ناشطان بحراك "غضب فزان" الليبي يكشفان لـ"العين الإخبارية" الخطوات التصعيدية
ناشطان سياسيان بحراك "غضب فزان" بالجنوب الليبي كشفا عن خطوات تصعيدية مرتقبة بعد إغلاق حقل "الشرارة" النفطي تدريجيا
كشف ناشطان سياسيان بحراك "غضب فزان" بالجنوب الليبي عن خطوات تصعيدية مرتقبة بعد إغلاق حقل "الشرارة" النفطي تدريجيا منذ مساء السبت، موضحين أنه سيتم غدا إغلاق الحقل بشكل تام لحين تحقيق مطالبهم.
ويعاني الجنوب الليبي من مشاكل وأزمات متراكمة في ظل تهميش تام من جانب الحكومات الليبية الحالية والسابقة، بجانب معاناة سكان مدن الجنوب من نقص الخدمات الأساسية على رأسها الأمن والتعليم والصحة وعدم توفير الوقود والسلع الغذائية الضرورية.
وقال الناشط السياسي بالجنوب الليبي بشير الشيخ لـ"العين الإخبارية"، إنه سيتم إغلاق حقل "الفيل" و"الشرارة" عن العمل بشكل كامل غدا الإثنين، لحين تنفيذ المطالب الـ 10 التي وضعها الحراك أمام الحكومة الليبية لتنفيذها فورا.
وطالب الحراك، وفق الشيخ، بدعم المؤسسة العسكرية والأمنية بما يلزم لتأمين مقدرات الشعب الليبي وحماية الحدود وحماية الجنوب وبسط الأمن فيه.
وشملت المطالب دعم القطاع الصحي بالتعاقد مع أطباء وأطقم طبية وصيانة المرافق الصحية ومستشفيات الجنوب وجلب الأجهزة والمعدات اللازمة لتشغيلها وتوفير الأدوية والعقاقير الطبية وخاصة للأمراض المزمنة.
وشدد الحراك السياسي على ضرورة استئناف العمل على تشغيل محطة "اوباري" الغازية وجلب توربينات لمحطات توليد الكهرباء بـ"أم الجداول" و"سمنو".
وطالب حراك "غضب فزان" أيضا بتشغيل كافة مطارات الجنوب، وتوفير السيولة النقدية لمصارف قرى ومدن الجنوب وتشغيل مصرف ليبيا المركزي، وتنفيد مشروع مصفاة الجنوب، والعمل على التنمية المكانية في أسرع وقت ممكن.
وقال بشير الشيخ، إن من ضمن مطالب الحراك أيضا توفير فرص عمل لأبناء الجنوب في القطاع النفطي بشكل خاص وباقي القطاعات بشكل عام وتمكين الراغبين بالالتحاق في المعاهد النفطية أسوة بباقي المناطق وإنشاء معاهد للنفط في الجنوب.
كما طالب الحراك بإعادة إعمار المناطق المتضررة بالجنوب الليبي، واعتبار أن مدينة أوباري مدينة منكوبة كما جاء في بيان مجلس النواب الليبي والحكومة الليبية المؤقتة وإعادة إعمارها أسوة بمدينتي بنغازي و ككلة، بالإضافة إلى العمل على حل مشاكل مرتبات أبناء فزان المتعينين والمتعاقدين في كافه القطاعات بالدولة.
وفى المقابل حذرت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا من أن إغلاق حقل الشرارة النفطي سيكبد البلاد خسائر يومية تقدر بـ 32.5 مليون دولار.
وأعربت المؤسسة في بيان لها اليوم الأحد، اطلعت عليه "العين الإخبارية" عن قلقها الشديد إزاء تصرّفات حرس المنشآت النفطية بحقل الشرارة النفطي، وكلّ المجموعات والأشخاص الذين يقومون باستغلال معاناة أهالي الجنوب لتحقيق مطالب شخصية، مطالبا القيادة العليا لحرس المنشآت النفطية باتخاذ "إجراءات عاجلة ضدّ كلّ الأشخاص المسؤولين عن هذه الأفعال المشينة".
وردا على بيان المؤسسة النفطية، قال الناشط السياسي بالجنوب الليبي، إن المؤسسة تسعى لتضعيف الحراك الشعبي الذي يسعى لتحقيق عدد من المطالب المشروعة والقانونية، مشددا على أن أسلوب المؤسسة لا يمثل شيئا في فزان.
وفى السياق نفسه، قال الناشط السياسي بالجنوب الليبي عبد الحكيم الباشا في تصريحات لـ"العين الإخبارية"؛ إن الخدمات المعيشية شبه معدومة بعدة مدن في جنوب ليبيا، وعلى رأسها الخدمات الأمنية والاتصالات والصحة، وهى الأمور التي جعلت أبناء إقليم فزان يتحركون من أجل تنفيذها.
وأوضح الباشا أن حقل "الشرارة" النفطي يمثل تقريبا ثلث إنتاج ليبيا من البترول، وجاء الآن الدور على الحكومة من أجل تنفيذ مطالب أبناء الجنوب الليبي الذي يعانى منذ سنوات طويلة دون أن ينظر إليه أحد.
وينتشر في الجنوب الليبي عدة قبائل تمثل نسيجا قبليا كبيرا، فهناك تنتشر قبائل "التبو" و"الطوارق" و"أولاد سليمان" و"المقارحة" و"القذاذفة" و"زويّة"، ويعانى الكثير من أبناء تلك القبائل مشكلة كبرى تتمثل في "الهوية" حيث لا تعترف الحكومات المتعاقبة بعدد كبير من أبناء تلك القبائل كمواطنين ليبيين.
وفي هذا الإقليم الحيوي أيضا بالدولة الليبية والمعروف تاريخياً باسم "إقليم فزان" تنتشر جماعات إرهابية وعصابات قطع الطرق وعمليات الخطف الممنهجة لشخصيات ثرية أو شخصيات تنتمي لقبائل كبيرة.
والجنوب الليبي الغني بثرواته الطبيعية من نفط ومياه جوفية وذهب ويورانيوم أصبح مرتعا للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش وبوكو حرام وحركة أزواد والمرابطون والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتجار المخدرات ومهربو الوقود.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE3MSA= جزيرة ام اند امز