مصادر ليبية تكشف لـ"العين" أسرار زيارة كوبلر للقاهرة
المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر يحاول انتزاع موافقة الإمارات ومصر على بعض المقترحات الخاصة بالأزمة الليبية.
يحاول المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر انتزاع موافقة الإمارات ومصر على بعض المقترحات الخاصة بالأزمة الليبية خصوصا مسألة تعديل الدستور وبعض بنود اتفاق الصخيرات، لاسيما المسودة الثامنة والثانية الخاصة بوضع المشير خليفة حفتر وعدد أفراد المجلس الرئاسي، والرجوع إلى صيغة نائبين فقط لرئيس المجلس الرئاسي فايز السراج بدلا من صيغة 4 نواب التي كانت سببا في مزيد من الخلاف بين الفرقاء الليبيين، وذلك حسبما أكدت مصادر ليبية مطلعة لبوابة "العين" الإخبارية.
والتقى المبعوث الأممي إلى ليبيا، اليوم بالقاهرة، بنائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق على القطراني بحضور عضوي مجلس النواب خليفة الدغاري وزياد دغيم والمستشار الإعلامي لرئيس البرلمان حميد الصافي، وهما من الكتلة التي تعارض حكومة فايز السراج داخل البرلمان.
مصدر مصري قريب من ملف الأزمة الليبية ألمح لـ"العين" أن كوبلر اضطر للقاء عضوين من كتلة السيادة الوطنية في البرلمان الليبي، بسبب علاقتهم الوثيقة بالفريق الرئاسي للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بما يعني أن هناك توجها جديدا للإدارة الأمريكية برئاسة ترامب، التي جعلت كتلة السيادة الوطنية في موقف أقوى من السابق، بما يعزز دور البرلمان الليبي في المستقبل.
وشهد يوما 10 و11 من نوفمبر/تشرين الثاني جولة جديدة للحوار السياسي الليبي في العاصمة المالطية فاليتا برعاية بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.
وكان مبعوث الأمم المتحدة ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا، مارتن كوبلر قد التقى مع رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح بالإمارات للدفع بعملية تنفيذ الاتفاق السياسي الموقع بين أطراف الحوار الليبي في 17 ديسمبر/كانون أول2015 بالمغرب، وهي الزيارة التي ربط البعض بينها وبين زيارة كوبلر للقاهرة على اعتبار أن الإمارات ومصر من العناصر الرئيسية في الأزمة الليبية ويدعمان البرلمان الليبي.
وقال عبد الحفيظ عبد القادر غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي السابق لـ"العين" إن مارتن كوبلر أصبح في مأزق بعد أن أصبحت كل المؤشرات تؤكد أن اتفاق الصخيرات أصبح لا وجود له وأنه يجب إدخال تعديلات عليه حتى يصبح مناسب للمرحلة الحالية.
غوقة قال لـ"العين": إن كوبلر يبحث في مصر والإمارات الحصول على دعم عربي وإقليمي للحفاظ على اتفاق الصخيرات وهو سبب زيارته للبلدين، خصوصا بعد أن رفض معسكر طرابلس "تيارات الإسلام السياسي" الإبقاء على المشير خليفة حفتر ضمن التعديلات المستقبلية لاتفاق الصخيرات وذلك في الاجتماع الأخير بمالطا.
لقاء مع أبو الغيط
وعقد المبعوث الأممي لقاءً مع أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أعرب فيه عن استعداده للعمل مع الممثل العربي الخاص الى ليببيا صلاح الدين الجمالي ومع ممثل الاتحاد الإفريقي وكافة الشركاء من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية الراهنة ، محذرا في الوقت ذاته من خطورة التصعيد العسكري .
وشدد كوبلر على أن الحوار السياسي هو أساس حل الأزمة الليبية، داعيا إلى تجنب أي تصعيد عسكري ، كما دعا جميع الأطراف إلى الجلوس على مائدة واحدة لمناقشة جميع القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية، وألا يقول أحد: لا للحوار .
وقال كوبلر في مؤتمر صحفي بمقر الجامعة العربية عقب لقائه أبو الغيط إنه التقى مع الممثل الخاص للامين العام للجامعة العربية الى ليبيا السفير صلاح الدين الجمالي ومع السيد احمد أبو الغيط لبحث أوجه التعاون المشترك، واصفا اللقاء بأنه كان مثمرا وبناء ، لافتا إلى أن الوضع في ليبيا معقد وصعب للغاية.
وأضاف أننا إزاء هذا الوضع نحتاج للعمل يدا بيد، سواء مع الجامعة العربية أو الاتحاد الافريقي، منوها بمشاركته مؤخرا في الاجتماع السياسي الذي عقد في مالطا الأسبوع الماضي، والذي خرج بمقترحات جيدة للتعامل مع الوضع في ليبيا ، مشيرا إلى أنه التقى أيضا في أبو ظبي رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح .
وأوضح أنه أحاط الامين العام للجامعة العربية، اليوم، بمجمل الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في ليبيا ، وكذلك مقترحات خاصة بدفع الحوار السياسي الليبي .
وأكد أهمية تعيين الدبلوماسي التونسي صلاح الدين الجمالي كمبعوث عربي إلى ليبيا ، موضحا أن الجمالي على دراية كاملة بالأوضاع في ليبيا خاصة وأن بلاده من دول الجوار الليبي .
وأشار إلى مشاركته في الاجتماع الثلاثي السابق الذي ضم أيضا ممثل الاتحاد الأفريقي والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط الشهر الماضي بشأن الأزمة الليبية ، ولقائه أيضا في أديس أبابا مع رؤساء الدول المعنية بالأزمة الليبية .
وأكد كوبلر ضرورة احترام رغبة الليبيين وعدم فرض حلول عليهم من الخارج ، محذرا من أن قيام المجتمع الدولي بفرض حلول خارجية عليهم سيقابل بالرفض .
وأشار إلى أهمية محادثاته مع المسؤولين في مصر وفي مقدمتهم سامح شكري وزير الخارجية للتشاور حول جهود حل الأزمة الليبية .