية، فإن الاجتماع الذي استضافته القاهرة، يهدف إلى حث عقيلة وحفتر على المشاركة في الحوار الأممي، إضافة إلى مناقشة إعادة إعمار درنة، بعد تسلم تقرير البنك الدولي بالخصوص.
وعن ذلك الاجتماع، قال عضو مجلس النواب الليبي عبد المنعم العرفي، في تصريحات صحفية، إنه يهدف للتشاور حول إيجاد حلول للعراقيل حول ملفي الانتخابات والسلطة التنفيذية المشرفة عليها.
وأوضح البرلماني الليبي، أن زيارة عقيلة إلى مصر جاءت بعد زيارته الأخيرة لتركيا، مشيرًا إلى أن «مجلس النواب منفتح على كل الأطراف؛ لتأكيد موقفه بضرورة إعادة تشكيل الحكومة».
هل ستؤدي القمة لحلحلة موقف البرلمان؟
وحول إمكانية أن يؤدي الاجتماع إلى حلحلة في موقف البرلمان، قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالمؤتمر الوطني السابق عبدالمنعم اليسير، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن مجلس النواب الليبي «لن يتنازل عن مشاركة حكومة أسامة حماد، لكن ربما يتنازل عن رفض مساومة حكومة عبدالحميد الدبيبة».
وأوضح عبدالمنعم اليسير، أنه «من السهل فهم موقف المستشار عقيلة صالح وموقف المشير خليفة حفتر الرافضين لمشاركة الدبيبة والدفع بحماد، إلا أنه من الصعب فهم موقف المنفي والذي يحسب على قائمة الدبيية وتتقاطع مصالحه مع الأخير».
دعوة أممية
وكان مجلس النواب قد رفض المشاركة في أي حوار أو اتفاق سياسي «لا يحترم الإرادة الليبية والمؤسسات الشرعية المنتخبة من الشعب الليبي وما انبثق عنها من مؤسسات تنفيذية»، في إشارة إلى غياب حكومة أسامة حماد (الشرق) عن الدعوة الأممية للحوار.
وقال عقيلة صالح، إنه سيتم «تلبية الدعوة للاجتماع الخماسي على أن يكون جدول أعماله محددًا بالعمل على تشكيل حكومة مصغرة مهامها محددة يمنحها مجلس النواب الثقة، وإجراء الانتخابات».
وكان المبعوث الأممي عبدالله باتيلي، دعا الفاعلين المؤسسين في ليبيا، للمشاركة في اجتماع سيُعقد الفترة المقبلة، بهدف التوصل إلى تسوية سياسية حول القضايا مثار الخلاف السياسي والمرتبطة بالانتخابات.