مصر واليونان.. ترسيم الحدود البحرية يغرق أحلام أردوغان
ترسيم مصر واليونان للحدود البحرية سيقف سدا أمام أحلام أردوغان التوسعية في المنطقة
قال خبراء سياسيون وعسكريون ليبيون، إن ترسيم مصر واليونان للحدود البحرية سيقف سدا أمام أحلام أردوغان التوسعية في المنطقة، وقطع الطريق أمام أمدادات المرتزقة بالسلاح والمقاتلين.
وقال دكتور وليد مؤمن الفارسي، الخبير السياسي الليبي، إن ترسيم الحدود المصرية اليونانية خطوة إيجابية لكبح جماح التوغل التركي في المنطقة وسوف تكون شوكة عالقة إذ تم تكثيف إبرام هذة الاتفاقيات في حوض المتوسط بين كل من مصر واليونان وقبرص وليبيا.
وأوضح الفارسي في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن عقد اتفاقيات تحالف بين كل من مصر واليونان وقبرص وليبيا من شأنه أن يكون ورقة ضغط على تركيا بأن تعيد حساباتها الخاطئة في المنطقة.
وتابع أن تصريح وزير الخارجية اليوناني برفض الاتفاقة الموقعة بين السراج وأردوغان كون حكومة الوفاق غير شرعية، وأن كافة الاتفاقيات التي أبرمتها سوف يتم إحالتها لاحقا إلى المحاكم الدولية من قبل مجلس النواب الليبي لإسقاطها خاصة أنها تخالف القوانين الدولية.
قطع طريق أردوغان
من جانبه قال الخبير القانوني والسياسي الليبي عبدالله الخفيفي، إن توقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر واليونان تجعل مذكرة السراج أردوغان حبرا في الهواء.
وتابع الخفيفي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن القانون الدولي وقانون أعالي البحار يعطي للدول المتشاطئة التي تشترك في مياه مقابلة أن تقيم اتفاقيات ترسيم الحدود وهو ما يحدث بالنسبة لمصر واليونان ولا يوجد بين أنقرة وطرابلس.
مشددا على أن الاتفاقية المبرمة بين مصر واليونان قانونيا وتقضي على أحلام تركيا في أي تواجد في مياه شرق المتوسط، أو السباحة باتجاه ليبيا، وهو ما يعد قطعا للطريق أمام أطماع أردوغان التوسعية.
وأشار إلى أن اليونان سبق ووقعت اتفاقية مع إيطاليا وهي تعطي نفس الحق القانوني، وبذلك أصبحت غالبية مياه المتوسط تتبع في خرائط رسمية مؤرشفة لدى الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة، ما يصعب من أحلام تركيا في الحديث عن مثل هذه المناطق.
المعادلة العسكرية
وهنا أكد الخبير العسكري الليبي العميد الركن شرف الدين العلواني، أن الخطوة التي فعلتها مصر واليونان ستربك المعادلة العسكرية في ليبيا لصالح الجيش الليبي دون تحريك جندي واحد على الأرض.
وتابع العلواني في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أن هذه الاتتفاقية من قبل كل من مصر واليونان وهما يعتبران تركيا عدوا استراتيجيا نظرا لما تقوم به أنقرة من توسعات غير شرعية إقليمبا.
وأوضح العلواني أن السيطرة على شرق المتوسط ستعني قطع خط الإمداد عن المرتزقة في ليبيا وستجعلهم يقاتلون بظهر مكشوف، مما سيدفعهم للتراجع عن المعركة أو أن يتم إفناءهم جميعا فيها.
وأضاف أن تركيا لم تجهز بعد ما يلزمها لتخوض حرب حقيقية على الأراضي الليبية من معسكرات ودفاعات أولى وثانية وتأمين خطوط الإمداد والتقدم أو الانسحاب في حالة الضرورة.
وألمح إلى أن الاتفاقية ستعطل أو على الأقل ستحد من وصول التجهيزات التي في الغالب ما يتم قصفها قبل تركيبها، مما يحقق الهدف الاستراتيجي لمصر وهو تأجيل المعركة واللجوء إلى الحل التفاوضي لتجنب نزيف الدم مع القدرة على تنفيذه في حالة الاضطرار.
ووقع وزيرا خارجية مصر سامح شكري واليونان نيكوس دندياس، الخميس، اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
وتجمع مصر وقبرص اليونان علاقات شراكة ظهرت بصورة لافتة منذ وصول الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الرئاسة عام 2014 حيث عقدت الدول الثلاثة العديد من القمم تدور حول زيادة التعاون في مجالات الطاقة والتنقيب عن الغاز ومكافحة الإرهاب وترسيم الحدود.
وفي 9 يونيو/حزيران الماضي، وقّع وزيرا خارجية اليونان وإيطاليا في أثينا اتفاقاً لترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة في البحر الأيوني الذي يفصل البلدين المجاورين.